صباح الخير من بكين، ليلتنا الأولى انقضت في بلاد التنين. الساعة الآن الثامنة صباحا، كلمات صينية تتراشق في الزقاق، نظرة سريعة من شباك غرفتنا من الطابق الرابع، الشمس ساطعة قوية، الحرارة مرتفعة، بيوت غريبة متناثرة. تركتُ الشباك مفتوحا لتغيير هواء الغرفة، فرائحتها منذ دخلناها مشبعة بدخان السجائر، فالتدخين منتشر جدا في الصين. ترتيبات سريعة ونزلنا لتناول طعام الإفطار. دخلنا المطعم، على يميننا طاولة طويلة عليها أوعية كبيرة مغطاة، في آخرها موظف يقلي البيض حسب الطلب، في وسط الغرفة حوالي عشر طاولات وبجاور كل واحدة منها أربع كراسٍ، على اليسار في آخر الغرفة مكتب موظفي المطعم، وفي الداخل المطبخ.

أخذت صحني، فتحت الوعاء الأول، هذا الأرز لا ينفع للإفطار، الوعاء الثاني، بعض النقانق شكلها غريب، أظنها من لحم الخنزير، الوعاء الثالث، معكرونة وبجوارها بعض القرنبيط المسلوق، أخذت قطعتين من القرنبيط لأجربها، الوعاء الرابع، خضار غريبة مطهوة لا تغري، الوعاء الخامس، أصابع مقلية بداخلها بعض الخضار وبجوارها ذرة مسلوقة، أخذت بعضا منها للتجربة. جاء الفرج، حبات من البندورة، قطع البطيخ، خبز، عصير البرتقال، زبدة. رائحة القرنبيط قوية وغريبة، تركتها، مذاق الأصابع المقلية مقبول، الذرة المسلوقة أكلت جزء منها، ليست كمذاق الذرة الذي أعرفه، أما ما تبقى فكان المنقذ بالنسبة لنا، فبدون حبات البندورة تلك، مع قطع الخبز والبطيخ، لكنا خرجنا من الفندق بدون إفطار.