حين جرى مناداتي من صديقي الفوهرر الأشم كبير الحتة والمعلم وأمير الرحلة لبيت النداء و جئت من كازا اليهم الى مدينة موسى بن تاشفين الى مراكش الحمراء وكل شئء باللون الحمري ماعدا السماء والزهر والاشجار ..
في مراكش زانت القعدة والجسلة والتسلية والتسرية والفرفشة والانبساط مع رفاقي .. كان السويت اللذي اسكنه غير بعيد عنهم .آتيهم بعيد الظهر فنتاول الافطار ولا دهشة ولا غرابة ان يكون فطورنا في الثانية ظهرا ؟؟!! SO WHAT
الغداء أحيانا نحو الثامنة مساء والعشاء الثالثة أو الرابعة صباحا حسب الشعور بالجوع ..
بعد ان ينفض السامر اغادرهم نحو الرابعة فجرا فأعود الى السويت الخاص بي في مجمع سكرة مختليا بنفسي وأمارس النوم كما اشاء ومتى شعرت جفوني بالنعاس أسلمتها للذيذ النوم
الحقيقة أن جو مراكش وحالة الاشباع بالمتعة وارتياج الجسد نفسيا وفكريا جعل حاجتنا للنوم زهيدة احيانا انام السادسة صباحا لاستيقض التاسعة صباحا هانئا مرتاحا بدون تعب او كسل أو رغبة بالمزيد من النوم .
منظر الحديقة والمسبح والهدوء الذي تتناغم معه زقزقة العاصفير واحتساء كوب عصير مع قطعة بسكوت او فنجال قهوة مع تمر يجعل الساعة تمضي كأنها دقايق ..
يوم الاحد فاتح أو غرة نوفمبر كان يوما استثنائيا .. مطر مطر مطر
هتان وقطر من السماء هادئ ناعم استمر منذ ساعات الصباح الاولى الى ساعة المغرب وتتفاوت حدة تساقط المطر بين فترة وأخرى وتستطيع احيانا ممارسة المشي والاستمتاع حتى واالقطر يتساقط بكل حنية ..
للدكتور ابراهيم ناجي هذه الابيات :
لست أنسى ابدا .. ساعة بالعمر
تحت ريح صفقت .. لإرتقاص المطر
نوحت للذكر ... وشكت للقمر
أعذروني يا رفاقي كنت اتنمى زيارة حديقة ماجوريل وساحة الفنا والمنارة والكتبية
لكنني صدقا مارست الاسرخاء والاستكنان حيث كان كل شي حولي أكلا وشربا وأتاي وقهوة عربية وتمر خلاص ووناسة وسعة صدر وتزجية جميلة ورفقة بهيجة وليالي ذهبية في حلو الطرب والنغم ..
من حكم صديقي الذي ناداني يوم كنت في كازا وهو في مراكش وسمعت النداء رغم أن مراكش تبعد عن كازا نحو 220 كيلو لكن الايفون 6 ماقصر فأسمعني صوت نداءه فجئتة لأنظم معه ومع رفاقه حيث كان يقول : (( أرخص قلم هو أفضل من أقوى ذاكرة )) .. كان يسجل مصروفاتنا المشتركة من أكل وشرب وخلافه وكان يضبط الحسبة موزعة بننا بالتساوي وهذا كان أمرا جميلا لنا جميعا
كل شيئ كان غاية فلي الجمال
الصحبة والفيلا والجو والاجواء ..
ساحرة مراكش يغيومها ، باشجارها ، بجبالها التي تحيط بها ، بغيومها
مراكش تطرد الممل والرتابة
مراكش تسعد الفؤاد وتبهج الخاطر وتكتب ايامها بالذهب
تحياتي