16-11-2015, 09:08 AM
|
#7 |
عضو قدير
تاريخ التسجيل : Dec 2014 رقم العضوية : 732 الجنس : انثى المشاركات : 1,600 أوسـمـة: Deena |
كل الاوسمة:2 (more»)
| | صباح الخير ..
نبدأ الحكاية ولا بد أن نعود إلى البداية. كما قلت أنني رغبت دوماً بزيارة تونس (والمغرب التي لا زالت على قائمة الأمنيات).. ولكن كان العائق، كالمعتاد، طلب التأشيرة من حملة الجوازات الأردنية، وكنت قد سألت عدداً من زملائي ومعارفي كثيري الأسفار عن مدى صعوبة الحصول عليها فأخبرني أحدهم بأن التأشيرة التونسية كانت الوحيدة التي لم يتمكن من الحصول عليها رغم سفره إلى ما يقارب 50 بلداً حول العالم.
المشكلة الثانية كانت الاضطرابات التي سادت فترة الثورة وما بعدها بقليل، ثم الأعمال الإرهابية التي استهدفت السياح وآخرها في شهر مارس الماضي على ما أذكر .. وهي بالتأكيد أضرت بالاقتصاد التونسي والسياحة ضررا شديداً.
ولكن حلمي في زيارة تونس عاد إلى مقدمة الأمنيات عندما أعفي المواطنون الأردنيون من تأشيرة الدخول إلى تونس ، وهكذا لم يتبقّ سوى إيجاد وقت مناسب بين زحمة الأعمال والمدارس ..وإقناع زوجي بتجربة جديدة!
- تونس؟؟ إيش فيها شي مميز تونس؟
- ما بعرف، بس هي حلوة، و..
- نروح لآخر الدنيا عشانها حلوة؟ والاولاد .. ؟
- أعطيني يومين بس.
طبعا هذا الحوار الذي دار بيني وبين زوجي، ثلاث مرات يومياً على الأقل، وفي كل مرة كان يبدي رفضاً وتحفظاً على الفكرة. فإذا اصطحبنا أطفالنا معنا لا بد أن نجد فعاليات تناسبهم وإلا أرهقهم الملل وأرهقنا "الزنّ"..
بدأت من حيث يجب أن أنطلق، بتحديد الوقت المناسب للحجوزات أصلا، وكنا قد تأخرنا كثيرا في اتخاذ قرار الإجازة. فما بين ضغط عملي وعمل زوجي، وهي أعمال حرة لا موعد لها ولا إجازات، وبين بدء الدراسة في 23 أغسطس، كان لدينا 3 أيام فقط! قررت تعطيل الأولاد يومين أو ثلاثة في بداية المدارس، وهو أمر لا أفعله عادة، وحددت الفترة بين 20 - 25 أغسطس.. قصيرة جدا ولكنها كل ما نملك من وقت !
عدت لإقناع أبو زيد، والذي يمازحه الكثيرون باسم "سيدي بوزيد" على غرار البلدة التونسية التي شهدت انطلاقة الثورة . "ما عندك فضول تشوف سيدي بوزيد؟" .. "انت بس اعطيني برنامج يناسب الأولاد وأوعدك إني أفكر بالموضوع"..
تفكر؟؟ انا فكرت وقررت خلاص يا سيدي.. هي بس "حتة" البرستيج قبل ما تدفع
وقع اختياري المبدئي على الطيران التركي. لا يوجد طيران مباشر من عمّان إلى تونس، ولهذا كان لا بد من الاختيار بين خيارات محدودة أفضلها التركي، يليها الطيران المصري.. في نفس الوقت قررت الإقامة في مدينة الحمامات التونسية .. لسبب واحد هو أن تكون هناك خطة بديلة في حال لم نجد أية أنشطة نقوم بها، فنقضي الوقت في السباحة والأكل والجلوس في الشمس..
بقي البرنامج، والذي كان بالفعل أمراً مرهقاً.. فالمنتدى لم يسعفني كثيراً في بحثي عن أنشطة في تونس العاصمة وما حولها، كما أن معظم المواقع الأجنبية والمنتديات السياحية تركز على جزيرة جربة والقيراون، ووقتنا لا يتّسع لكل تلك التنقلات. جلست مع نفسي جلسة مصارحة وتساءلت: " ماذا تريدين من تونس؟" .. لوهلة، فكرت أن أغير الوجهة إلى تركيا لأتجنب الإحراج والخسائر بلا داع، إلا أنني تذكرت أن ما أريده بالفعل هو زيارة سيدي بو سعيد، البلدة التونسية الصغيرة المطلة على البحر.. والتي تكتسي كل بيوتها بالأبيض والأزرق في منظر لم أنساه منذ رأيته في صور قديمة تعود إلى طفولتي.
عزمت على الثبات على رأيي، صليت الاستخارة وعدت إلى جهازي الذي أصبح معسكراً دائماً للبحث والتنقيب عن أنشطة تناسب العائلة. سألت أحد مشرفي المنتدى عن بعض المعلومات وحينها تذكرت فجأة أن أحد أعضاء المنتدى، واسمه محمد، كان قد أضافني لصفحته في موقع "فيسبوك" بعد أن قرأ تقريري عن رحلة ماليزيا. تذكرت أنه تونسي ولا زال في قائمة الأصدقاء.. فأرسلت له على الفور أستفسر عن بعض الأمور التي لم أجد لها جواباً في المواقع الإلكترونية.. وكانت تلك البداية الحقيقية لرحلة لن ننساها.
ساعدني محمد، مشكوراً، في وضع تصوّر أوضح للمسافات والتكلفة وغيرها، بل وفي حجز بعض الفعاليات مسبقاً، كما سأذكر لكم في سياق التقرير ان شاء الله.. وبهذا تمكنت من تقديم برنامج مبدئي يناسب أربعة ايام من الأنشطة المتنوعة لزوجي، والذي لا زال متردداً في الموافق
- أسعار التذاكر بدأت ترتفع ..
- نحجز بعدين نفكر، شو رأيك؟ مقاعد الطيران التركي بدأت تنفد..
- انت دائماً متهورة، أعطيني يوم بس أفكر وأقرر..
لا فائدة.. زوجي هو العنصر الحكيم في العائلة ولا يمكن أن يصدر قراراً دون دراسة جدوى وتفكير مطول. أعطاني الموافقة أخيراً، دون حماس في البداية، لكنني قلت له أن الأولاد سيستمتعون -على الأقل- بالسباحة وحسب، فوافقني الرأي وطلب مني البدء بترتيب الحجوزات
طبعا طارت المقاعد على الطيران التركي وطارت معها أسعار الطيران المصري.. بالكاد وجدت مقاعد بسعر 420 دينار (حوالي 2200 ريال/درهم) للشخص الواحد، مع ترانزيت بسيط في القاهرة. "أغلى من ماليزيا!"، كان هذا تعليق زوجي على سعر التذكرة فأخبرته بأننا تأخرنا بسبب ما يتمتع به من حب للتأني .. فليس الانتظار دوماً هو الخيار الصحيح.. ما علينا، بو طبيع ما يجوز عن طبعه
المرحلة الثانية كانت حجز الفندق، وبالطبع كانت الغرف تتلاشى أمام عينيّ والأسعار ترتفع سريعاً، فهو موسم الصيف. معظم الفنادق حجوزاتها غير مستردة، ولهذا لم أتمكن من اختيار فندق قبل الحصول على الضوء الأخضر ..
وقع الاختيار في النهاية على فندق سنتيدو السلطان Sentido Le Sultan، رغم أنني كنت معجبة جدا جداااا بفندق راديسون بلو الحمامات...كان الفيصل في القرار هو السعر، فغرف راديسون أغلى بكثير ونحن دفعنا حتى الآن ما يقارب 10 آلاف ريال للتذاكر فقط..
للأمانة، اخترت فندق سنتيدو بناء على صور الغرف لأني أعجبت بالديكور والألوان. حجزنا غرفة عائلية لأربعة أشخاص، شاملة كل الوجبات والمشروبات all inclusive، وهو خيارنا المفضل عند الذهاب في إجازة استرخاء صيفية. أما بركة السباحة والمرافق الأخرى فقد بدت لي شبيهة بغيرها من الفنادق الأخرى في الحمامات. كما تلاحظون، الغرفة تقريبا عبارة عن غرفتين يفصل بينهما باب سحاب.. تتسع لأربعة أشخاص كبار. سعر الغرفة لخمس ليال كان حوالي 1200 دينار أردني (6 آلاف درهم/ريال) تقريباً، تم خصمها فوراً عند الحجز.
وكما أخبرتكم سابقاً، أعددت بعض الحجوزات، طبعت بعض المعلومات، وبقيت على اتصال مستمر مع محمد، والذي أصرّ إصراراً تاماً على أن يأتي للمطار لاصطحابنا بسيارته إلى الفندق. المسافة من مطار قرطاج الدولي في تونس إلى مدينة الحمامات حوالي 80 كيلومتر، وكنت أحاول اتخاذ قرار بشأن استئجار سيارة أو تاكسي من المطار، عندما قال لي أنه قادم إلى المطار في كل الأحوال حتى وإن لم نوافق على عرضه لتوصيلنا! وافقنا على عرضه خجلين من كرم شخص لا يعرفنا إلا عن طريق الإنترنت، ولكن بعد ان عرفنا محمد وعائلته أدركنا أن التوصيلة كانت جانباً بسيطاً جداً من كرمهم الذي غمرونا به من قبل وصولنا وحتى لحظة مغادرتنا! توقيع : Deena | "فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفّني مسلماً وألحقني بالصالحين"
| |
| |