![]() |
الهاكم التكاثر { ألْهاكُم التَّكاثُر } .. تنطِق الآيات في هذه السّورة ؛ إعجازاً غيبيّاً ! و تحكي لنا الكلمات ؛كيف تَكون ملامح الإنهيار ! {ألهاكُم التّكاثر} .. هذه لغةٌ جديدة .. سَيُسطِّر التّاريخ ؛ أنّها تحمِل الدّاء والدّواء ، وتحكي لك ؛ خُلاصة الهزيمة في كلمات ! { ألهاكُم } .. بضميرِ الجماعة والأمّة .. إذ القرآن جاءَ كي يوقفنا على مِنصة القيادة ؛ لا على زَيف التّكاثر ! { ألهاكُم التّكاثر } .. سورة مكيّة .. ؛ تجعلُك تتوقّف عند قُيود العبودية الجديدة ؛ { التّكاثر } ! لقد هزّت هذه السُّورة بعضَ الصحابة ؛ حتى أنّهم أسمَوها " سورة المَقبرة " ! هل المَقبرة هي الحَقيقة الوحيدة إذن ؟! و هل التّكاثر ؛ مثل ثُقب أسوَد يلتهم أعمارنا .. فلا نومِض الا بالحَسرة يوم نصل الخاتمة ، ونَفهم معنى { لتَرونّها عينَ اليَقين } ! هل تَعلم ماذا يفعلُ القرآن ؟ القُرآن .. يحمِل إلينا الحَقائق مُبكراً قبل النهاية ! .. فلقَد كان القرآن في هذه السُّورة ؛ يريد للأمّة أن تظلّ فوق سطور التّاريخ .. و كان التّكاثر يمحُوها من الحُضور ! كان القرآن .. يخبِرنا أنّ بين { ألهَاكم التَّكاثر} حتّى { زُرتم المَقابر } ؛ ستكون المَسافة مَعدومة ، والزّمانُ صِفراً في قِياس الله ! { ألهاكُم التّكاثر } .. هو تَوصيف يُسيطر على الأمّة.. فتسقط في شَرَك الأشياء .. وتَختفي من صدور الرجال أصوات الأفكار .. وذلك حين تكبُر الزّينة فينا ؛ مثل خَراب لا يشبع إلا من سُقوطنا ! { ألهاكُم التّكاثر } .. هي مُؤشِّر قرآني جديد ؛ يشهد له التاريخ في الأندلُس .. يوم عَجن أحد الأمراء العِطر تُراباً لعَشِيقة فكان ما كان ! { ألهاكُم التّكاثر } .. حتّى نترهّل ونحن نتكاثر ، . ثمّ نغدو كالسّراب الفارِغ من قطرة ماءٍ تروينا ! ألهاكُم التّكاثر }.. تَصدُقها اليوم أرقامنا .. ففي مدينة عربية واحدة ؛ يبلُغ عدد المُولات (٣٦٠) مولا ..ً تحتاج من عمرك أيام العام كلّها حتى تمر عليها ! { ألهاكُم التَّكاثر } .. إذ في دولة عربية واحدة ؛ يصِل الإنفاق على تغيير الأثاث كلّ ثلاثة أعوام ( ٨٠٠ ) مِليون دولار ! إنّ بيوتنا .. مساجدنا .. دواخِلنا بحاجة الى أن تَطهُر في جوفها من ذاك التّكاثر الذي لوثها ! تبلغ نسبة المبيعات من أدوات التجميل ّفي الأعوام الثلاثة الاخيرة ؛ أكثر من (٢ مليار ) في منطقة عربية واحدة ! ألا تَلمح كيف ينمو الإستهلاك في فراغ عقولنا !! ف { التّكاثر } .. فكرة فاسِدة .. تَسجُن الأمة فيها ؛ حتى تنتهي بلا وزن .. و تنتهي مُبكراً إلى الكفن ! في عالم الإستهلاك .. كلّ شيء له تاريخ صلاحية ، حتى العَلاقات الإنسانية ؛ تُصبح خاضعة للمنطق الاستهلاكيّ ! ففي عاصِمة عربية ؛ يبلغ ثَمن هدايا عيد الحُب (١٠٠ مليون) .. حيث أصبح الحُب يقدر بالأسعار ! تذكر الأرقام .. أن النّسوة يستهلكن(٦٤٠طن ) من احمر الشّفاه في بلد عربي واحد .. حيث يتجلى قول الله { وَشارِكهُم في الأَموال } ! (٦٤٠ )طن من أحمر الشّفاه ؛ يوازي رتلاً من الشاحنات تساق لأمّة كانت النسوة فيها عالمات ! يُنفق على موائدِ رمضان في مدينة عربية واحدة ( ٢ مليار دولار) .. يذهَب منها (٦٠٪ ) في مكب النفايات ! لتقِف أمامنا بعد ذلك ؛ آية ( لتُسألُنّ يومئذٍ عن النّعيم } .. تُريد حِسابها تامّاً غير منقوصا ! تحرِق السّجائر في دولة عربية من أموالنا ؛ مايقارب (٧٥٠ مليون دولار ) ! و تصل تكاليف الزّواج في بلد خليجي الى (٤٥٠ الف ) ! { ألهاكم التكاثر } إذن إذ تَتكاثر الزّينة في عوالمنا ؛ حتى تغلق علينا سَعة المبادىء ! يتدفّق التّكاثر في دواخِلنا .. مثل مَوج يُغرق الأرواح ، ويدكّ المعاني ؛ التي تُقيم الأمم على ناصِية الشّهادة ! تُخبرنا الإحصائيات .. أنّ الوطن العربي ؛ يتربّع على مِنصة أعلى استهلاك للعطور والتجميل .. فالمُواطن العربي ؛ ينفق (5) أضعاف المواطن الاوروبي .. و (9) أضعاف المواطن الامريكي في هذا الاتجاه ! أرقام كارثيّة .. تَحكي أنّ الأمة تسير في أكفانها ! هل تُدرك يا سيدي ما معنى تلك الأرقام ؟! تلك الأرقام .. تَعني أنّنا نفقد الحقائق ؛ يوم تنعكس في أعيننا أوهام الزّينة .. نفقِد خَيْل الفتح ، و نظلّ في مرابِض { التّكاثر } ! تعني .. أنّنا ننتفخ بالتّكاثر ؛ كموجة يملؤها الزّبَد .. لا تلبَث أن تُصبح فراغاً عائِماً ! ثمّ نَموت بِداء { التّكاثر } ؛ قبل أن نصِل { المقابر } ! { حتّى زُرتم }.. ومعنى الزّيارة ؛ الحلول .. ولكنّها زيارة قصيرة للمقابر .. و لها ما بعدها ! هل تراك تنبّهت لرسالة السُّوَر المكيّة !! إنّها تبدأ بك ؛ من حيث لا تنْتبه .. إنها تُشكّلك .. حتّى لا تكون ذات يوم مجرد بقايا ! إنّ الفرد الذي لا تمتلكه نفسية { التّكاثر } ؛ لا يمكن أن يتلاشى ! إنّه مثل لبِنة وثيقة في جِدار الأمة ! و لقَدْ كانَ النّبي ﷺ يحرّر أصحابه من خَطيئة التّكاثر ؛ يوم أطعمَهم أحد الصحابة رُطَباً وسَقاهم ماء ، فقال رسُول الله ﷺ : " هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسألون عَنْهُ" .! إنَّ أولَ ما يُسْأَلُ عَنْهُ العَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّعِيمِ أنْ يُقَالَ لَهُ: ألَم نُصِحَّ لَك جِسْمَكَ، وَتُروَ مِنَ الماءِ البارِدِ" ! أُعيد وضوئي بعد هذه السّورة .. وأتطهرّ من { التّكاثر } ؛ الذي استقرّ في عُمقي ! أتلو السّورة على سلوكي .. أتلوها على أفعالِي .. و أتفقّد بكلماتها مساحات عُمري ؛ قبلَ أن يشيخَ على أسوارِ المَقابر ! راقت لي فآثرت مشاركتها معكم |
جزاك الله خيرا نانا أرسلت من SM-G900F بإستخدام تاباتلك |
ما شـــاء الله تفسير رااااااااااااائع للايات ... يعيك العافيه غاليتي نانا سلمت الايادي |
جزاك الله خير نانا |
جزاك الله خير وبارك لك بعلمك ونفع بك |
اللهم أحسن خواتيمنا جزاك الله خيراا نانا اختيار موفق راق لنا ايضا |
جزاكي الله خيرا أستاذه نانا بالفعل ألهاكم التكاثر ونسأل الله العفو والعافيه |
شكرا نانا |
الانسان بطبيعته يلهو ولا يتذكر الآخره جزاك الله خير استاذه نانا على الموضوع الرائع |
جزاك الله خير نانا .. فالزمن ذا الهانا الجوال وتويتر وغيره الله لايحرمنا من طاعته كل الشكر هولمز |
الساعة الآن 12:47 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO