هل قلـتُ لـك أنّـي سعيـدٌ بصحبتـك ؟!
ألمـح شابّانِ أظنّهمـا أمريكيّـان ..
يقتـربانِ من وسـطِ السّـاحة .!
تأكّدتُ أنّهمـا سيكونـانِ بطـلا المسرحيّـة لهـذا المسـاء!
تجهّـزا جيّـدا للعـرض الـذي سيدوّخـانِ به الجمهـور .!!
وضعـا عدّة الشغـل .. جيتـار وطبلتـان .!!
واتفقـا بأن تكـون حقيبـة الجيتـار هـي السلـة التـي سيلقـي فيـها المعجبـون بالكورونات واليوروات والدولارات .!! جهـزاها جيّـدا لتكـون قادرة علـى استيعـاب مبلـغا معتبـرا .!!
ربّـما يكفـي لقطـع تذكرتا العودة لكاليفورنيا
وعلى الدرجـةِ الأولـى .!
قامـا بتوزيـع الأدوار .. أحدهمـا ستعزفُ على الجيتارِ ويغنّـي .. والثانـي سيكتفـي بالتطبيـل والتشجيـع .!
لكـن الخطّـة لم تنجـح .. لـم يقتـرب منهمـا أحد .!
فقررا تغييـر التكتيـك ..
رفعـا صوتهمـا .. وقرّر أحدهمـا أنّ عليـه أن يقـوم ببعـض الحركـات الاستعراضيـة ليكونا أكثـر جاذبيّـة .!
فالنّـاس يحبّـون الخـروج عن المألوف ..!
تـرك الجيتـار جانبـا وقـام ليؤدي رقصـات ويدورُ حـول صاحبـه ليوهـم العابـرين بأنّـه وصـل لحالـة من النّشـوة جعلـته يرقـصُ طـربا .!
لكـنّ هذه الخطّـة باءت بالفشـل أيـضا ..!
رفعـا صوتهمـا .. عاليـا ..! فكـان صراخـا ضد هذا التجاهـل المهيـن للفن والفنّانيـن .!!
ووصلـت لهمـا تعزيـزات إضافيّـة .. اقتـرب منهمـا رجـلانِ بمـلامح هنديّـة .. وعـرضا عليهمـا المسـاعدة بشـرط أن يتولـى أحدهما زمـام الأمـور..
فيكـون العـازف والمغنّـي معـا ..!
يعنـي اثنيـن في واحـد ..
وذلـك في محاولـة أخيـرة لإنقـاذ الموقـف المتهـور ..
تـرك العازفـان الأصليّـان كرامتهمـا جانـبا .. ووافقـا ..!
واستمـر الراقـص فـي رقصـه ..
والعـازف فـي عـزفـه .!
والطبّـالُ فـي طبلـتـه ..
سأكتـفي بهـذا المشـهد .. أظنّـه كافيـا ومعبّرا .!
صفّقتُ لأبطـالِ المشـهدِ الدرامـي البائـس ..
لكنّـي لـم أتحمّـس لإلقـاء شيء فـي حقيبـة الجيتـار .!
فلربّمـا يفسّـر أصحابنـا الأربعـة ذلـك نـوع من الاحتفـاء والاعتـراف العملـي بقدراتهـم وإمكاناتهـم .!
أعجبنـي إصـرارهـم .. لساعتـين .!
قضيـتُ معهـم وقـتا ممتـعا ..!
حظـا وافـرا فـي المـرة القادمـة ..
ربّـما عليـكم الاستعانـة بصـوت شجـي .!
أو وجـه جميـل .!!
تصبـحون علـى خيـر جميـعا ..
وأنـت أيضـا يا سيّد " هوس " ..
نلتـقـي لاحقـا .!