اليوم الرابع
استيقظنا عند الساعة الثامنة صباحا لنتحضر لمغامرات اليوم، تناولنا فطورنا، وحوالي الساعة التاسعة والربع انطلقنا في جولتنا في حقول التوابل والخِرَبِ القديمة.
وكانت أولى وجهاتنا "خربة قصر مرحوبي - Maruhubi Palace Ruins" والتي تقع على الطريق من الفندق إلى الستون تاون، أي أقل من 10 دقائق بالسيارة.
من الطريق إلى خربة مرحوبي
مركز الشرطة
وصلنا الخربة وكان حاجزا على المدخل مع حراسة للشرطة الحارس أول ما رآني حاملا الكاميرا وألتقط الصور نظر الي نظرة خطيرة وقال شيئا لم أفهمه فأخبرني المرشد بانه ممنوع تصوير رجال الشرطة فاختصارا للمشاكل أنزلتها وأكملنا طريقنا بالسيارة للداخل
بعد أن نزلنا من السيارة لمحت مجموعة من النساء المحليات، على ما يبدو في طريقهن لجمع الماء من إحدى عيون المنطقة، وكانوا يبعدون عنا حوالي ثلاث مائة مترا على الأقل، فبسرعة وجهت الكاميرا مع الزوم وصورت، ولكن ولسوء الحظ لاحظتني إحدى السيدات، وفجأة سمعنا أصواتا كالرعد تزلزل بكلمات لا أفهم منها شيئا، ومن حولنا الرجال يضحكون، فراودني شعور بأنها "كلمات ليست كالكلمات".
السيدة التي على اليسار أظنها من بدأت هذه السيمفونية
من بعدها دخلنا برفقة مرشدنا ومرشد آخر يرافقنا في المكان ليشرح لنا عن تاريخ الخربة.
بنى هذا القصر السلطان برغش عام 1882مـ ، لكنه أُحرقَ عام 1899مـ
بعض البيوت بجوار الخربة
بعد أن تجولنا حوالي النصف ساعة في خربة قصر مرحوبي، أعطيت المرشد المحلي 2000 شيلينغ مكرمة، ومن ثم توجهنا إلى "خربة قصر متوني - Matoni palace ruins"، والتي تقع هي كذلك على الطريق ما بين الفندق والستون تاون، تبعد عن الخربة الأولى أقل من خمس دقائق بالسيارة. عند وصولنا استقبلنا المرشد في الخربة، شرح لنا بعض المعلومات عنها، وذكر لنا أن في هذا القصر قضت الأميرة سلمى سنوات حياتها الأولى، وأهم ما في الأمر أن في هذه الخربة تقام حفلة موسيقية طربية مرتين من كل أسبوع (تفاصيل أكثر هنا).
مرشدنا المرافق على اليسار، والمرشد في الخربة على اليمين
بعد حوالي ثلث ساعة من التجوال في الخربة، أعطيت المرشد المحلي 2000 شيلينغ مكرمة، ثم توجهنا إلى الحمامات الفارسية في منطقة كيديتشي "Kidichi Persian Baths"، والتي تبعد أقل من ربع ساعة عن الخربة.
هذه هي الحمامات في الخلف
بناية صغيرة جدا بيوت مجاورة للحمامات
بعد جولة عشر دقائق حول الحمامات، والتقاط بعض الصور هنا وهناك، وخاصة للأطفال، أعطيت أحد الأفراد الذين يسكنون بالجوار ورافقنا في جولتنا 1000 شيلينغ مكرمة، ثم توجهنا إلى حقول التوابل في كيديتشي "Kidichi Spices" وهي في نفس المنطقة الموجودة فيها الحمامات، مسافة خمس دقائق بالسيارة.
عند وصولنا للمدخل استقبلنا أحد المرشدين المحليين الذي رافقنا في جولتنا الطويلة والرائعة في أرجاء الحقول. عَرَّفنا فيها على أنواع المزروعات والتوابل المختلفة.
وهذه بعض الأصناف التي تعرفنا عليها أثناء جولتنا
وأثناء تجوالنا في الحقول مررنا بجوار مدرسة مكونة من بعض المباني الصغيرة، ولحسن حظنا كان الطلاب يلعبون في الخارج، فانتهزت الفرصة للتقرب منهم والتعرف عليهم، والتقاط الصور لهم ومعهم.
(رفعت بعض الصور فقط، وسأرفع البعض الآخر مع الصور الاحترافية في نهاية التقرير إن شاء الله، فتابعوني حتى نهاية الرحلة)
وأثناء تجوالنا أيضا مررنا بجوار إحدى البيوت المحلية، وشاهدت هذه الفتاة تسكب الماء من الحنفية أعلى البئر لتشرب.
صادفنا في طريقنا أحد التجار الأطفال المتجولين يبيع بعض العطور، اخترنا زجاجتين صغيرتين لنهديها لوالدي ووالد زوجتي، ودفعنا مقابلها 20000 شيلينغ، مبلغ مبالغ فيه محليا، حوالي عشرة دولارات، لكن الطفل استعطفنا وبدا لنا مسكينا فاعتبرناها صدقة لوجه الله.
وكان قريبا منه أحد المحليين الذي سألنا عن بلدنا، فقلنا له فلسطين، فحمد الله وأخذ يتحدث معنا بالعربية الفصحى بضع دقائق ثم تابعنا مسيرنا.
وصلنا إلى الــ "تيب بوي - Tip Boy" والذي قدم لنا عرضا جميلا جدا من تسلق الأشجار، مرددا بعض الأغاني المحلية المشهورة أثناء تسلقه، وبعض الرقصات الخفيفة المضحكة، وقدم لنا بعدها عصير جوز الهند لنشربه.
صورت العرض كاملا بالفيديو، أنصحكم بمشاهدة فيديو جولة اليوم الرابع والذي سأرفعه مباشرة بعد هذه الحلقة فتابعوني.
بعد انتهاء العرض وضعت في الصندوق الصغير الموجود على تلة قشور جوز الهند 5000 شيلينغ مكرمة، ثم توجهنا إلى كشك صغير يحتوي على الكثير من الفاكهة المختلفة لنتذوقها. وكانت تجربة رائعة ولذيذه جربنا فيها أنوعا كثيرة جدا من الفاكهة، بعضها لم نتذوقه من قبل، وبعد أن امتلأت بطوننا دفعنا 3000 شيلينغ، أي حوالي دولار ونصف فقط، هذا المبلغ لا يشتري في فلسطين أكثر من ثلاث حبات من التفاح لا غير !! من ثم اشترينا من الكشك المجاور له بعضا من الشاي المحلي مقابل 10000 شيلينغ، رغم أن البائع في البداية طلب مقابلها 20000 شيلينغ، لكننا ادعينا أننا لا نملك حاليا أكثر من 10000 شيلينغ، وكنا قد استبقينا بعض المال لنعطي المرشد الذي رافقنا مكرمة في نهاية جولتنا.
بعد إنتهاء جولتنا في الحقول حوالي الساعة الواحدة والنصف، أي ما يقارب ساعتان ونصف من التجوال، دفعت للمرشد 3000 شيلينغ مكرمة.
ثم انطلقنا إلى "كهف المرجان في مانجابواني - Mangapwani Coral Cave"، والذي يبعد حوالي الربع ساعة عن حقول كيديتشي.
في بداية الكهف درج طويل، نزلت أنا وزوجتي والمرشد وأحد المرشدين المحليين، وكان الكهف مظلما، وكنت قد قررت مسبقا أن أجرب أحد المساريين في الكهف برفقة زوجتي، ولكنها أول ما نزلت انتابها الخوف ورفضت مرافقتي، فرجعت أدراجها للأعلى وانتظرتني هناك مع السائق.
هنالك مسار طويل يصل إلى إحدى القرى المجاورة، وهنالك مسار أقصر يستغرق حوالي الربع ساعة، فأخذنا المسار القصير اختصارا للوقت، وكان صعبا جدا، الأرضية متكسرة غير مستوية، صخور، ممرات ضيقة، وهذا كله وأنا أحاول التقاط بعض الصور والفيديوهات، ولكن الظلمة الحالكة لم تساعدني كثيرا، في يد واحدة أمسك الكاميرا، وفي اليد الأخرى الفانوس الذي أعطاني اياه المرشد. في نهاية المسار هنالك نفق ضيق جدا في الأعلى، وكان علي أن اتسلق النفق لأخرج من الحفرة، ولا أخفيكم سرا أن المهمة كانت بالغة الصعوبة، وصلت للأعلى وكان التعب قد سيطر علي، والعرق قد أغرقني لقلة الهواء وصعوبة التنفس في الأسفل، والإجهاد. بعد أن خرجنا كانت زوجتي والسائق بانتظارنا خارج الفتحة، ولم تتوقف عن الضحك عندما رأتني. طلبت بعدها من مرشدنا أن يدفع للمرشد المحلي مكرمة لأن النقود قد نفذت منا، وكان ذلك. ثم توجهنا إلى "غرفة العبيد في مانجابواني - Slave Chamber Mangapwani" الموجودة في نفس المنطقة، وتبعد حوالي خمس دقائق بالسيارة.
هو كهف صغير تحت الأرض قريبا جدا من الشاطئ، يقال أنه قديما كان يحتجز فيه الرقيق لبيعهم ونقلهم في القوارب والسفن إلى الدول المختلفة.
بعد ان تجولنا حول الغرفة، مشينا إلى الشاطئ المجاور وكان المنظر رائعا جدا لا يوصف، شاطئ من أجمل ما يكون.
بعدها عدنا أدراجنا إلى السيارة، مرشدنا دفع مكرمة بسيطة للمرشد المحلي، ثم انطلقنا عائدين إلى الفندق حوالي الساعة الثالثة والنصف.
في طريق عودتنا توقفنا عند إحدى مكاتب الصرافة، وحولنا مبلغ 200$ إلى العملة المحلية مقابل 2060 شيلينغ للدولار الواحد. وعند وصولنا للفندق دفعت لمرشدنا 90$ تكلفة جولة اليوم، و 10$ مكرمة له وللسائق على تعبهما معنا.
وفي المساء تناولنا عشاءنا مقابل 30000 شيلينغ، وخلدنا للنوم مرهقين.
وهكذا انتهت جولتنا في اليوم الرابع
انتظروني مع جولة اليوم الخامس
ومحمية السلاحف في الشمال
وشاطئ كيندوا
وقرية صنع القوارب الشراعية
وبعض الخِرَبِ