قرّرتُ وبملء إرادتـي صعـود برج الكاتدرائيّـة .!
استوقفتني سيّدة عجوز ..
وأعـادت علـيّ عبـارة واحدة مرّتيـن .!
سيـكونُ عليك صعود البـرج على قدميـك .!
كانـت لهجتهـا أقـرب للتحذيـر .!
وكأنّـها تقول لا تتهـوّر يا بني ..!
قلـتُ لـها بثقـة بأنّـي أفهـمُ ذلك ..
فكّرتُ بأن أعدّد لهـا الأبـراج التـي صعدتـها .!
والتقنيـات التـي أستخدمـها للوصـول للقمّـة
وأنـا في قمّـة نشـاطي .!!
لكنّـي تراجعـتُ عن تلك الفكـرة الصبيانيّـة ..
فلا يليـقُ بـي البـوح بأسـراري للغربـاء .!!
وضعـتُ بقدمي على العتبـةِ الأولـى .. وبدأتُ بالعد .!
كانت نبرات صوتي مفعمة بالتحدّي ..
لكنّـها سـرعان ما تراخـت وذوت .!
توقّفـتُ عند الزوايا التي تمنحني مساحـة منـاسبة ..
لأسحـبُ أنفاسي مـن أعمق نقطـة في بطنـي .!
لا أدري أيّها الشهيقُ وأيّها الزّفير ..
مـّرت بقربـي فتـاة في طريقـها للنزول .!
حبسـتُ أنفاسي خجلا ممـا زاد في معانـاتي .!
سألـتُ العائـدين من القمّـة .. كم تبقـى من الوقـت .؟!
أحداهـنّ تجاهلتني بقسوة .. أحدهـم تعطّـف قائلا بأنّـي في منتصفِ الطريـق للقمّـة .!!!
ليتني ما سألتُك .. أيّهـا الوقـح .!
تمنّيـتُ لو كـذب عليّ .. لو أوهمنـي .. لو خدعنـي .!
على الأقـل كنـتُ سأعيشُ الوهـم لدقيقـة أو دقيقتـين.!
لكنّـي وصلـتُ أخيـرا ..
وكافأتني براغ .. ربّمـا للمرّةِ العاشرة .!
أكادُ لا أحصي عطاياكِ يا براغ ..
توقّفـتُ قبـالـة برج الكاتدرائيّـة ..!
لأقيـس إنجـازي .. كانـت مغامـرة تليـقُ بي ..!
