كآبـة تظلّـل كاتدرائيّة القدّيس فيتوس ..
بلونهـا الخارجي القاتم ..
تشبـه قصر " دراكولا " في الرسوم المتحركة .!
لا ينقصها سوى بعض الغربان والوطاويط وبومة عجوز!
أيّ بائـس أشار عليهم بهـذه الألوان الجنائزيّـة .؟!
طفتُ حولها .. وتلّمستُ جدرانها القاسية .!
لا توحي بالألفة ولا بالطمأنينة ..!
هنـا كانت تحط المواكبُ الملكيّـة ..
هنا يتوّج الملوك
وهنـا تـودّع جنائـزهم ..!
وهي الأكبر والأهم والأكثر قدسيّة في كل تشيكيا .!
لماذا هذا الإصـرار علـى تلـك الأبـراج الحادّة الملامح والزوايـا وهي تتجـه نحو السّمـاء .؟!
إنّـها تفتقرُ للرشاقةِ ..
تشبهُ الصواريخ الموجّهة نحو الأعلى .!!
هل يحق لـي هذا التشبيه المهين ..؟!
لكنّ ذلك تحديدا ما شعرتُ به .!
تقدّمتُ ناحية الباب الكبير ..
كان مفتوحا .. لكنّي مرّرتُ أصابعي على تفاصيلـه .!
توقّفتُ مبهورا ممّـا رأيت ..
لا أجد كلمات تعبّر عمّا رأيت .!!
هل جرّبتم ذلك الإحساس بالجمال المرعب .؟!
ذلك المزيج من الإثارةِ والخوف ..!
الخوف من شيء غامض ..
تلك الزوايا الحادّة والمعتمة تربكني ..
وكأنّها أعشاش لكائنات برأسين .!
لا يمكنني البقاء هنا وحيدا حين يحل الظلام .!!
صدّقوني .. لن تكون تجربـة سعيـدة .!
لكنّـها جميلـة .. لا يمكنني نكـرانُ ذلـك ..!
لهـا جاذبيّـة من نـوع خـاص ..
وكـأنّها تجسّدُ الصراع بين الخـيرِ والشّـر .!
تتقاذفني أحاسيسٌ متناقضة .. متداخلـة .. متشابكـة.!
تجـوّلتُ لساعتينِ بين الأضـرحةِ
والتماثيـلِ المتدليـة كأنّـها جثثٌ معلّقـة ..!
والصولجاناتُ والهدايا والتحف الذهبيّـة ..
أعجبتني تلك النوافذ الزجاجيّـة الملـوّنة .. ما أجملها .!