الحلقة الحادية عشر
4/13 - بين ثنايا بينانج



بدأ اليوم والحمدلله بأداء صلاة الفجر في مسجد جاميك المنور القريب جداً من السكن، والحقيقة أنه اسم على مسمى، تبارك الله، مسجد منور ومنير في عتمة المكان، يزيد بهاؤه شكل البناء ودقته، ويزدان من الداخل بإضاءة كرستالية غاية في الجمال....للأسف لم أستطع تصويره، لكنني تركت لكم موقعه على الفيسبوك والذي يظهر نشاط اللجنة القائمة عليه

ما إن أعلنت الساعة التاسعة حتى كان عبدالحميد حاضراً ومتأهباً للمساعدة في نقل العفش والأولاد المشاغبين... سلمت المفاتيح وركبنا مع عفشنا بسيارة عبدالحميد وهي من نوع Toyota Innova وانطلقنا من فورناإلى محطة باصات سونغاي نيبونغ Sungai nibong لنحجز تذاكر الذهاب إلى كوالالمبور. أثناء الطريق كان فطورنا عبارة عن سندويشات وبقايا البيتزا التي اشتريناها من الأمس.


عبدالحميد ...وهذا رقمه 0164506409

مشاهد من الطريق، وكان عبده وحميدو في هذه الأثناء قد استلما معظم التصوير، حيث الثنائي المرح في حالة يرثى لها...وأنا وأم عبده ماسكينهم






أحد أشهر الفنادق كما فهمت من عبدالحميد




شو هاظ؟؟








يجمع عبدالحميد من كل سائح طاقية للذكرى..استأذنت عبده بإعطاء عبدالحميد طاقيته، وكان كعادته عند ظني به، تجاهلني أنا وطلبي...










كمان لاندكروزر في بينانج ....




كما ستلاحظون...كمية المجمعات السكنية وحجمها مهول في بينانج، تسمى هذه المجمعات كوندو، ويكون فيها خدمات في الطوابق السفلى












مجمع مبني على طراز مبنى شركة بي إم دبليو في بافاريا




كمان أودي





أخيراً وصلنا محطة سونغاي نيبونغ Sungai nibong الشهيرة، والتي تعطيك خيارات عدة للسفر إلى أماكن متنوعة في ماليزيا وسنغافورة. قطعنا تذاكر باص aeroline الفاخر، ما زاد إعجابي بالأمر هو الخيارات المتعددة لموعد الإنطلاق ومكان الوصول. بالنسبة لي اخترت الانطلاق الساعة الرابعة مساءً ومكان الوصول فندق كورس البعيد خطوات بسيطة عن برجي بتروناس. اشترينا التذاكر ب60 رنجت للكبير و 30 للصغير... وأخبرونا أن التذكرة شاملة وجبة محترمة على الطريق ... سأتحدث عن باص أيرولاين في حينه


صورت عبدالحميد وكنت رح أتركه يطلع يحجز وآخد السيارة ونهرب




وبسرعة إلى هضبة بينانج الشهيرة...وأثناء الطريق بدت لي بينانج أكثر جمالاً ودلالاً مما كانت عليه ليلة أمس: جزيرة متحضرة ونظيفة تتصارع فيها الثقافات المتعددة بشرف وتلتقي بخضرة المكان وروعة الأجواء....






نعم يا سادة...175 ثانية والإشارة خضراء....












وصلنا هضبة بينانج الشهيرة
للتعريف السريع في هضبة بينانغ: هضبة بينانغ هي مرتفع ضخم موجود في جزيرة بينانغ، اهتدت إليه السلطات البريطانية وبنت فيه عام 1789 أول مبنى لها، والذي يستخدم الآن كمبنى حكومي. التلة كبيرة جداً ومن الصعب الصعود لها، لذلك فقد قررت السلطات البريطانية بناء قطار يصعد إلى قمة الهضبة، تم ذلك عام 1906. ثم توقف العمل به. حيث تم إحضار قطار تجاري للجميع عام 1923 واستمر العمل به حتى عام 1977، ثم القطار الثالث منذ 1977 - 2011، حيث دخل القطار الحديث والأخير للخدمة منذ 5 سنوات فقط، طوله 80 م وعرضه 3 م وهو يسير بك مسافة 2 كم تقريباً بدرجة ميلان 28 درجة. في الأعلى هناك 52 مبنى تقريباً، 10 منها حكومية والباقية ممتلكات خاصة.

قطعنا التذاكر 30 للكبير و15 للصغير ومشينا في طابور طويل يكاد يكون مملاً لولا كثرة التذكارات والقطع القديمة لقطار الهضبة والمعروضة على طول خط الطابور(بإمكانكم أن تتخيلوا كم الأولاد مبسوطين بهذه القطع الأثرية وأنا نازل مِدّحْ في التصوير...مدح في التصوير) يمكنك شراء تذكرة مستعجلة أو درجة أولى بضعف المبلغ ، يمكنك شراء اتجاه واحد إذا رغبت في النزول مشياً على الأقدام، يمكنك عمل اشتراك شهري أو سنوي. خيارات كثيرة لقطع التذاكر، مواعيد العمل تبدأ من الساعة 6.30 صباحاً وحنى ال11 ليلاً. صعدنا قطار الهضبة وهي تجربة ممتازة لمشاهدة مناظر بانورامية خلابة، خصوصاً لمن لم تعتد عيناه رؤية اللون الأخضر.




مدخل الهضبة










قوانين


















































تخيل هذا بيتكم


الهضبة أكبر من مجرد القطار، فهناك متحف كبير لحيوان البومة، مادري شسالفتهم مع بو عيون هذا...الظاهر في ناس تقدسه ...أو أنها بومة نادرة وعلى وشك الانقراض، هناك أيضاً مساحة لتعليق أقفال الحب ويسمى Love Deck ، هناك أيضاً تجربة يد الشمع، وهي أن تغمس يدك في شمع سائل وترفعه، بعد قليل يجف الشمع ويكون تحفة على شكل يدك، موقع لعمل الحنة (ههه..ما يقدرون لنا)، مبنى تاريخي ضخم بني على ظهر التلة عام 1803م، مناظير ثابتة لمشاهدة المدينة وثمنها 1 رنغت للدقيقة كما أذكر. حيث فتحتها للأولاد ليشاهدوا بناء على رغبتهم ولكنهم بطلوا أول ما فتحت يوجد أيضاً مسجد صغير وجميل، معبد هندوسي، مطاعم ومقاهي، وفرصة مشاهدة قرد ورق الشجر والسنجاب الأسود العملاق، وطيور كثيرة...


شوية أكشن: هناك المطلة الدائرية والتي كانت مغلقة للصيانة...بس مغلقة على مين؟؟!! ما يكفي جسر لنكاوي؟؟!!

- أم عبده ؟؟
- نعم ...الله يستر شو بدك؟
- بركض بسرعة على الجسر اللي قبل المطلة وبتصوريني وبرجع بسرعة
- وإذا انكسر الجسر ووقعت؟
- إلغي تذكرة العودة تبعتي



مين هاظ؟؟ هذا الماء والخضراء ووجه أبو حسن ...قصدي أبو عبده

طبعاً قفزة سريعة من فوق الشريط الصغير ذي اللونين الأبيض والأحمر الذي أغلقوا فيه الجسر، تصورت الصورة ورجعت ...وكانت المفاجأة..... أم عبده ركزت علي وما صورت الخلفية كويس، فاضطريت أرجع كمان مرة


مساحة للعاشقين لتعليق أقفال الحب


راحت علي


حديقة للبومة، والتي تدفع مبلغاً إضافياً لمشاهدتها أظن 50 رنغت



قضى الأولاد وقتاً يملؤون عيونهم بالمناظر الخلابة، أما أنا فكعادتي المحرجة استرعى انتباهي شيء آخر.. نخل باسقات لها طلع نضيد أسقطت في ذاكرتي نخلات مطار الدوحة ...فلم أملك إلا أن أقول: سبحان الله.




قلتلكم بنرجعلها




درب النزول

انتهت الرحلة بعيون جائعة لمزيد من الخضرة فتدحدلنا كيفما اتفق واتصلت بعبدالحميد الذي اصطف بعيداً لعدم وجود مواقف أمام الهضبة، فيما ابتعنا بعض البطيخ والفواكه للتبريد على أنفسنا من حر ذلك اليوم القائظ. نصيحة ...أكثروا من هذه الفواكه ...لها طعم ...لا عن جد طعم ...غير يا جماعة اللي بيوصلنا (بلا مؤاخذة من فواكهنا)



سألت عبدالحميد عن هذه فأخبرني أن الأشجار المعمرة لها أسماء خاصة تعلق على الشجرة وتعامل باحترام كسيدة عجوز


الوجهة التالية كانت الحديقة الاستوائية الشهيرة باسم (Taman Botani Garden) مسطح أخضر آخر ضخم وفائق الجمال، تسرح فيه القرود بحرية في حين تتبختر فيه الطيور النادرة بأقفاصها بغنج، وتتمايل الأزهار النفيسة بكل حسن ودلال....سبحان الخلاق العليم.
الحديقة أيضاً معروفة باسم "حديقة الشلالات" ... وقد بنيت الحديقة عام 1884 على يد سير إنجليزي اسمه تشارلز كورتيس، ومنذ ذلك الوقت والحديقة في اتساع دائم. إدارة الحديقة تقدم خدمة بيع النباتات للعامة، حيث يمكنك شراء ما شئت من النباتات بأسعار زهيدة جداً، كما يمكنك الاتفاق مع إدارة الحديقة لتنسيق حديقتك الخاصة، هذه الخدمة تقدم للجمهور وللمؤسسات الخاصة والحكومية، حيث معظم المؤسسات في ماليزيا يجب أن تعنى بالبيئة والتخضير والتشجير. وبالتأكيد هناك قسم مميز للأبحاث.








لطالما كنت أقرأ قوله تعالى: " أم من خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون ( 60 )النمل... ولطالما أثرت تلك الآية في وجداني....سبحان الله ...سبحان الله .... حديقة ذات بهجة ...والله تستشعر هذه الآية بكل معانيها في تلك الحديقة المبهجة، وقد كنت أظن أنني لن أعيش لأرى حديقة ذات بهجة، ولكن مشيئة الله عز وجل أن أرى هذه الحديقة التي أدخلت البهجة والسرور في قلوبنا.









بإمكانك السير أو التريض في تلك الحديقة الشاسعة، كما يمكنك استئجار باص كهربائي صغير بمبلغ زهيد جداً إذا رغبت في زيارة جميع أطراف الحديقة. اكتشاف الحديقة أو الغابة إن صح التعبير يحتاج لساعات طوال: فالتعرف على الورود النادرة والطيور المهددة بالإنقراض قد يستهلك يوماً كاملاً، فضلاً على مشاهدة الشلالات البعيدة والتنقل فوق الجسور المعلقة المدفونة في أواسط الغابة.
تذاكر الدخول مجانية وللباص 10 رنجت للكبير و2 للصغير. ساعتان وافيتان قضيناهما في ربوع خضراء أشبعنا خلالها العيون من هذا اللون المفعم الباعث على الراحة والسعادة في آن واحد حسب تصنيف العلماء.


يشاهد في الصورة عبدالحميد ...وقد مسكته حلا وحميدو....كان الله في عونه




الباص يبدو من بعيد




موقف الباص















الأسعار و مواعيد العمل




باصنا العجيب





































من أهم ما يمكنك مشاهدته هناك الأشجار والنباتات النادرة، كالشجرة المطيرة أو كما يسميها الماليزيون شجرة الساعة الخامسة، وهي شجرة ضخمة يصل ارتفاعها إلى 35 م تقريباً، وتكون ثمارها على شكل تاج، تتفتح الأزهار حوالي الساعة 5 صباحاً وتنكمش وتغلق حوالي الساعة 5 مساءً مع الغروب. وهناك أيضاً شجرة الشمع، والتي تعطي ثماراً تشبه الشمع تماماً




















أما القرود فهي حيوانات سائمة طوال سيرك في الحديقة، ولكن يحظر إطعامها أو تناول الطعام أمامها، طبعاً لأني مش ناقصني (حيونة) فأولادي ما قصروا بإطعامها وتناول الطعام أمامها ومشاكستها... وهنا ينطبق المثل (المقرود مقرود)






أولادي أقنعوا هذا القرد أنه يدخل البقالة ..... آخ يا قلبي




صور الوداع من عند المخرج







مر الوقت بسرعة ولا يزال أمامنا الكثير لنكتشفه في بينانج التي تحتاج لأكثر من نهار لمجرد المرور على نشاطاتها. بعد تخيير الأولاد ...وأمهم بين مجموعة من الخيارات، طلبوا الذهاب إلى متحف الدمى، وهو أكبر متحف دمى في العالم، إذ يحتوي على أكثر من 100 ألف دمية، منها الشمعية والبلاستيكية والمطاطية، وبكل الأحجام من فائقة الصغر وحتى الحجم الطبيعي... ولكن للوصول للمتحف لا بد من المرور بشاطئ باتو فرينجي الشهير....باتوفرينجي باتوفرينجي...روح يا أسطى.




سارت بنا السيارة مسافة ساعة تقريباً وهي تتعرج في شارع صغير ومزدحم وملتوي كأفعى أصابها مغص، فلم يكد ينقضي نصف الطريق حتى أعلنت معدة حميدو زامور الخطر وأنه حان وقت الاستفراغ، فتوقفنا أمام أحد الفنادق الفخمة الشهيرة ليفرغ ما في معدته.
مررنا أثناء الطريق بمجموعة كبيرة من الفنادق الفخمة، والمنطقة التي ستصبح بعد سويعات (السوق الليلي) في باتو فرينجي وغيرها الكثير، لكن لم يجذب انتباهي شيء كثير، فقد قرأت كثيراً عن فنادق باتوفريجني وشواطئها غير المناسبة للأطفال على الأقل.






يعرفون عربي بعد








أخيراً بعد وصولنا إلى المتحف، ترجلنا للنزول لكن للأسف، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، أصيبت المنطقة بمشكلة كهربائية قاطعة التيار عن المتحف وما حوله، ويبدو أن أكبر متحف للدمى لم يضع في الحسبان ذلك، فلم يزود نفسه بمولد كهربائي خاص. فكرت في تحميل بعض الثور عن النت وعرضها، ولكنني قررت أن أضع الصور التي التقطتها أنا فقط، لكن سأترك لكم هذا الموقع والذي يعرض فيه بعض الصور للمتحف

ارعصوا هنا



بعدها قررت شخصياً الاتجاه إلى الهدف الذي من أجله وضعت بينانغ على خارطة رحلتنا ......ولكن
لن يتسع المجال للحديث، فالحلقة لا تزال طويلة واستأذنكم بالمغادرة وسأكمل قريباً جداً إن شاء الله


النصيحة الخضراء: بينانغ مليئة بالمهاجرين الصينيين وغيرهم من الدول المجاورة. فكن دائماً سهل التعامل ولكن على حذر