العرب المسافرون
بوابة السفر إلي استراليا
بيرث الأسترالية: مدينة مثالية للعيش بين أحضان الطبيعة
رغم بعد مسافتها عن كثير من عواصم العالم، إلا أنه وبفضل جمالها الساحر وتطورها الواضح في مناحي كثيرة، استطاعت
ولاية بيرث الأسترالية أن تفرض وجودها وتخطف الأضواء الإعلامية في الفترة الأخيرة، بعد أن باتت واحدة من المقاصد الجديرة بالزيارة.
وتقع بيرث، عاصمة أستراليا الغربية، في أقصى الجنوب الغربي لقارة استراليا، وتاسست في 12 يونيو عام 1829، من قِبل
الكابتن جيمس ستيرلينغ، وأصبحت مقراً لحكومة ولاية غرب أستراليا إلى يومنا هذا، وسميت باسم المدينة القديمة في اسكتلندا.
وكانت بيرث منطقة مأهولة من قبل شعب الأبروجينيلز منذ أكثر من أربعين ألف سنة، وانضمت إلى اتحاد أستراليا في عام
1901، وأقرب مدينة إلى بيرث التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.5 مليون نسمه هي “أديليد” في جنوب أستراليا، والتي تبعد
عنها 2104 كيلومتر، وتبلغ مساحتها 5386 كم2، وترتفع عن سطح البحر بنحو 32 متر، كما أنها أقرب جغرافياً إلى تيمور
الشرقية وسنغافورا وجاكرتا في اندونيسيا، مما هي عليه إلى سيدني.
أما بالنسبة للمواصلات الداخلية ببيرث، فهي خدمة متميزة حقاً، حيث يكفي شراء تذكرة واحدة فقط للتنقل عبر جميع أنواع
وسائل المواصلات، سواء كانت حافلات أو قطارات أو عبارات، كما يوجد بعض وسائل المواصلات المجانية التي تعمل من
الساعة 6.30 صباحاً إلي 6.30 مساءً طوال أيام الأسبوع.
وتتميز بيرث بطقس حار وجاف في فصل الصيف، أما فصل الشتاء فغالباً ما يكون معتدلاً، مما يجعلها ولاية مثالية للراغبين في
العيش في الهواء الطلق بين أحضان الطبيعة. وتشتهر ولاية بيرث الاسترالية بتنوع ثقافتها الدينية، وأماكن العبادة المختلفة
كالمساجد والكنائس والمعابد، ويعيش في أستراليا الغربية أكثر من 200 جنسية مختلفة للإقامة أو العمل أو الدراسة فيها، حيث
يمثلون أكثر من 100 ديانة مختلفة.
وتتمتع بيرث بمستوي تعليم راقي، ومستوى معيشة عالية، بالرغم من تكلفتها المنخفضة بالمقارنة بالولايات المتحدة، كما أنها
رائدة في مجالي العلوم والتكنولوجيا، وأيضاً مكان مثالي للمهرجانات والمرح. فتوجد أسباب متعددة لزيارة مدينة بيرث من متاحف ومتنزهات وطبيعة جميلة.
شاطئ كوتيسلو Cottesloe Beach:
هو إحدى أهم أماكن الجذب السياحي في المدينة، ويقصده السياح للاستمتاع برياضة الغطس والسباحة وركوب الأمواج
والتجديف وركوب الدرجات على طول الشاطئ، وتحظى لعبة كريكيت الشاطئ بالنصيب الأكبر من اهتمامات السياح هناك،
كما يوجد على طول الشاطئ الكثير من المقاهي والمطاعم والكثير من الخدمات الأخرى أيضاً، ومصاطب لمشاهدة غروب
الشمس الرائع هناك.
مطعم جرين هاوس Greenhouse Restaurant:
هذا المطعم العصري الذي يقع في وسط مدينة بيرث، ويعتبر نموذجاً رائعاً لمطاعم المستقبل؛ فكل شيء فيه صُنع من مواد معاد
تدويرها، بما في ذلك المواد المعدنية والبلاستيكية، ويلاحظ أن المبني الخارجي للمطعم مغطى بالأعشاب الخضراء التي تضفي
كثيراً من البهجة للسياح، ويقدم المطعم العديد من الأصناف المميزة وتجذب الزوار مرات ومرات.
معرض الفنون غرب أستراليا:
حيث تم تأسيسه في عام 1895، ويضم أكثر من 17 ألف عمل فني، معظمها يدفعك لاكتشاف قصص الأحلام الروحانية المخبأة
داخل لوحات السكان الأصليين، ويوجد به أيضاً مجموعة كبيرة من أعمال النحت لكبار الفنانين التشكيليين الاستراليين والعالميين.
حديقة حيوان بيرث “Perth Zoo“:
ا
فتتحها حاكم استراليا الغربية في 17 من أكتوبر عام 1898، وحينها ضمت نمراً واحداً وأسدين، ولكن أصبحت مع بداية العام
الماضي موطناً لـ 1258 حيوان من 164 نوعاً مختلفاً، كما أنها تضم مجموعة كبيرة من النباتات، وتتكون الحديقة من 13
منطقة مختلفة، تعتبر كل منطقة منها بيئة فريدة من نوعها، مثل “السافانا الإفريقية” و”أراضي أستراليا” و”بيت الزواحف” وغيرها.
وتعتبر الحديقة فرصة جيدة لزوراها، حيث تمكنهم من الاطلاع عن قرب على الحيوانات وطرق معيشتها داخل بيئة محاكية
تماماً لبيئتها الطبيعية، ومن أمثلة تلك الحيوانات، الكنغر، الكوالا، الوالابي ( نوع من أنواع الكنغر)، التماسيح، وبعض
الحيوانات الإفريقية، وأخرى اسياوية، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من أنواع الطيور، التي تخصص لها الحديقة جزءً كبيراً من مساحتها.
جولات تراث السكان الأصليين:
تقع منطقة “فريمانتل” على بعد اثني عشر ميلاً من وسط مدينة بيرث على مصب نهر سوان، وهي منطقة تعود إلي 40 ألف
سنة، حيث تراث السكان الأصليين. ويمكن للسياح أن يعرفوا من خلال جولاتهم في المدينة كيف عاشوا وتمكنوا من اصطياد
الحيتان كبيرة الحجم بطرق بدائية، وكيف كانوا يستخلصون النباتات الصالحة للطعام، ويستمتع السياح بسماع قصص الأساطير
بطرق مسلية ومفيدة مثل أسطورة حفر الثعبان لنهر سوان وغيرها من الأساطير المسلية.
منتزه حديقة الملك “King’s Park“:
يعد أفضل وأهم منتزه في أستراليا الغربية، حيث يذهب إليه السياح والسكان للاسترخاء والبعد عن صخب المدينة، ويمتد المتنزه
على مساحة حوالي ألف فدان، ويعد موطناً لأكثر من 300 نوع من النباتات المحلية، و80 نوع من فصائل الطيور المختلفة.
وعند أعلي نقطة بالمنتزه، يوجد “برج DNA” الذي يبلغ ارتفاعه 15 متراً، ويحتوي على 101 سلمه حلزونية مزدوجة،
مستوحاة من شكل الحامض النووي الـ DNA.
برج سوان بيل تاور “Swan Bells“:
هو أحد أهم وأرقي المزارات السياحية في مدينة بيرث، تم افتتاحه عام 2001، ويقع بالقرب من نهر سوان، ويبلغ ارتفاعه
حوالي 82.5 متراً، ويضم هذا البرج 18 جرساً، يعود تاريخ صنعها إلى القرن الرابع عشر، ويبلغ وزن تلك الأجراس مجتمعه
حوالي تسعة أطنان، يسمع أصواتها أربع أيام في الأسبوع.
وقامت المهندسة هاميس تشارلي بتصميم البرج، الذي بلغت تكلفته حوالي 5.5 مليون دولار إسترليني، كما أن رسم الدخول لهذا
الصرح 11 دولار إسترليني، والجدير بالذكر أن هذا البرج يضفي إطلالة رائعة للمنطقة المحيطة به، حيث يتمتع بتصميم رائع
يجعله من أروع أبراج العالم.
متحف غرب أستراليا:
يعد من المتاحف الفريدة من نوعها، حيث تم افتتاحه عام 1891، ويقدم هذا المتحف عرضاً للديناصورات، حيث يعرض بصفه
دورية تاريخ تلك المخلوقات، ويوجد قاعة أخري”للثدييات” تضم عدداً من الحيوانات البرية المُحنطة التي تعود إلى العصر
الفيكتوري، كما تضم قاعة أخري بحرية، يوجد بها الكثير من الحيوانات المستوطنة في القارة الاسترالية.
بالإضافة إلي أماكن أخرى يمكن للسائح الذهاب إليها مثل منطقة “نهر مارجريت” على بعد بضع ساعات من مدينه بيرث،
وتعتبر مكانً للهروب من ضجيج المدينة والزحام، حيث الاسترخاء والاستمتاع بالتزلج على الماء.
وأيضاً نهر سوان “Swan River” الذي يبلغ طوله حوالي 121 ألف كيلومتر، والذي عادة ما يتخذه السياح أولى جولاتهم
السياحية . ويمكن أيضاً للسياح القيام بجولة إلي جزيرة روتنست لرؤية حيوان “Quokka’s”، وأيضاً الاستمتاع بالسباحة مع
الدلافين في مانكي ميا، أو التجول في سلسلة بانجل بانجل والتي تعود إلى 350 مليون سنة إلى الوراء، أو تسلق أشجار كاري
الشاهقة في الجنوب الغربي، أو الاستماع إلى الموسيقى من الفرق الغنائية، أو مشاهدة فعاليات رياضية على شاشة عرض كبيرة.
وتهتم بيرث دائما بإقامة الاحتفالات، شأنها في ذلك شأن باقي المدن الكبرى في أستراليا، ومثال علي ذلك إقامتها للكثير من المهرجانات ومنها: مهرجان بيرث الدولي للفنون في شهر نوفمبر من كل عام، وهو من أقدم مهرجانات الفنون الدولية بالعالم،
ويهتم بكافة أنواع الفنون كالموسيقى والدراما والأفلام والرقص والفنون التصويرية والأدب وغيرها.
وأيضاّ مهرجان فريمانتل وفنون الشوارع في شهر نوفمبر للاحتفال بالثقافات المتنوعة بالمدينة، في حين يجتذب مهرجان فنون
الشوارع الذي يعقد في عيد الفصح مائة ألف زائر لمشاهدة أفضل الموسيقيين المتجولين في العالم. ومهرجان أرت ريج في
أكتوبر من كل عام، ويستمر لمدة شهر وتشارك فيه أفضل المواهب الإبداعية في ولاية أستراليا الغربية، كما يستضيف أعمال من أستراليا والعالم.
هولمز