![]() |
المتسول اﻻخرس قصة حقيقية مذهلة (المتسول الأخرس) كان سيدي الوالد فضيلة الشيخ سعيد كوكي رحمه الله تعالى داعية إسلامياً متميزاً، وكان تاجر مصاحف وكتب، وصاحب دار نشر متألقة، إضافة إلى عمله الدعوي، وكان يطبع أغلب مطبوعاته في بيروت، مثل كثير من أصحاب دور النشر السورية، نظراً لما تتمتع به مطابع بيروت ومعامل التجليد فيها من دقة وإتقان وسهولة في الشحن حتى في أحلك الظروف. حتى أثناء الحرب الأهلية (1990 - 1975) لم يتوقف والدي عن السفر إلى بيروت لمتابعة عمله التجاري، إلا فترة الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، وقد اصطحبني معه مرات كثيرة في سفره إليها وإلى غيرها. وكان من عادة سيدي الوالد الشيخ سعيد كوكي رحمه الله أن يتنقل بين شوارع بيروت وأزقتها مشياً على الأقدام. وبينما كان يتنقل في بعض شوارع بيروت بين المطابع لاحظ وجود رجل متسول، رث الثياب، كريه الرائحة، وسخ الوجه واليدين، حافي القدمين، أشعث شعر الرأس واللحية، وهو فوق ذلك أبكم (أخرس)، لم يكن يملك ذلك (المتسول الأخرس) سوى معطف طويل أسود بائس ممزق قذر يلبسه صيفاً شتاءً. وكان بعض أهل بيروت الطيبين يتصدقون على ذلك (المتسول الأخرس) ويلاطفونه، كان عفيف النفس إلى حد كبير، فإن تصدق عليه أحدهم برغيف خبز قبل منه، وإن تصدق عليه بربطة خبز (عشرة أرغفة) لم يقبل، وإن أعطاه أحدهم كأس شاي قبل منه، وإن أعطاه مالاً لم يقبل، وإن أعطاه أحدهم سيكارة قبل منه، وإن أعطاه علبة (20 سيكارة) لم يقبل، كان دائم البسمة، مشرق الوجه، مؤدباً لطيفاً مع الصغير والكبير. لم يكن له اسم يعرف به سوى: (الأخرس). لم يشتكي منه أحد، فلا آذى إنساناً، ولا اعتدى على أحد، ولا تعرض لامرأة، ولا امتدت يده إلى مال غيره، ولا دخل إلى بناء لينام فيه، فقد كان يفترش الأرض، ويلتحف السماء. كان السيد الوالد رحمه الله يلاحظ وجوده من بعيد على مدى سنوات، وتساوره الحيرة تارة، والشفقة تارة أخرى. وانقطع والدي عن بيروت مدة الاجتياح الإسرائيلي، ثم عاد إليها مرة أخرى بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي ليتابع أعماله وتجارته. ودخل سيدي الوالد رحمه الله إلى إحدى المطابع، واستقبل بحفاوة بالغة، وسرور عظيم، وكان اللقاء حميمياً بين أصدقاء أبعدتهم الحرب سنين شداد، وكان الموت أقرب إلى أحدهم من سريره الذي ينام عليه. كانت الحرب الأهلية الطاحنة ما زالت مستعرة، وكان الحديث عن ظروف الاجتياح وأخبار الناس وأحوالهم والحوادث التي وقعت مثيرة، وتربع على عرش الحديث الكلام عن القصص الغريبة والعجيبة التي وقعت أثناء اجتياح الجيش الإسرائيلي لبيروت. وكانت المفاجأة الكبرى في الحديث عن (المتسول الأخرس)، الذي ظهر فجأة، واختفى فجأة، ظهر وكأنه قادم من زمن آخر، ومكان آخر، بل ومن كوكب آخر، واختفى بشكل دراماتيكي أصاب الناس بصدمة وذهول لا ينتهيان، فقد دخل الجيش الإسرائيلي بيروت، واجتاحها من عدة محاور، ولاقى أثناء تقدمه البطيء مقاومة شرسة من أهلها الأبطال، وعانى أهل بيروت من القصف الوحشي والقنص المخيف والقذائف المدمرة، واستغرق ذلك عدة أشهر، بينما كان (المتسول الأخرس) غير عابئ بكل ما يجري حوله، وكأنه يعيش في عالم آخر. ولأن الحرب تشبه يوم القيامة {لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه} فلم ينفع تنبيه بعض الناس (للمتسول الأخرس) عن خطورة وصول الجيش الإسرائيلي إلى تلك الشوارع والأزقة التي كان يتجول فيها وينام على قارعتها في بيروت الغربية. ومع اشتداد ضراوة الحرب ووصول طلائع الجيش الإسرائيلي إلى بيروت الغربية يأس الناس من (المتسول الأخرس)، فتركوه لشأنه، ووقف بعضهم عند زوايا الطرق وأبواب الأبنية يراقبون مصيره. وتقدمت جحافل الجيش الإسرائيلي، واقتربت من (المتسول الأخرس) عربة عسكرية مصفحة تابعة للمهمات الخاصة، وترجل منها ثلاثة ضباط، واحد برتبة مقدم، واثنان برتبة نقيب، ومعهم خمسة جنود، ومن ورائهم عدة عربات مدججة بالعتاد، مليئة بالجنود. كانت المجموعة التي اقتربت من (المتسول الأخرس) يحملون بنادقهم المذخرة بالرصاص، ويضعون أصابعهم على الزناد، وهم يتلفتون بحذر شديد. كان الجو رهيباً، مليئاً بالرعب، والمكان مليئ بالجثث والقتل، ورائحة الدم، ودخان البارود تنبعث من كل مكان. تقدموا جميعاً من (المتسول الأخرس)، وهو مستلق على الأرض، غير مبال بكل ما يجري حوله، وكأنه يستمع إلى سيمفونية بيتهوفن (القدر يقرع الباب)، وعندما صاروا على بعد خطوتين منه انتصب قائماً، ورفع رأسه إلى الأعلى كمن يستقبل الموت سعيداً، رفع المقدم الإسرائيلي يده نحو رأسه، وأدى التحية العسكرية (للمتسول الأخرس)، قائلاً بالعبرية: [باسم جيش الدفاع الإسرائيلي أحييكم سيدي الكولونيل (العقيد)، وأشكركم على تفانيكم في خدمة إسرائيل، فلولاكم ما دخلنا بيروت]. ورد (المتسول الأخرس) التحية بمثلها بهدوء، وعلى وجهه ذات البسمة اللطيفة، وقال مازحاً بالعبرية: [لقد تأخرتم قليلاً]، وصعد العربة العسكرية المصفحة، وتحركت العربة المصفحة، وخلفها ثلاث عربات مرافقة، تاركة في المكان كل أنواع الصدمة والذهول، وأطناناً من الأسئلة، كان بعض المثقفين الفلسطينيين ممن يتقنون العبرية قريبين من المكان، وكانوا يسمعون الحوار، لقد ترجموا الحوار، لكنهم عجزوا عن ترجمة وجوه الناس المصدومة من أهالي تلك الأحياء البيروتية التي عاش فيها الجاسوس الإسرائيلي (المتسول الأخرس). الكاتب عبد الرحمن كوكي |
يهبى الاخرس مسوي عفيف لعنة الله عليه كنت احسب بيسوي عمل بطولي ويقتل اسرائيليين شكراً على القصه |
قصة جميلة شكرا على النقل والاختيار |
حقيقه : يصعب ترجمة مشاعر الصدمه و الاحساس بالغدر و الخيانه هذه الموقف كفيل بان يقلب الادوار و يجعل كل شخص في شوارع بيروت اخرس و ابكم .. - حسبنا الله و نعم الوكيل - يعطيك العافيه غاليتي نانا على هذه الرائعه .. |
قصة رائعة تعزز الأثر القائل "اتق شر من أحسنت اليه" لطالما ارتبطت شخصية المتسول بالكثير من القصص البعض منها لا يصدق لكن لعلها تظهر تعاطف الناس مع من لا يستحق وهذا اللي يستغله المتسولين للحصول على ما يريدون الله يسعدك نانا |
لا الاه الا الله والله اتصمدت لاني ما كنت اتوقع هالنهايه ..الله يلعنه دنيا واخره .واكيد فيه امثاله كثير قصه جميله يعطيك العافيه نانا |
اقتباس:
نقلت القصة لابين كم نحن العرب في غفلة منذ القدم عن مكائد من يحيط بنا من دول استعمارية واطماع قديمة وحديثة ومستمرة ... مشكور للمرور وحياك الله.. |
حسبي الله ونعم الوكيل صدمة اخرست الجميع |
اقتباس:
العفو ابو يزن ... حياك الله ... |
اقتباس:
الله يعافيكي ويسلمك يا غالية نقلت القصة ليكون لنا وعينا تجاه أي من الاحداث الهامشية والتي لانعير لها انتباها انها قد تكون مهمة.. كذلك وجود شخص يثير الشبهة والريبة ويطلع جاسوس والناس تساعده دون ان تفكر مجرد تفكير سبب وجوده ومن هو ...صعبة الصدمة والاصعب ما حقق من وراء ذلك .. |
اقتباس:
القصة تكشف غفلتنا وضعف مجتمعاتنا الهشة عن فهم مايدور حولهم .. مع الاسف... مشكور لوجودك في قصتي ... حياك الله ابو غسان... |
القصه تكشف ضعف أجهزة إستخباراتنا على مجاراة حيل أجهزة الإستخبارات العالميه والتي يلقنونها للموساد دوما ويستفيد منها فنجح كثيرا في إختراق مجتمعاتنا العربيه حتى وصل للأنظمة السياسيه مشكوره مراقبتنا نانا على ذكر هذه القصة المفيده |
اقتباس:
اللهم امين .. هو وامثاله ممن اراد بالمسلمين والعرب سوءا... حياك الله ام زياد .. نورتي .... |
اقتباس:
حسبي الله عليهم... ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ... نورتي ام حسين ... |
اقتباس:
نعم اصبت ... مشكور للمرور الراقي والمميز اخي الغردقاوي.... |
قصة ذات فائدة |
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
أرسلت من GT-I9300 بإستخدام تاباتلك |
المشكلة الوحيدة لدى العرب الثقة الكبيره بالاخرين وعدم الحذر شكرا لك ع القصة الرائعه |
اقتباس:
اهلا وسهلا اخي الفهد نعم مشكلة العرب المستمرة لحد الآن... شكرا لمرورك ... ووينك عن تقرير تونس ....؟ بانتظارك ... |
الا اله الا الله |
لا يجمل المعروف الا بثلاث : أن يكون من غير طلب وأن يأتي من غير ابطاء وأن يتم بغير منة. - مصطفى السباعي |
قال أعرابي لولده : عليك بالأدب , فانه يرفع العبد المملوك حتى يجلسه فى مجالس الملوك |
قال أعرابي لولده : عليك بالأدب , فانه يرفع العبد المملوك حتى يجلسه فى مجالس الملوك |
الإنسان يأخذ نفسه على محمل الجد كثيراً .. إنها خطيئة العالم الأصلية .. لو عرف رجل الكهف كيف يضحك، لكان التاريخ مختلفا. - أوسكار وايلد |
لا تضيعوا وقتكم بالشرح: فالناس لا يسمعوا إلا ما يريدون سماعه |
عندما تنظر إلى الإساءة على أنها سلوك يمثل صاحبه وليست تقليلا من شخصك فإن جزءا كبيرًا من ردة فعلك سيختلف |
عندما لا يكون أحدٌ بجانبك، ترى نفسك وحيدًا، تشعر بأنَّهم كانوا لغاية، لا سواك من يقف معك ولا هنالك من يسمعك إلا ربُّك "تكون حينها قد نضجّت" |
إنما يظهر الإنسان على حقيقته، إذا حُرِم مما يحب وإذا حُمّل ما يكره هنا تتفاضل النفوس. - مصطفى محمود |
يارب لا تجعل جائعاً إلا أطعمته ولا فقيراً إلا أغنيته ولا مسكينا إلا أويته ولا مريضا إلا شفيته ولا دعاء إلا أستجبته اللهم آمين |
الثائر الحق هو الثائر الذي يثور ليهدم الفساد، ثم يهدأ ليبني الأمجاد. - محمد متولي الشعراوي |
هناك طريقين فقط لنشر النور : اما ان تكون الشمعة التي ينبعث منها النور او المرآة التي ينعكس من خلالها نور الاخرين. - اديث وارتون |
حسبي الله ونعم الوكيل فيه قلبي قرصني لما شفت انه ما اهتمت اتوقعته جاسوس واتمنيت الين اخر لحظه يسوي شي بطولي شكرا على القصه |
نحن شعب طيب ودائما تأخذنا العاطفه وهذا هو حالنا |
الساعة الآن 08:40 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO