الحلقة الحادية عشر
4/13 - بين ثنايا بينانج



بدأ اليوم والحمدلله بأداء صلاة الفجر في مسجد جاميك المنور القريب جداً من السكن، والحقيقة أنه اسم على مسمى، تبارك الله، مسجد منور ومنير في عتمة المكان، يزيد بهاؤه شكل البناء ودقته، ويزدان من الداخل بإضاءة كرستالية غاية في الجمال....للأسف لم أستطع تصويره، لكنني تركت لكم موقعه على الفيسبوك والذي يظهر نشاط اللجنة القائمة عليه

ما إن أعلنت الساعة التاسعة حتى كان عبدالحميد حاضراً ومتأهباً للمساعدة في نقل العفش والأولاد المشاغبين... سلمت المفاتيح وركبنا مع عفشنا بسيارة عبدالحميد وهي من نوع Toyota Innova وانطلقنا من فورناإلى محطة باصات سونغاي نيبونغ Sungai nibong لنحجز تذاكر الذهاب إلى كوالالمبور. أثناء الطريق كان فطورنا عبارة عن سندويشات وبقايا البيتزا التي اشتريناها من الأمس.


عبدالحميد ...وهذا رقمه 0164506409

مشاهد من الطريق، وكان عبده وحميدو في هذه الأثناء قد استلما معظم التصوير، حيث الثنائي المرح في حالة يرثى لها...وأنا وأم عبده ماسكينهم






أحد أشهر الفنادق كما فهمت من عبدالحميد




شو هاظ؟؟








يجمع عبدالحميد من كل سائح طاقية للذكرى..استأذنت عبده بإعطاء عبدالحميد طاقيته، وكان كعادته عند ظني به، تجاهلني أنا وطلبي...










كمان لاندكروزر في بينانج ....




كما ستلاحظون...كمية المجمعات السكنية وحجمها مهول في بينانج، تسمى هذه المجمعات كوندو، ويكون فيها خدمات في الطوابق السفلى












مجمع مبني على طراز مبنى شركة بي إم دبليو في بافاريا




كمان أودي





أخيراً وصلنا محطة سونغاي نيبونغ Sungai nibong الشهيرة، والتي تعطيك خيارات عدة للسفر إلى أماكن متنوعة في ماليزيا وسنغافورة. قطعنا تذاكر باص aeroline الفاخر، ما زاد إعجابي بالأمر هو الخيارات المتعددة لموعد الإنطلاق ومكان الوصول. بالنسبة لي اخترت الانطلاق الساعة الرابعة مساءً ومكان الوصول فندق كورس البعيد خطوات بسيطة عن برجي بتروناس. اشترينا التذاكر ب60 رنجت للكبير و 30 للصغير... وأخبرونا أن التذكرة شاملة وجبة محترمة على الطريق ... سأتحدث عن باص أيرولاين في حينه


صورت عبدالحميد وكنت رح أتركه يطلع يحجز وآخد السيارة ونهرب




وبسرعة إلى هضبة بينانج الشهيرة...وأثناء الطريق بدت لي بينانج أكثر جمالاً ودلالاً مما كانت عليه ليلة أمس: جزيرة متحضرة ونظيفة تتصارع فيها الثقافات المتعددة بشرف وتلتقي بخضرة المكان وروعة الأجواء....






نعم يا سادة...175 ثانية والإشارة خضراء....












وصلنا هضبة بينانج الشهيرة
للتعريف السريع في هضبة بينانغ: هضبة بينانغ هي مرتفع ضخم موجود في جزيرة بينانغ، اهتدت إليه السلطات البريطانية وبنت فيه عام 1789 أول مبنى لها، والذي يستخدم الآن كمبنى حكومي. التلة كبيرة جداً ومن الصعب الصعود لها، لذلك فقد قررت السلطات البريطانية بناء قطار يصعد إلى قمة الهضبة، تم ذلك عام 1906. ثم توقف العمل به. حيث تم إحضار قطار تجاري للجميع عام 1923 واستمر العمل به حتى عام 1977، ثم القطار الثالث منذ 1977 - 2011، حيث دخل القطار الحديث والأخير للخدمة منذ 5 سنوات فقط، طوله 80 م وعرضه 3 م وهو يسير بك مسافة 2 كم تقريباً بدرجة ميلان 28 درجة. في الأعلى هناك 52 مبنى تقريباً، 10 منها حكومية والباقية ممتلكات خاصة.

قطعنا التذاكر 30 للكبير و15 للصغير ومشينا في طابور طويل يكاد يكون مملاً لولا كثرة التذكارات والقطع القديمة لقطار الهضبة والمعروضة على طول خط الطابور(بإمكانكم أن تتخيلوا كم الأولاد مبسوطين بهذه القطع الأثرية وأنا نازل مِدّحْ في التصوير...مدح في التصوير) يمكنك شراء تذكرة مستعجلة أو درجة أولى بضعف المبلغ ، يمكنك شراء اتجاه واحد إذا رغبت في النزول مشياً على الأقدام، يمكنك عمل اشتراك شهري أو سنوي. خيارات كثيرة لقطع التذاكر، مواعيد العمل تبدأ من الساعة 6.30 صباحاً وحنى ال11 ليلاً. صعدنا قطار الهضبة وهي تجربة ممتازة لمشاهدة مناظر بانورامية خلابة، خصوصاً لمن لم تعتد عيناه رؤية اللون الأخضر.




مدخل الهضبة










قوانين


















































تخيل هذا بيتكم


الهضبة أكبر من مجرد القطار، فهناك متحف كبير لحيوان البومة، مادري شسالفتهم مع بو عيون هذا...الظاهر في ناس تقدسه ...أو أنها بومة نادرة وعلى وشك الانقراض، هناك أيضاً مساحة لتعليق أقفال الحب ويسمى Love Deck ، هناك أيضاً تجربة يد الشمع، وهي أن تغمس يدك في شمع سائل وترفعه، بعد قليل يجف الشمع ويكون تحفة على شكل يدك، موقع لعمل الحنة (ههه..ما يقدرون لنا)، مبنى تاريخي ضخم بني على ظهر التلة عام 1803م، مناظير ثابتة لمشاهدة المدينة وثمنها 1 رنغت للدقيقة كما أذكر. حيث فتحتها للأولاد ليشاهدوا بناء على رغبتهم ولكنهم بطلوا أول ما فتحت يوجد أيضاً مسجد صغير وجميل، معبد هندوسي، مطاعم ومقاهي، وفرصة مشاهدة قرد ورق الشجر والسنجاب الأسود العملاق، وطيور كثيرة...


شوية أكشن: هناك المطلة الدائرية والتي كانت مغلقة للصيانة...بس مغلقة على مين؟؟!! ما يكفي جسر لنكاوي؟؟!!

- أم عبده ؟؟
- نعم ...الله يستر شو بدك؟
- بركض بسرعة على الجسر اللي قبل المطلة وبتصوريني وبرجع بسرعة
- وإذا انكسر الجسر ووقعت؟
- إلغي تذكرة العودة تبعتي



مين هاظ؟؟ هذا الماء والخضراء ووجه أبو حسن ...قصدي أبو عبده

طبعاً قفزة سريعة من فوق الشريط الصغير ذي اللونين الأبيض والأحمر الذي أغلقوا فيه الجسر، تصورت الصورة ورجعت ...وكانت المفاجأة..... أم عبده ركزت علي وما صورت الخلفية كويس، فاضطريت أرجع كمان مرة


مساحة للعاشقين لتعليق أقفال الحب


راحت علي


حديقة للبومة، والتي تدفع مبلغاً إضافياً لمشاهدتها أظن 50 رنغت



قضى الأولاد وقتاً يملؤون عيونهم بالمناظر الخلابة، أما أنا فكعادتي المحرجة استرعى انتباهي شيء آخر.. نخل باسقات لها طلع نضيد أسقطت في ذاكرتي نخلات مطار الدوحة ...فلم أملك إلا أن أقول: سبحان الله.




قلتلكم بنرجعلها




درب النزول

انتهت الرحلة بعيون جائعة لمزيد من الخضرة فتدحدلنا كيفما اتفق واتصلت بعبدالحميد الذي اصطف بعيداً لعدم وجود مواقف أمام الهضبة، فيما ابتعنا بعض البطيخ والفواكه للتبريد على أنفسنا من حر ذلك اليوم القائظ. نصيحة ...أكثروا من هذه الفواكه ...لها طعم ...لا عن جد طعم ...غير يا جماعة اللي بيوصلنا (بلا مؤاخذة من فواكهنا)



سألت عبدالحميد عن هذه فأخبرني أن الأشجار المعمرة لها أسماء خاصة تعلق على الشجرة وتعامل باحترام كسيدة عجوز


الوجهة التالية كانت الحديقة الاستوائية الشهيرة باسم (Taman Botani Garden) مسطح أخضر آخر ضخم وفائق الجمال، تسرح فيه القرود بحرية في حين تتبختر فيه الطيور النادرة بأقفاصها بغنج، وتتمايل الأزهار النفيسة بكل حسن ودلال....سبحان الخلاق العليم.
الحديقة أيضاً معروفة باسم "حديقة الشلالات" ... وقد بنيت الحديقة عام 1884 على يد سير إنجليزي اسمه تشارلز كورتيس، ومنذ ذلك الوقت والحديقة في اتساع دائم. إدارة الحديقة تقدم خدمة بيع النباتات للعامة، حيث يمكنك شراء ما شئت من النباتات بأسعار زهيدة جداً، كما يمكنك الاتفاق مع إدارة الحديقة لتنسيق حديقتك الخاصة، هذه الخدمة تقدم للجمهور وللمؤسسات الخاصة والحكومية، حيث معظم المؤسسات في ماليزيا يجب أن تعنى بالبيئة والتخضير والتشجير. وبالتأكيد هناك قسم مميز للأبحاث.








لطالما كنت أقرأ قوله تعالى: " أم من خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون ( 60 )النمل... ولطالما أثرت تلك الآية في وجداني....سبحان الله ...سبحان الله .... حديقة ذات بهجة ...والله تستشعر هذه الآية بكل معانيها في تلك الحديقة المبهجة، وقد كنت أظن أنني لن أعيش لأرى حديقة ذات بهجة، ولكن مشيئة الله عز وجل أن أرى هذه الحديقة التي أدخلت البهجة والسرور في قلوبنا.









بإمكانك السير أو التريض في تلك الحديقة الشاسعة، كما يمكنك استئجار باص كهربائي صغير بمبلغ زهيد جداً إذا رغبت في زيارة جميع أطراف الحديقة. اكتشاف الحديقة أو الغابة إن صح التعبير يحتاج لساعات طوال: فالتعرف على الورود النادرة والطيور المهددة بالإنقراض قد يستهلك يوماً كاملاً، فضلاً على مشاهدة الشلالات البعيدة والتنقل فوق الجسور المعلقة المدفونة في أواسط الغابة.
تذاكر الدخول مجانية وللباص 10 رنجت للكبير و2 للصغير. ساعتان وافيتان قضيناهما في ربوع خضراء أشبعنا خلالها العيون من هذا اللون المفعم الباعث على الراحة والسعادة في آن واحد حسب تصنيف العلماء.


يشاهد في الصورة عبدالحميد ...وقد مسكته حلا وحميدو....كان الله في عونه




الباص يبدو من بعيد




موقف الباص















الأسعار و مواعيد العمل




باصنا العجيب





































من أهم ما يمكنك مشاهدته هناك الأشجار والنباتات النادرة، كالشجرة المطيرة أو كما يسميها الماليزيون شجرة الساعة الخامسة، وهي شجرة ضخمة يصل ارتفاعها إلى 35 م تقريباً، وتكون ثمارها على شكل تاج، تتفتح الأزهار حوالي الساعة 5 صباحاً وتنكمش وتغلق حوالي الساعة 5 مساءً مع الغروب. وهناك أيضاً شجرة الشمع، والتي تعطي ثماراً تشبه الشمع تماماً




















أما القرود فهي حيوانات سائمة طوال سيرك في الحديقة، ولكن يحظر إطعامها أو تناول الطعام أمامها، طبعاً لأني مش ناقصني (حيونة) فأولادي ما قصروا بإطعامها وتناول الطعام أمامها ومشاكستها... وهنا ينطبق المثل (المقرود مقرود)






أولادي أقنعوا هذا القرد أنه يدخل البقالة ..... آخ يا قلبي




صور الوداع من عند المخرج







مر الوقت بسرعة ولا يزال أمامنا الكثير لنكتشفه في بينانج التي تحتاج لأكثر من نهار لمجرد المرور على نشاطاتها. بعد تخيير الأولاد ...وأمهم بين مجموعة من الخيارات، طلبوا الذهاب إلى متحف الدمى، وهو أكبر متحف دمى في العالم، إذ يحتوي على أكثر من 100 ألف دمية، منها الشمعية والبلاستيكية والمطاطية، وبكل الأحجام من فائقة الصغر وحتى الحجم الطبيعي... ولكن للوصول للمتحف لا بد من المرور بشاطئ باتو فرينجي الشهير....باتوفرينجي باتوفرينجي...روح يا أسطى.




سارت بنا السيارة مسافة ساعة تقريباً وهي تتعرج في شارع صغير ومزدحم وملتوي كأفعى أصابها مغص، فلم يكد ينقضي نصف الطريق حتى أعلنت معدة حميدو زامور الخطر وأنه حان وقت الاستفراغ، فتوقفنا أمام أحد الفنادق الفخمة الشهيرة ليفرغ ما في معدته.
مررنا أثناء الطريق بمجموعة كبيرة من الفنادق الفخمة، والمنطقة التي ستصبح بعد سويعات (السوق الليلي) في باتو فرينجي وغيرها الكثير، لكن لم يجذب انتباهي شيء كثير، فقد قرأت كثيراً عن فنادق باتوفريجني وشواطئها غير المناسبة للأطفال على الأقل.






يعرفون عربي بعد








أخيراً بعد وصولنا إلى المتحف، ترجلنا للنزول لكن للأسف، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، أصيبت المنطقة بمشكلة كهربائية قاطعة التيار عن المتحف وما حوله، ويبدو أن أكبر متحف للدمى لم يضع في الحسبان ذلك، فلم يزود نفسه بمولد كهربائي خاص. فكرت في تحميل بعض الثور عن النت وعرضها، ولكنني قررت أن أضع الصور التي التقطتها أنا فقط، لكن سأترك لكم هذا الموقع والذي يعرض فيه بعض الصور للمتحف

ارعصوا هنا



بعدها قررت شخصياً الاتجاه إلى الهدف الذي من أجله وضعت بينانغ على خارطة رحلتنا ......ولكن
لن يتسع المجال للحديث، فالحلقة لا تزال طويلة واستأذنكم بالمغادرة وسأكمل قريباً جداً إن شاء الله


النصيحة الخضراء: بينانغ مليئة بالمهاجرين الصينيين وغيرهم من الدول المجاورة. فكن دائماً سهل التعامل ولكن على حذر

ياسلام
تقرير جميل ما يتطوف حرف واحد منه
الصراحة كملت قرائته اليوم لحد الصفحة١١ ونعست الحين ...بعدين قلت لا بكمل باقي صفحة وحدة ....بس النعاس ماخلاني اقرا على الطاير
بنام وباجر بكمل اخاف اغمض على حرف وما اضحك على المواقف والا يفوتني شي
تصبح على خير وباجر راده مع اجمل تقرير

شكرا لك
لكن ما طفشو العيال من هاليوم أحسه طويل عليهم وكله أخضر في أخضر
حديقه وقمه

جزء جميل آخر من سردك ومواقفكم فيه .. لكن بينانغ للآن ما دخلت قلبي ما بعرف ليش! (على اساس هي مستنية رضاي ) .. في صورها شبه كبير مع بانكوك ..
عموما انا دايما بشعر ان الصينيين اذا دخلوا قرية أفسدوا فيها .. من غير تعميم طبعا لكنهم جنس يغلب عليه طابع غير مريح برأيي ..

الجسر المعلق حلو كتير لكن فعلا الصورة ما عملت اللازم .. والحديقة النباتية مناظرها تشرح النفس سبحان الخالق.. تقريبا في كل سفرة لازم يكون في برنامجي زيارة للحديقة النباتية - وخاصة اذا كنت لوحدي، بقضي 3-4 ساعات بسهولة.

متابعة بحماس ..

الله يسعدك يا ابو عبده زي مااسعدتني بهالتقرير الجميل اللي انتظر كل حلقه منه بكل شوق لاقراها واضحك من كل قلبي واكيد طبعا استفيد منها في رحلتي القادمه..وفي كل حلقه يزيد شوقي لزيزا ...خلاص تقريرك في المفظله وبانتظار التكمله
يا اخي انت مغامر والا ماكنت تقف وتصور في مكان عالي ممنوع الوقوف فيه .مسكينه ام عبد اكيد كانت تصور فيك وهي ترعش مالخوف عليك.الحمد لله عالسلامه .يعني الاكشن ورانا ورانا
تحيات وسلام زياد وابو زياد ليك وللعائله الكريمه

الحلقة الثانية عشر
4/13 - اللحظة التاريخية

سر مجيئي لبينانغ هو زيارة المسجد العائم المعروف في بينانغ، والسبب في ذلك هو لائحة الأمنيات، حيث كانت أم عبده قد شاهدت يوماً ما حلقة تلفزيونية للمقدم الرائع أحمد الشقيري، يتحدث في أحد خواطره عن اهتمام ماليزيا بمساجدها، وضرب مثلاً على ذلك مسجداً عائماً من مساجد ماليزيا....وقع ذلك في خاطر المشاهدة، فكان لا بد من الذهاب إلى المسجد .....ولكن ....وفجأة ....دددددن


أثناء سيرنا في الطريق استغربت لعدد البشر الذين يملؤون الشواطئ، كميات رهيبة تتجمع من كل مكان، وتدخل مناطق محددة وشواطئ خاصة بفنادق معينة، في حين تبقى مناطق أخرى خالية تماماً من أي أحد كان الأولاد نائمين بسبب كثرة الهز والتعرج في السيارة، فطلبنا من عبدالحميد الوقوف والانتظار قليلاً وترجلت مع أم عبده لنتمشى على الشاطئ العام المسمى خليج ميامي لكي نستوضح الأمر. طبعاً تسير مسافة 10 أمتار من الشارع العام نزولاً بالدرج إلى الشاطئ.








سبحان الله، شاطئ في غاية الروعة والجمال، مياه عذبة صافية تترقرق أمام عينيك، ورمال بيضاء ناعمة كالسكر المطحون، وحجارة ملساء ضخمة تدعوك للتسطح عليها. مناظر خلابة تأسر الألباب. تمشينا كما العرسان في شهر العسل، والتقطنا بعض الصور التي عجزت عن عكس سحر اللحظة والمكان، ولكنني كنت فخوراً بشطب سطر آخر من سطور الأمنيات، سألت أحد الأشخاص الواقفين عن سبب الزحام الشديد، فأخبرني أن 13 أبريل هو احتفال رش الماء، وأن الجميع قادم من دول مجاورة للمشاركة في الاحتفال الذي يحدث في الشواطئ العامة...دقائق واستيقظ عبده، فلحقنا إلى الشاطئ، وتطوع بالتقاط بعض الصور للعروسين. ..سأضع هنا بعض الصور العامة والبسيطة والتي لن تفي المكان حقه ...فهو بصراحة أجمل وأروع عندما تجلس فيه ولأن الصور في معظمها كانت شخصية














المحل مبني على هوا الشجرة....وليس العكس


للجلوس هنا على هذه الأرجوحة حكاية وطعم خاص



بعدها يممنا نحو المسجد العائم الواقع في منطقة Tanjung Bungah، ولهذا المسجد شهرة كبيرة، ولكن للأسف، لم أقع على كثير من المعلومات له على الإنترنت، عموماً وللحقيقة فما رأيته كان أقل مما عرفته عن اهتمام ماليزيا بمساجدها، وزيادة في التوضيح سأعرض لكم الإيجابيات وما يحتاج إلى تعديل:


لله الحمدالمسجد نظيف جداً و كذلك الحمامات - أكرمكم الله – مكان الوضوء واسع وجميل وتتوسطه بحيرة بها بعض الأسماك. أشجار الزينة تملأ المكان. أما صحن المسجد فهو في غاية النظافة والاتقان، وتنتشر فيه مراوح غريبة الشكل، هناك ساحة خارجية للمسجد تحوي جلسات هادئة ووادعة ومطلة على البحر... والحمدلله أن هذا المسجد ليس في بعض بلادنا وإلا كانوا قلبوها قعدة أرجيلة .... أكثر ما أعجبني هو اللوحات الإرشادية والدعوية. كما أعجبتني كثيراً فكرة بيع الماء وجهاز بيع المشروبات، حيث تجد عند بوابة المسجد قناني الماء البلاستيكية بحجميها الصغير والكبير ، وهي معروضة للبيع، كما يوجد جهاز بيع آلي يعرض مجموعة متنوعة من العصائر الباردة والمشروبات الساخنة..عندما تشتري الماء أو العصير فإن ريعه يذهب لعمارة المسجد، فكرة رائعة جذبتني والأولاد، خصوصاً أنهم مدمنون Vending machines ... المجموع 35 رنجت.


من ناحية أخرى، المسجد بحاجة لإعادة دهن القبب الحمراء ومناطق أخرى فيه، كما هو بحاجة لترميم بعض الأعمدة والأساسات، وأخيراً فإن المطاعم المحيطة به قد أسهمت في انتشار بعض الأوساخ والقاذورات تحت شاطئه، هذا إن كان هناك شاطئ أصلاً... أما أم عبده فلم تر أياً مما ذكرت، وظلت تستدعي وتستغفر وتشكر الله على تحقيق حلم آخر راودها كثيراً. وأنا شطبت من اللائحة سريعاً سطراً جديداً.














المراوح هي العواميد باللون البنفسجي



















































أقل من ساعة ونصف بقيت قبل موعد انطلاق الباص، لم أجد في جعبتي – رغم التحضير المسبق – خطة بديلة لقضاء هذه الفترة، فكل شيء آخر يحتاج لأكثر من هذه الفترة. اقترحت على الأولاد الذهاب لتناول الغداء لكنهم رفضوا ، وفضلوا الوجبة الدسمة التي في الباص ، وهنا قفز عبدالحميد وقال: وراكم ما تروحوا تشتروا قهوة وشيكولاته...وراكم ما تروحوا تشتروا ملابس وطاسات ودناديش مثل باقي العرب !! تسوقوا تسوقوا يا عرب...ما تبون تتسوقون!! من الصبح غاثيني إنتوا وعيالكم ...يللا عاد تسوقوا ...طبعاً أم عبده والأولاد أصبحوا هكذا وأنا هكذا ...ما بديييي . بس مافي فايدة...قهوة وشيكولاته..الناس حتقطع بعض.

للأمانة : عبدالحميد اقترح مرتين فقط أن نذهب للتسوق....وأنا اخترعت هذا الكلام لمجرد المزاح، حرام أتهم الرجل الذي كان بصراحة في قمة الود ودماثة الأخلاق.


ذهبنا إلى مصنع القهوة الموجود في شارع Jalan Bagan Jermal والمعروف باسم coffee tree طبعاً أول ما تدخل باعتبارك عربي تقف وحدة صينية تصبلك قهوة عربية وتقولك (يللا هيو...يللا هيو...هلا بالشيك)، ثم تناولك لوحدة ثانية تصبلك قهوة فرنسية، وثالثة قهوة إيطالية، يا إنك تتقهوى هناك ...صراحة الجماعة عارفين معنى ضيافة السائح وتأثيرها عليه، أضف إلى كميات كبيرة من كلمات الثناء بالعربي المكسر....مكسر ع الآخر معلقة في كل مكان من مثل (لقد جأنا هذه مكان وممتاز ورخيص) .... وقد تمنيت أن ألتقي بمن كتب هذه التعليقات وأعزمه على غرفة فاضية فيها أنا وهو وكرباج ذنب فيل ...ورجاء ما أحد يدخل ...........الطعم عادي جداً برأيي على عكس باقي المجموعة، المهم أنهم يأخذونك في جولة داخل المحل ويعرضون عليك كل الخيارات مع السعر. بعد ذلك عرضت علينا واحدة من المضيفات الجلوس والتصوير...وهنا واتتني فكرة الانتقام

- تتصور شيك (شيخ) مع أولاد
- آه ..آه ...نتصور شو في ورانا!!
- أوكي صورتكم
- لا ..عبده ما كان مبتسم بالصورة....كمان وحدة
- أوكي تمام ...خليني أروح أشوف غيرك...
- لحظة لحظة ....صوريني كذا (ترفع يد فوق راسك ويد ورا ظهرك )
- يا معلم إنتا .... فك عني
- لا لا ...صوريني كذا .... ولا كذا .....
- يا جماعة من وين جاي هاد؟؟!!
- صورينا ..الأولاد لحال والبنات لحال..وصورة وأنا مش منتبه ...وصو

طبعاً أعطتنا جوالاتنا ومشيت

اشترينا قهوة فرنسية منعاً للإحراج بعد هذه الضيافة...كما اشترينا حلوى تشبه الحلوى الجيلاتينية لكنها مصنوعة من الفواكه الطبيعية...صحية للغاية وبصراحة طعمها رائع، وشيكولاتة للأكل على الماشي. هناك أيضاً معرض للشاي وآخر للملابس التقليدية والرسم على القماش. زرناها بسرعة لكن لم نشتر شيئاً هذه المرة.









حان موعد فراق بينانج، فاتجهنا بسرعة إلى حيث اتجهنا صباحاً.




أطول علم ماليزي










وين هذا؟؟؟ جانب آخر من بينانج الخضراء








وصلنا لمحطة الباصات، شكرت عبدالحميد الذي كان لطيفاً جداً وكريماً جداً معي ومع أبنائي فأكرمته ب180 رنجت تقريباً. أعطاني رقم صديق له في كوالا، وتودعنا، ثم ركبنا باص أيرولاين


كنت أرغب في أن أكون أول من يتحدث عن هذه الباصات، ولكن سبقني إليها أخونا الرائع أبو عبدالله (الأسفار) بهذا التقرير الرائع ولذلك سأتحدث عنها باختصار

باصات أيرولاين قمة في الروعة والجمال، مقاعد مميزة ومريحة ومجهزة بتلفاز خاص و مساحة واسعة للأقدام تماماً كمقاعد الطائرة ولكن بمساحات أوسع. الخدمة خمس نجوم من العاملين (تعرفت على السائق و المضيف: محمد فهمي وإسلام) المهم عرضوا علي الطابق السفلي والذي هو مكون من غرفة جلوس فخمة، لكن للأسف بدون تلفاز.... طبعاً رفض الأولاد. الحمام ضيق جداً ولا يخدمك كثيراً. لكن هناك توقف في الرحلة بعد مرور حوالي ساعتين ونصف. منّى الأولاد أنفسهم بوجبة الغداء المفتخرة والتي كانت عبارة عن نودلز مع كاسة شاي...




مخزن اللحافات والمخدات والسماعات


الدرجة الأولى ...الغرفة السفلى من الباص، وهي عبارة عن 7 مقاعد كنب


هيك يعني


محمد فهمي


المطبخ


وأنتم بكرامة


لدرجة السياحية ...فوق










كسرتله راسه للكمبيوتر




قبل الخروج من بينانغ، أحب أن أضيف أن هناك مكاناً واحداً وددت لو أنني زرته، وهو Break the code H أو لعبة كسر الحاجز أو الهروب من الغرفة...سمها ما شئت، لكني لم أجد الكثير باللغة العربية عن هذه اللعبة الرائعة التي حطمت أرقاماً قياسية في عالم الزيارات والإثارة ولكل الأعمار....أرجو لكم وقتاً ممتعاً إن ذهبتم هناك ولا تنسونا من التقارير الحلوة

أما الطريق...فلم ينقطع اللون الأخضر إلا عندما قفزنا من جورج تاون إلى بيراي عبر جسر jambatan kedau pulau pinang الرائع. عدا ذلك فقد شاهدنا مزارع خضراء و مراعي خضراء و جبال خضراء، حتى الاستراحة والتي لم أعرف مكانها بصراحة، لكن المهم أني شريت منها نخي (حمص مسلوق) الحمامات جيدة، والسوق حليو.






























آه ..آه ...مطر ...مطر ....عندك شي؟؟!!
















الاستراحة وهي قبل الوصول إلى كوالا بحوالي 40 دقيقة فقط.




في تمام الساعة 8.26 دقيقة كانت عيوننا على موعد مع أحد أجمل المناظر التي شاهدناها في ماليزيا..أنا شخصياً أعتبرها أجمل لحظة في الرحلة كلها، فقد خالجني شعور رائع بمنظر برجي البتروناس المضيئين كالقمر...سبحان الله العظيم. علّم الإنسان ما لم يعلم. فعلاً شعرت بتطور الإنسان ..والقدرة الرائعة التي أودعها الله في بني البشر للإبداع ....وين إحنا .... في اليابان؟؟!! إن شاء الله قريب

قبل ما تشوفوا الصورة ....حابب أحكيلكم إنه الموبايل كان في حالة نزاع أخير، وإنه الحركة كانت صعبة ، فكانت الصورة ضعيفة جداً...لكن الواقع هو الأجمل








وصلنا محطتنا، ساعدنا محمد فهمي وإسلام كثيراً مع الأولاد وفي إنزال العفش وفي إيجاد تكسي وفي إفهامه أن ينزلني عند مطعم حلال. شكرتهما كثيراً ولم أوفهما حقهما. المهم وقفت عند مطعم سريع اشتريت عشاء ب 50 رنجت تقريباً. ثم ذهبنا إلى شقتنا الفندقية Golden triangle by mondo والتي تعبنا قليلاً لنجدها، والتي سأفرد لها حلقة خاصة بإذن الله تعالى....نراجع المصاريف؟؟



النصيحة الخضراء: إذا كنت في بينانغ، وكان معك أطفال، فانتبه أين تذهب وأين تسكن، فالمدينة غير متدينة كثيراً مثل لنكاوي

رائع رائع يا ابو عبده .. سكّر عداد الشوق والحماس لماليزيا رحلتنا السبت فجراً باذن الله

المسجد جميل وموقعه فعلا رائع لكن قلة الاهتمام محزنة بصراحة ... زرت مسجد شبيه بفكرته في كوتا كينابالو لكن للأمانة النضافة كانت فوق الوصف والاهتمام من الداخل والخارج كان يفرح القلب ..

بخصوص المترجمين واللوحات العربية.. أنا اصلا عندي ألبوم مخصوص لهاللافتات العجيبة.. والمزعج اني بشوفها في الدول العربية .. لكن "الاسترخاص" مشكلة اذا صاحبه الاستهبال.. طبعا انا عملي مترجمة لكن انزعاجي ما اله علاقة بهالشي .. وبأيدك تماماً بموضوع ذنب الفيل


الولاد راحت عليهم الوجبة المفتخرة ههههه تخيلتهم وهم بيستقبلوا كاسات النودلز .. يا رباااه لو اولادي كان تغدوا علي انا وابوهم بهيك حالة ..

وما حششت ابدا على موقف تلاقيها اعتزلت مساعدة الناس وعرض الخدمات بدون تفكير ...

الله يحميكم ويقدركم تشطبوا كل قائمة الامنيات مهما طالت .. بانتظار التكملة

مبدع يا ابو عبدو الله يجازيك خير لكن بصراحه لي عليك لوم شديد ومثله لاختنا دينا المترجمهيعني تتتريقو على الترجمه ...ماهو ذنبي انا ...هااااه ...ماهو انا لما اكتب جمله عربيه واحطها على قوقل ترجمه للانجليزي اكيد تطلع العن ..ترضى لاختك ام زياد يضربوها بالكرباجانا ياما كتبت دواهي ومصائب بعد ترجمة العزيز قوقل واحيانا يطلع المعنى مختلف تماما عما اقصده مثل (لقد جأنا هذه مكان وممتاز ورخيص)
الله يديم عليك السعاده وخفة الدم يارب ويخلليلك ولادك وامهم
المسجد جميل وهو بحول الله من ضمن قائمه مفظلاتي لبينانج
مازلت متابعه ومازلت حكاياتك ترسم الضحكه على شفتى كلما قرات لك جزءا جديدا (نحطوها في قوقل ترجمه هاذي ???) والا بلاش ممكن توديني في داهيه