السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن كثر السؤال عن كوريا الجنوبية وجهل الكثير عن ذلك البلد المتقدم بتقنياته والمتميز بعمرانه والمتأصل بطبيعة شعبه الطيبة
أدلو بدلوي في هذا الميدان العريق المميز والذي له علي الكثير من الجميل التي يصعب ردها وها أنا ذا أحاول أن أرد ولو القليل منها , ولعلي أفيد أعضاء وزوار موقعنا المميز (المسافرون العرب)في موضوعي هذا راجيا من الله أن يعينني بما يحبه ويرضاه ومتمنيا منكم الدعاء وان يكون موضوعي ظريفا خفيفا عليكم وان يكون فيه الفائدة لمن يعتزم على السفر إلى هذا البلد المجهول للكثير منا والعذر والسموحة إذا وجدتم الموضوع ثقيل فانا لست بكاتب محترف, وسأحاول أن أكون حياديا في طرحي هذا وذلك لاختلاف الأذواق وسأحاول إيضاح الايجابيات والسلبيات كما رايتها .
ولا أنسى أن اشكر كل من أتحفنا بمواضيع مميزة عن هذا البلد واخص بالذكر الإخوان RAV ، dorak، عجيب والله, عيون النداوي, أبو محمد
مع العلم الموضوع سيكون مصحوب بكثير من الصور بعد هذا الموضوع .
نبدأ جولتنا وحديثنا بالصلاة والسلام على رسولنا الكريم
لماذا كوريا الآن ؟:
تعتبر زيارتي الأخيرة إلى كوريا الجنوبية هي المرة الخامسة وجميع السفرات الأربع الأول كانت وجهة مكملة لعدة وجهات أخرى لذلك لم يتسنى لي أن اكتشف كوريا كما يجب حيث أن أقصى مدة قضيتها في كوريا وفي سيؤل تحديدا لا تتجاوز الستة أيام وكانت بكاملها تكون للعمل ماعدا بعض الزيارات المسائية لبعض الأسواق , وصراحة البلد لم تعجبني سياحيا وكان الكثير سألني سواء بهذا المنتدى أو خارجه عن مدى آهلية كوريا للسياحة فأرد عليهم بأنها لا تصلح للسياحة أبدا على الأقل من وجهة نظري مع التوضيح أني لم أزرها إلا للعمل . وبعد أن قرأت الكثير في هذا المنتدى عن آهلية كوريا للسياحة وتمتعها بأمور لم أرها قررت أن أعيد النظر في رأيي وخاصة أن المكتب السياحي الذي أتعامل معه خالفني الرأي في أن كوريا مهيأة سياحيا وشجعني على أن اخصص عدة أيام للسياحة وهذا ما فعلت في سفرتي الأخيرة , لهذا أريد أن أطرح تجربتي مع هذا البلد المجهول للكثير والحكم الأخير سيكون للقارئ .
نبذة موجزة عن كوريا :
لاشك أن كوريا تعتبر من الدول الصناعية المتقدمة وهذا اثر على النمو في البلد بشكل عام سواء من ناحية العمران وأشكالها العصرية أو البنية التحتية أو من ناحية المعيشة المترفة التي يعيشها الكوريين وهذا التغير تم في فترة وجيزة لاتتجاوز الأربع عقود .
وما يخفى على الكثير منا أن معظم إيرادات ميزانية الحكومة الكورية كانت تأتي عن طريق دول الخليج عن طريق عقود المشاريع الضخمة التي تقام في الخليج في السبعينات والثمانينات وأكثرها كانت في مشاريع البناء وغيرها ,إلى أن اعتمدت الآن على مصادرها الخاصة والذاتية للدخل وبداية الطفرة كانت اعتماد الحكومة الكورية على الشركات التي أصبحت الآن من الشركات عابرة القارات مثل سامسونج وهيونداي وال جي وغيرها الكثير والشركة والواحدة تتخصص في العديد من الصناعات وكذلك تقوم بمساهمات ملحوظة في تنمية الوطن والمواطن من عمليات بناء لناطحات السحاب أو المجمعات أو البنية التحتية أو الإسكان ,
وتعتبر سيؤل عاصمة كوريا إلا أن هناك العديد من المدن الرئيسة مثل بوسان ومدينة أولسان والعديد من المدن المهمة .
العملة هي الوون الكوري (1000 وون كوري يساوي واحد دولار وقليل من الكسور ,ويساوي أربعة ريالات سعودية)
الاتصالات :أفضل طريقة للاتصال هو عن طريق استخدام الكبائن العامة وتباع البطاقات في كل مكان أما الجوال فيختلف نظام الشبكة عن الموجود بالدول العربية وبالنسبة لاستئجار الجوال فهو مكلف جدا من ناحية إيجار الجوال أو حتى تكلفة المدة للمكالمات .
الأجواء معتدلة صيفا مع الرطوبة الشديدة في الشهور مايو ويونيو ويوليو وبارد شديد البرودة مع تساقط الثلوج شتاء
الشعب الكوري شعب صديق بشوش محب للمساعدة محافظ ملتزم بالعادات والتقاليد وخاصة كبار السن منهم.
المواصلات تتوفر لديهم سيارات الأجرة بكثافة ويوجد نوعان منها السيارات المترفة وهي أغلى من السيارات العادية إلا انه لا يوجد فرق كبير بينهما ,ويوجد مترو الأنفاق وهي شبكة معقدة وتغطي مساحات كبيرة من العاصمة وأسعارها معقولة جدا .
تعتبر سيؤل غابة من ناطحات السحاب والمباني الشاهقة ذات الطراز المعماري الحديث وبشوارعها المنظمة الواسعة وبجسورها الممتدة بين أطراف المدينة التي يخترقها نهر هان كانغ من الوسط .
التسوق في كوريا غريب بكل ماتعنيه الكلمة فالأسواق منتشرة في كل أنحاء سيؤل بل إن سيؤل تعتبر سوق بحد ذاتها إلا أن بضائعها لا تتناسب مع أذواقنا وتتميز سيؤل بالعديد من المجمعات الراقية ذات تصاميم وديكورات مميزة إلا انه نادرا ما تجد سلعة تناسبك أما لأسعارها المرتفعة أو لاختلاف الأذواق.
السكن في سيؤل له طابع مميز فالفنادق ذات الخمس نجوم تنتشر في كل أرجاء المدينة والأغلبية راقية وفاخرة بكل ما تعنيه الكلمة ,لكن يعيبها الأسعار الخيالية.
الخطة الخاصة بسفرتي الخامسة إلى كوريا:
كنا شخصان, اعتزمنا السفر إلى كوريا لمدة اثنا عشر يوما في شهر يوليو 2006 (لا انصح بالسفر في هذا الشهر حيث أن الجو جدا رطب في هذا الوقت من السنة) خصصت جزء منها للعمل والباقي لاكتشف كوريا على حقيقتها ,
كانت الرحلة من السعودية إلى البحرين عبر الجسر ومنها إلى دبي انتظار في مطار دبي أربع ساعات تقريبا ثم إلى سيؤل تقلع الطائرة من دبي في تمام الساعة الثانية عشر إلا خمس دقائق منتصف الليل على الطيران الإماراتي وللمعلومية انه في نفس الوقت تماما تقلع الطائرة الكورية والمتجهة على سيؤل والرحلتان كانتا ممتلئتان عن بكرة أبيهم , حجزي كان على سيؤل لمدة سبعة أيام ومنها إلى جزيرة جيجو لمدة خمسة أيام ثم الرجوع على الطيران الكوري إلى سيؤل لمدة يوم ومنها من مطار سيؤل (انشن) إلى دبي ومنها إلى البحرين وعن طريق الجسر إلى السعودية.
وسأقوم بإرفاق الصور بالتسلسل مع بعض التفاصيل الإضافية.