اليوم السادس
باسم الله نبدأ يومنا السادس المليء بالمفاجآت والفعاليات الرهيبة، ومن أجمل أيام الرحلة. استيقظنا حوالي الساعة الثامنة صباحا، تناولنا فطورنا، وانطلقنا برفقة المرشد والسائق حوالي الساعة العاشرة باتجاه "محمية الفراشات - Zanzibar Butterfly Centre".
وصلنا المحمية حوالي الساعة العاشرة والنصف، تبعد حوالي النصف ساعة عن الفندق. استقبلنا أحد العاملين في المحمية، جلسنا معه في الغرفة الخارجية وأخذ يشرح لنا بعض المعلومات عن الفراشات ودورتها الحياتية، مع بعض الصور التفصيلية، وأرانا بعض اليرقات الصغيرة والتي تحتوي في داخلها على الفراشات قبل أن تخرج أو تفقس منها.
بعدها رافقنا في جولة داخل المحمية المكونة من شبكة كبيرة جدا على شكل خيمة، وفيها الكثير من النباتات والشجيرات، والعديد من أنواع الفراشات المختلفة التي تطير وتتنقل بينها.
صراحة شعورنا كان أكثر من رائع، فهذه أول مرة نزور فيها محمية للفراشات، وشاهدنا أنواعا بأحجام وأشكال وألوان رائعة لم نشاهدها من قبل.
هذه يرقات ذهبية لنوع من أنواع الفراشات
تشاهدون نوعا من اليرقات ذهبي ونوع آخر أخضر
قضينا حوالي نصف ساعة نتجول داخل المحمية، وأخذنا الكثير جدا من الصور، بعضها سأرفعه إن شاء الله مع الصور الاحترافية في آخر حلقة لهذا التقرير فتابعوني حتى النهاية.
بعدها انطلقنا باتجاه "بارك جوزاني - Jozani National Park" والمكون من غابة جوزاني التي تحتوي على منطقة تكثر فيها قردة الكولوبوس الحمراء، ومنطقة للمسارات. وهنالك غابة المانجروف وفيها مسار ممتع جدا لمشاهدة نبات المانجروف المميز والمنتشر فيها بكثيرة.
وصلنا بارك جوزاني بعد حوالي خمس دقائق ليس أكثر، نزلنا من السيارة ودخلنا إلى المركز الذي تقطع منه التذاكر، ويحتوي على الكثير من اللافتات المعلقة وفيها معلومات مهمة عن هذه الغابة الفريدة.
هذه اللافتة تقول بأن معدل استهلاك السائح اليومي في زنجبار 180 لترا من الماء
بينما معدل استهلاك المواطن المحلي أقل بأربع مرات ونصف، ولا يتجاوز الـ 40 لترا على أكثر تقدير
وهذه اللافتة تتحدث عن الكميات الهائلة من سرطانات البحر التي يأكلها السياح، ويتساءلون عن مدى مقدرة غاباتهم في توفير هذه الكمية في المستقبل
وهذه اللافتة تقول بأن البشر بإمكانهم نقل أمراض قاتلة لقردة الكولوبوس الحمراء المهددة بالانقراض، فهل يجب السماح للسياح بزيارتها ؟
في هذه اللافتة خبر يقول بأن مركز جوزاني استطاع جمع 63600$ من رسوم دخول السياح عام 1997مــ ، وهذه مساهمة كبيرة للإيرادات الحكومية، بعضه يُستثمر في المجتمع المحلي من مشاريع لبناء مدارس وعيادات وغيرها من الخدمات الحيوية.
في كل صباح تسعة وثلاثون خبازا في الستون تاون يخبزون ثلاثمائة ألف رغيف من الخبز، والذي يخبز في أفران تقليدية تحتاج ما يُقدر بين ثلاثين إلى خمسة وأربعين طنا من الحطب يوميا.
في بعض المناطق في زنجبار تلك التي مُسحت فيها الغابات، الأمهات ليس لديها خيار آخر سوى قضاء ساعات طويلة في البحث عن الحطب على حساب تربية أطفالهن.
من أجل مجتمعات منطقة جوزاني لدعم احتياجاتهم لتحسين سبل معيشتهم، وتقليل اعتمادهم على الغابات. مشروع جوزاني يدرس وسائل مبتكرة لإيجاد مصادر بديلة للدخل.
وهذه معلومات أخرى عن الحياة في زنجبار ومنطقة جوزاني
وهذه بعض اللافتات عن الحيوانات والنباتات الموجودة في جوزاني
هذه خارطة لمنطقة جوزاني
المربع الصغير أسفل يمين الصورة هذا المركز الذي نحن نتواجد فيه الآن
الخطوط السوداء هذه المسارات التي يمكن القيام بها داخل الغابة
في الجهة الثانية من المنطقة والذي لا تشمله الخارطة حيث يشير السهم في الأسفل، تتواجد منطقة القردة وكذلك غابة المانجروف
بعد عشر دقائق تقريبا من التجوال في المركز ذهبنا مشيا باتجاه المخرج برفقة مرشد محلي يوفره المركز، وقطعنا الشارع للجهة الأخرى حيث منطقة قردة الكولوبوس الحمراء، مشينا حوالي مائة مترا ووجدنا عددا من القردة تقفز بين الأشجار، توقفنا عندها وأخذنا بالتقاط بعض الصور.
على اليسار للوصول إلى المركز ومكتب قطع التذاكر وكذلك للقيام بمسارات داخل الغابة
وعلى اليمين من الجهة الأخرى للشارع منطقة القردة وغابة المانجروف.
وهذه اللافتات بعد أن قطعنا الشارع ودخلنا لمنطقة القردة
وهي تشير بأن في هذا الاتجاه أيضا تتواجد "محمية السلاحف جوزاني - Jozani Sea Turtle Sanctuary". كانت زيارة هذه المحمية من بين مخططنا، ولكننا تنازلنا عنها لكوننا قد زرنا محميتين للسلاحف في الأيام الأخيرة، فلم نرد إضاعة الوقت فيها.
وهذه صور جميلة لقردة الكولوبوس الحمراء
بعد أن قضينا حوالي ربع ساعة بالتجوال في منطقة القرود، عدنا أدراجنا نحو المركز للذهاب في مسار داخل الغابة، وكان مسارا جميلا جدا وممتعا رغم طوله، تعرفنا على أنواع كثيرة من النباتات، واستمتعنا بهدوء الغابة وصوت حفيف أوراق الأشجار المريح.
استغرق المسار حوالي النصف ساعة، وهو مسار دائري تنطلق فيه من مركز الزوار وتعود في النهاية إليه مشيا. بعد عودتنا ركبنا السيارة يرافقنا المرشد المحلي لنتجه نحو غابة المانجروف والتي لا تبعد أكثر من خمس دقائق بالسيارة.
في بداية المسار نعتلي جسرا خشبيا واسعا وآمنا يمر ما بين أشجار المانجروف الغريبة، وأرضيتها طينية سوداء تغمرها مياه المحيط عند المد، وتنسحب منها وقت الجزر.
قضينا في غابة المانجروف حوالي عشرين دقيقة، وصلنا إلى نهاية المسار ثم عدنا أدراجنا إلى السيارة، أعطيت المرشد المحلي 2000 شيلينغ مكرمة، وانطلقنا بعدها باتجاه "بارك زالا - ZALA PARK : Zanzibar Land Animal Park".
وصلنا بارك زالا حوالي الساعة الواحدة إلا ربع ظهرا، فتبعد ما يقارب الربع ساعة عن غابة جوزاني، دخلنا المكتب واستقبلنا المسؤول الذي أخذ يشرح لنا عن البارك، وكل ما كنت أعرفه عنه بأنه يحتوي فقط على مركز صغير لتربية الحيوانات الغريبة، لكن اتضح لي بأن البارك يحتوي على فعاليات أكثر وأفضل من ذلك بكثير، وكما يُقال "رُب صدفة خير من ألف ميعاد".
أثناء شرحه تبين لنا أن هنالك أربع أنواع من الفعاليات يمكننا القيام بها في البارك :
- الأولى بارك الحيوانات والذي أصلا جئنا من أجله.
- الثانية مسار في الطبيعة، وأنا طبعا من عشاق الطبيعة فصعب جدا أن أُفَوت ذلك علينا.
- الثالثة جولة ثقافية في قرية مونجوني Muungoni المجاورة للتعرف على الحياة المحلية والعادات المختلفة، وأنا طبعا هوسي هو التصوير، وخصوصا تصوير الحياة والأطفال، فلا يمكن أن أضيع هذه الجولة من يدي.
- رابعا جولة في النهر بواسطة زورق التجذيف الخشبي، وطبعا من المستحيل أن نرفض ذلك، فالله أعلم إن كنا سنجرب زورق التجذيف الخشبي في حياتنا إن فوتناه علينا اليوم.
ولكن وللأسف اتفاقي المسبق مع المرشد لم يشمل سوى الفعالية الأولى، وكان سعر كل فعالية من الثلاث فعاليات الأخرى 12$ للشخص الواحد، ما يعني أنه كان علينا دفع 72$ إضافية للقيام بهذه الفعاليات.
فأخذت أتناقش مع زوجتي وطال نقاشنا حول أي الفعاليات نختار وأيهما نتنازل عنه، فرآنا المسؤول مترددين فأخذ يحادث مرشدنا بلغتهم، وبعد حديث قصير نظروا إلينا مبتسمين، وأخبرونا بأن المسؤول مستعد بأن يأخذ منا 24$ فقط مقابل جميع الفعاليات، ما يعني أنه أعطانا ثلاث فعاليات إضافية بسعر فعالية واحدة فقط.
الحمد لله على كل شيء، وكما يقال "وعلى نياتكم ترزقون".
وهنا كانت فرحتنا لا توصف، فوافقنا فورا وشكرناه على لطفه، وصراحة هذا أنبل موقف صادفته في حياتي. ولكنه طلب منا أن لا نخبر أحدا بذلك لأنها أسعار خاصة بنا فقط، ولكن للمصداقية وجدت أن أطرح هذه النقطة هنا، لكنني أرجو من أي شخص يفكر بزيارة الزالا بارك أن لا يذكر هذا الموقف أمام المسؤول لعدم إحراجه.
بعد ان اتفقنا حول الفعاليات والأسعار، ذهبنا مشيا برفقة مرشدنا ومرشد محلي نحو بارك الحيوانات المجاور، وكانت فيه بعض الحيوانات الغريبة والفريدة، تعرفنا عليها والتقطنا بعض الصور لها.
وكان هنالك مكان يحتفظون فيه بأفعى سامة لكنها كانت مختبئة، حاول إخراجها لكن دون جدوى ففاتنا رؤيتها.
بعد تجوال نصف ساعة في بارك الحيوانات أكملنا مسيرنا في الغابة باتجاه خليج Pete Inlet Bay، وما شاء الله على هذا الإبداع الإلاهي، غابة رائعة بكل المقاييس، أشجار ونباتات وثمار وهدوء يملؤ القلب بالسعادة والسرور، وتشعر وكأن أطنانا من الفرح والطمأنينة قد اقتحمت روحك دون استئذان.
بيوت خشبية يقيمونها في أعماق الغابة
اللهم أرزقنا مثل هذا البيت
هذا مرشدنا المحلي وبجواره شجرة وعليها أقمشة حمراء وبيضاء، أخبرنا بأنه قديما كان السحر شائعا في الجزيرة، وكانوا يُجَوِفُون هذه الأشجار في عمق الغابات ثم يستخدمونها كبوابة إلى عالم الشياطين السفلي. حيث كانوا يعتقدون قديما قبل دخول الاسلام أن القوة العظمى المسيطرة على العالم هي القوة السفلية التي تديرها الشياطين، وأخبرنا بأن المحليين كانوا يقدمون القرابين لها ويضعونها داخل الشجرة. وقال لنا بأن هذا ما عاد متبعا في يومنا الحالي. فالحمد لله على نعمة الإسلام.
بعد أن مشينا حوالي النصف ساعة وصلنا إلى خليج Pete Inlet Bay، وكان بانتظارنا المسؤول وابنه مع زوارق التجذيف الخشبية.
ومن النظرة الأولى أصاب زوجتي الرعب، فهذه الزوارق كانت رديئة وضيقة جدا وتفتقر لوسائل السلامة، فرفضت رفضا قاطعا أن تعتليها، وبعد مساومات عديدة مني ومن المرشد والمسؤول اقتنعت، فركبت أنا وزوجتي والمسؤول في الخلف وابنه في المقدمة يجذف بنا.
ولا أخفيكم أن الدقائق الأولى وخصوصا لحظة ركوب الزورق وهو يتمايل يمينا ويسارا، وخصوصا وأنا أرى الماء وهو يتسلل من الفتحات الصغيرة أسفل الزورق إلى الداخل، كان قلبي ينبض بسرعة البرق من الخوف، ولكن الحمد لله زال شيئا فشيئا.
كانت هذه من أقوى المغامرات في حياتي إن لم تكن أقواها، كنا وحدنا في خليج واسع لا ترى فيه سوى المياه وأشجار المانجروف على الضفاف، هدوء مرعب لا نسمع فيه سوى صوت المجذاف وهو يخترق سطح الماء.
كنا بين يدي الله وتحت رحمة هؤلاء المحليين، فبأي قرار منهم كان بامكانهم اخفاءنا عن وجه البسيطة في لحظة دون أن يعلم عن مكاننا أحد.
ولكن الله أراد لنا أن نخرج من هذه المغامرة سالمين، والدماء تتدفق في عروقنا بقوة جعلتنا نشعر بالنشوة والإثارة، ولا أذكر بأنني شعرت بها بهذه القوة من قبل.
تنقلنا بالزورق من ضفة لأخرى، ودخلنا في المسارات المائية الضيقة بين أشجار المانجروف، حوالي ساعة كاملة، كانت من أجمل الأوقات وأروعها، وعدنا إلى الضفة التي انطلقنا منها، أعطيت فتى المجذاف 2000 شيلينغ مكرمة، وأكملنا طريقنا مشيا نحو القرية.
بعد عشرون دقيقة من السير في الغابة وصلنا إلى القرية، فأخذنا نمشي في شوارعها وبين بيوتها الطينية الصغيرة، ونتعرف على أطفالها. وأخَذَنا المرشد إلى أحد البيوت حيث يسكن طبيب القرية، والذي يداوي المرضى بالأعشاب والطرق التقليدية، لكننا وجدناه مشغولا فلم يتمكن من استقبالنا واكتفى بطرح السلام علينا.
وزرنا إحدى العائلات وتعرفنا على طريقة لبسهم، وقامت إحدى فتيات العائلة بتعليمنا طريقة لبس الشال، حيث لكل طريقة معنى ودلالة معينة، فمثلا الفتاة تلبسه بطريقة معينة، وكذلك المتزوجة، والحامل، والمطلقة ووووو ، هنا لم أشأ التصوير احتراما للعائلة.
وأثناء تجوالنا أخَذَنا المرشد إلى أحد البيوت لنتعرف على أكلهم، ثم عرض علينا أن نتذوقه، فورا زوجتي رفضت، وأنا ولكي أتدارك طريقة زوجتي في الرفض، شكرته بلطف وادعيت بأننا لسنا جائعين. صراحة شكل الأكل لا يشجع أبدا على تذوقه.
وأخَذَنا كذلك إلى إحدى البيوت وكانت السيدة فيه تقوم بجَرْشِ الحبوب بواسطة حجر الرحى أو الجاروشة
وهذه المدرسة الإسلامية في القرية
والتقطت طبعا الكثير من الصور للأطفال، سأرفق بعضها هنا، والبعض الآخر سأحتفظ به لرفعه مع الصور الإحترافية نهاية تقريري هذا إن شاء الله، فتابعوني حتى آخر حلقة
وبعد أن أنهينا جولتنا في القرية مشينا حيث المركز الذي كنا فيه في البداية، فأخبرنا المسؤول بأنهم سيقدمون لنا الطعام ترحيبا بنا، ونحن لا يمكننا رفض ذلك طبعا، فهذا كرم منهم، وأنا أردد في ذهني "يا رب يكون الأكل زاكي علشان ما يصير إحراج".
جلسنا على حصيرة كانوا قد جهزوها، ثم قدموا لنا الطعام. أول نظرة كانت مقبولة جدا، فكان الطبق مكونا من الأرز مع البطاطا وصلصة البندورة، طعام مقبول.
أعدوا أيضا لأنفسهم بعض الأطباق، وأعطونا ملعقتين، فقمت أنا وزوجتي بتناول الملعقة الأولى، ولم تمر أكثر من ثانيتين فنظرت إلي زوجتي وقالت "فيه سمك"، وأنا أول ما سمعت "سمك" بدأت شعيرات لساني بالتذبذب، ومعدتي بالرقص، وعيوني أخذت تلعب يمينا ويسارا، ولا أدري كيف بلعت اللقمة، وبدأ جسمي يتلوى وبدت علي علامات الغثيان والتقيؤ، فبسرعة أحضروا لي الماء، وأخذت رشفة سريعة علها تزيل طعم السمك من فمي. وأخذت أقول بامتعاض وكأن دموعي ستنهمر "No, Fish No, No, Without Fish"، فتأسف لي المسؤول عن ذلك، وأعتذر لأنه لم يدري بأنني لا آكل الأسماك، وقدم لي بعض البرتقال الطازج.
زوجتي بشكل عام تأكل الأسماك بشرط أن لا يكون لها رائحة أو نكهة سمك قوية، لذلك تابعت أكل بعض اللقمات.
وبعد أن استرحنا قليلا وهدأت من روعي، دفعت للمسؤول 48000 شيلينغ والتي تساوي 24$ مقابل الفعاليات، وأعطيت المرشد المحلي الذي رافقنا 5000 شيلينغ، ثم ركبنا السيارة وتابعنا طريقنا إلى الجنوب إلى قرية "كيزيمكازي - Kizimkazi".
قضينا في بارك زالا أربع ساعات وربع الساعة كانت من أجمل لحظات العمر، ومن أجمل الجولات في الجزيرة، جولة غنية جدا ومنوعة، لذلك أنصح من يرغب بزيارة البارك أن يخصص له يوما منفردا إضافة إلى بعض الفعاليات الأخرى الخفيفة.
رغم أننا والحمد لله أنجزنا مخططنا لهذا اليوم بشكل ممتاز، لكننا أنهينا جولة بارك زالا الساعة الرابعة والنصف عصرا، وذلك يعتبر يوما طويلا علما بأننا خرجنا من الفندق الساعة العاشرة صباحا، وما زال أمامنا زيارة جنوب الجزيرة ومن ثم شرقها.
دليل بارك زالا أخذناه من المكتب
وصلنا قرية كيزيمكازي حوالي الساعة الخامسة مساء، حيث تبعد نصف ساعة عن بارك زالا. تقع القرية على الساحل الجنوبي الغربي للجزيرة. بعد وصولنا إلى كيزيمكازي زرنا أقدم مسجد في الجزيرة، ويطلق عليه "مسجد كيزيمكازي القديم" نسبة للقرية.
تقول هذه اللافتة :
بعدها مباشرة توجهنا إلى الشاطئ الذي تتجمع فيه القوارب للقيام بالفعالية التي تشتهر بها هذه القرية وهي "السباحة مع الدلافين"، فمنها تنطلق باتجاه إحدى الجزر التي بالقرب منها تكثر الدلافين، فيقوم السياح بالقفز والسباحة معها، وقضاء اليوم برفقتها، وبالاستجمام على شاطئ الجزيرة.
صراحة لم أختر هذه الفعالية، أولا لأنني وزوجتي لا نتقن السباحة بشكل جيد، وثانيا لأن زوجتي أصلا تخاف الحيوانات، وكذلك غالبية الوقت سنقضيه بالاستجمام على الشاطئ ونحن لا نحب ذلك، خاصة وأننا يوم غد سنقوم بجولة إلى الجزر الرملية والمعزولة وسنقضي وقتنا كذلك بالاستجمام.
قضينا في القرية حوالي ثلث ساعة، ثم ركبنا السيارة واتجهنا نحو "مطعم الصخرة - The Rock Restaurant" الشهير جدا، والذي يقع شرقي الجزيرة، ويبعد عن كيزيمكازي حوالي أربعون دقيقة، وصلنا حوالي الساعة السادسة مساء.
ما يميز هذا المطعم أنه يقع على صخرة تبعد عن الشاطئ حوالي مائة مترا داخل المحيط، أثناء الجزر بالإمكان الوصول إليه مشيا، أما في أوقات المد لا يمكن وصوله إلا باستخدام القوارب.
الجميل أننا وصلنا المطعم أثناء الغروب حيث السماء كانت في أفضل حالاتها للتصوير، وكان الجزر قد سحب الماء من محيطه، فأخذت راحتي بالتقاط الصور، وسأرفق بعضها هنا وأحتفظ ببعضها لآخر حلقة من تقريري، لأرفقها مع الصور الاحترافية فتابعوني.
بعدها دخلنا المطعم ووجدنا بعض الطاولات، وهنالك جلسة مفتوحة كشرفة مطلة على المحيط. الجلوس في الشرفة رائع جدا، أما الوجبات باعتقادي عادية. طلبنا كأسين من عصير المانجا الطازج، لكن طعمه كان للأسف سيء، وأظنه كان عصيرا كالذي يباع في الدكاكين، ماء بطعم المانجا، وللأسف دفعنا مقابل الكأسين 16000 شيلينغ.
لكن الإطلالة والمنظر الخلاب كان كفيلا ببث السعادة والراحة في نفوسنا.
كان من المفترض في طريقنا من كيزيمكازي إلى مطعم الصخرة أن نتوقف لزيارة "مركز الأعشاب البحرية - Paje Seaweed Center"، لكن الوقت كان متأخرا ففضلنا عدم زيارته، رغم أنني كنت أود رؤية طريقة جمع الأعشاب البحرية ومعالجتها لصنع مستحضرات التجميل والصابون، ووددت أن أشتري بعضها، ولكن لم يقدر لنا ذلك.
قضينا في مطعم الصخرة حوالي النصف ساعة، ثم انطلقنا عائدين إلى فندقنا بعد هذا اليوم الفريد والمميز، المليء بالمفاجآت والأنشطة النادرة. وصلنا الفندق بعد حوالي خمس وأربعون دقيقة. دفعت للمرشد 200$ رغم أن أجرة اليوم كانت 180$، لكنني لم أكن أحمل "فكة" فأخبرته بأنني سأنقص 20$ من جولة يوم غد، وأعطيته 10000 شيلينغ إكرامية.
دخلنا غرفتنا حتى حان موعد العشاء، تناولناه بانتعاش وسرور، دفعنا مقابله 37000 شيلينغ، وأعطينا مدير المطعم 3000 شيلينغ إكرامية، ثم عدنا إلى غرفتنا وخلدنا للنوم لاستجماع قوانا لجولة اليوم التالي.
وهكذا انتهت جولتنا المميزة لليوم السادس
إنتظروني مع اليوم السابع
مع رحلة الـسفاري بلو
وزيارة الجزيرة الرملية
وإحدى الجزر المعزولة
وقبلها فيديو لجولة اليوم السادس