معالم المدينة العتيقة



*دار الجزيري*

القرن الثامن عشر م




شيدت دار الجزيري في القرن الثامن عشر ميلادي من طرف عائلة ثرية من مالكي الأراضي و قد اشتهرت لاحتضانها المؤتمر الثاني للحزب الدستوري الجديد (30 أكتوبر- 2 نوفمبر 1937) و قد كانت الاجتماعات السرية تنعقد بالأفنية الكبرى للمنازل خفية عن سلطات الاحتلال. وهو ما جعل الدولة تشتري دار الجزيري لتجعل منها معلما تاريخيا كرس اليوم للشعر. و تجعل اللقاءات و المسابقات بين الشعراء و كذلك المكتبة المختصة من المنزل فضاء ثقافيا قيما.



مدخل دار الجزيري


تعرف على دار الجزيري في جولة 3D




*دار الرشيدية*

القرن السابع عشر م


دار الرشيدية او الدولاتلي


تعود كلمة الدولاتلي التركية إلى أصل عربي مشتق من لفظة دولة (حكومة) و ترمز إلى الشخص الذي يحكم العاصمة بالاستعانة بقوات الشرطة أو الضبطية. و قد كان يتصرف كقاض إصلاح و يعمل داخل قاعة تسمى دريبة و توجد بالطابق العلوي لقصره الخاص. و يضم المعلم اليوم مقر الراشدية وهي جمعية تعمل على النهوض بالموسيقى العربية و خصوصا الموسيقى التونسية.

تعتبر دار الدولاتلي أحد الشهادات النادرة على عمارة المنازل في القرن السابع عشر ميلادي التي وصلتنا و قد صمد المنزل أمام اجتياح طراز العصر الذي تميز منذ القرن الثامن عشر ميلادي بتعدد ألوان مربعات الخزف و الرخام الأبيض المستورد من ايطاليا.

فهنا يكفي أن نتجاهل الأرضية الحديثة بلونين في شكل رقعة شطرنج و نعوضها بتخيل الحجارة الوردية المصفرة للجدران و هي تغطي كذلك أرضية الباحة ليستعيد المكان أناقته الأصلية. فالحجارة تتشكل بعناية لتكون الجدران و تبرزها القواعد الرخامية البيضاء و السوداء التي تكون الأقواس و تتوزع في خطوط أفقية، مائلة أو متشابكة فوق سواكف الأبواب و النوافذ.
تتميز القاعة الرئيسية بمخطط مربع مع ثلاث مخادع تستعمل كقاعات استقبال، مما يعطي للمجموعة شكل نبتة البرسيم. ويسمى هذا النموذج بيت الديواني وهو دليل على مكانة سيد القصر و الأهمية التي يعطيها لفضاء الاستقبال.

حكاية و تاريخ : عدالة الدولاتلي
بني الطابق العلوي الذي يطل على سيدي بن عروس و الذي يضم الدريبة (قاعة العدالة) و المكاتب فوق أقبية ثلاث سجون : سجن الرجال و سجن النساء و سجن العبيد. و كان الدولاتلي يقاضي الجنح التي تعاقب بالضرب بالعصا أو بغرامة أو بالسجن، أما الجنايات فترسل إلى الباي لتجازى بالأشغال الشاقة أو عقوبة الإعدام.

و قد كانت عملية الضرب تعهد إلى منفذ للأمر كان يمسك رغيفا تحت ذراعه خلال التنفيذ بطريقة تجبره على استعمال ساعده فقط و بالتالي تحد قوة الضربات. و قد نقل لنا الرحالة بليسي الذي تجول بالبلاد منذ 1840، شهادة حول موضوع العدالة إذ كتب أنه تيقن، بفضل سلسلة طويلة من الملاحظات أنه ترتكب جرائم بعدد أقل بكثير لدى العرب مقارنة بأي شعب أوروبي. )وصف ولاية تونس، دار نشر بو سلامة، تونس(.











تعرف على دار الرشيدية في جولة 3D





*دار بن عاشور*

القرن السابع عشر م





يرجع تاريخ بناء هذه الدار-مقر مكتبة مدينة تونس- إلى القرن السابع عشر ميلادي، وهي تعد أحد المعالم التي تفخر بها مدينة تونس.

تقع دار ابن عاشور بنهج الباشا وهو حيّ سكني بالمدينة، تحمل اسم عائلة ابن عاشور أصيلة الأندلس في أواخر القرن التاسع عشر و مطلع القرن العشرين أقام بهذه الدار الشّيخ محمّد العزيز بوعتّور الذّي كان وزيرا أكبر خلال الفترة الممتدة ما بين سنة 1882 هـ و 1907 ميلادي، ترك وصية بانتقال ملكية الدار بعده إلى حفيده الشّيخ محمّد الطاهر بن عاشور ثم إلى محمد الفاضل بن عاشور العلامتان الذان ميزت بحوثهما و كتاباتهما الحياة الثقافية والدينية و العلمية بتونس. خلال السبعينات، اشترت بلدية تونس هذه الدّار و قامت بتهيئتها لتصبح مقرا لمكتبة مدينة تونس سنة 1983 ثم احتضان نشاط جمعية "معالم و مواقع"ابتداء من سنة 1990.

باحتضانها مقر مكتبة مدينة تونس صار لدار ابن عاشور أهمية كبرى نظرا للدور الذي تضطلع به المكتبة في مجالات الجمع و التوثيق و صيانة الوثائق التاريخية والمخطوطات ذات القيمة التاريخية. تنظم المكتبة دوريا لقاءات أدبية و علمية وندوات ومعارض وثائقية تتيح للزائر إمكانية زيارة المدينة و إعادة زيارة دار ابن عاشور

سكن الوزير الأكبر محمد العزيز بو عطور هذا المنزل. و قد مثل وصول هذا الرجل إلى هذا المنصب تحولا في تاريخ هذه الوظيفة التي كانت مخصصة حصريا للمماليك في عهد الأتراك (صاحب الطابع، خزندار، خير الدين...). و قد شغل محمد العزيز منصب الوزير الأكبر بين سنتي 1882 و 1907 و هو ينتمي إلى عائلة بو عطور المتأصلة في مدينة صفاقس. و يبدو أن خدمات هذا الوزير لقيت استحسان السلاطين الحسينيين إلى درجة انه تم دفنه في تربتهم الخاصة المسماة تربة الباي. و قد سكنت المنزل عائلة بن عاشور بعد وراثته من قبل محمد الطاهر بن عاشور و هو حفيد الوزير الأكبر من جهة الأم و أقامت العائلة به إلى فترة تحولهم للسكن بإقامتهم الصيفية بمدينة المرسى.

و يعتبر محمد الطاهر، و بدرجة أقل، ابنه محمد الفاضل من اكبر علماء عصرهم إذ وسمت أعمالهم الفكر الإسلامي المعاصر. و تضم اليوم دار بن عاشور مكتبة مدينة تونس. يزين الساحة الرئيسية رواقان متداخلان مكونان من ثلاث أقواس تحملها أعمدة دائرية من حجر الكذال و تزينها تيجان بأشكال حلزونية. أما بالساحة الثانية و التي كانت في الأصل فناء خدمة، فتغطي الجدران مربعات خزفية بزخارف زرقاء اللون فوق خلفية عاجية تتلاعب بها بتناسق الخطوط الهندسية و الاستدارات المميزة للنماذج الزهرية.






تعرف على دار بن عاشور في جولة 3D





*دار ابن خلدون*

القرن الرابع عشر م



هنا ولد العلامة و المؤرخ و مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون بالدار الكائنة بنهج تربة الباي سنة 1332 ميلادي (732 للهجرة).







مسجد القبة الذي قصده ابن خلدون للعلم..




في تونس العاصمة، وتحديداً في المنطقة المعروفة باسم «نهج تربة الباي» لا يزال البيت الذي ولد ونشأ فيه ابن خلدون، قائماً، وكذلك الكُتَّاب القريب منه، حيث كانت بداية عهده بالعلم.



على الطريق من ضاحية «باردو» إلى ساحة القصبة بالمدينة العتيقة لاكتشاف البيت الذي وُلد فيه ابن خلدون يتذكر المرء «طريق الحريم»، ذلك الطريق الذي بناه السلطان أبو زكريا الحفصي أشهر ملوك الحفصيين في القرن السادس عشر الميلادي ما بين قصر حكمه في القصبة وقصر حريمه في باردو، وقيل إنه جعل الطريق كله مغطى لكيلا يرى أحد حريمه يمرون بها… ترى، أسيصدق ذلك صاحب كتاب «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر»، أم أنه سيرده إلى المخيّلة الشعبية ككثير من الأخبار التي لم نجد لها أثراً مادياً.عندما تصل إلى ساحة القصبة التي تسمَّى ساحة الحكومة الآن، والحقيقة أنها كانت دائماً ساحة حكومية منذ أن اتخذها السلطان أبو زكريا الحفصي مقراً لحكمه وبنى بها قصره الشهير الذي أصبح قصر الحكومة الحالية، أي مقر الوزارة الأولى ومقر رئيس الوزراء، توقف سيارتك أمام مستشفى «عزيزة عثمانة» الأميرة العثمانية التي أوقفته على معالجة الفقراء
والمحتاجين، لأنك ستدخل أزقة ومنعطفات لا تدخلها السيارة.