26-08-2016, 12:07 PM
|
#11 |
عضو قدير
تاريخ التسجيل : Dec 2014 رقم العضوية : 732 الجنس : انثى المشاركات : 1,600 أوسـمـة: Deena |
كل الاوسمة:2 (more»)
| | استيقظت في اليوم التالي على أجواء أفضل بكثير .. تظهر فيها الشمس من خلف الغيوم لتبعث دفئاَ محبباً وتخفف من حدة الكآبة التي أصابتني بسبب أجواء الأمس.
قررت استغلال الفرصة فوراً والعودة إلى جبل الطاولة، ولم أجد وسيلة أفضل من ذلك سوى ركوب الباص السياحي مجدداً، فتذكرته رخيصة وركوبه ممتع في هذا الجو.. ومواعيده مضمونة ومناسبة.
اشتريت التذكرة عبر الإنترنت مجددا لتلافي الزحام المتوقع نظراً لجودة الطقس، وتناولت إفطاري ثم سرت إلى مكان انطلاق القطار قرب الأكواريوم. قررت عدم النزول في أي محطة سابقة للجبل – رغم رغبتي الشديدة بالعودة إلى حي بوكاب الملون من جديد في هذه الأجواء- لكن تقلب الطقس السريع قد يعني ضياع الفرصة من جديد، وهذا ما لا أريده.

من المباني الجميلة في شارع لونغ ستريت بالطريق  من الخدمات الممتازة في الباص السياحي إمكانية شراء تذكرة التلفريك ودخول المحمية في جبل الطاولة Table Mountain من السائق مباشرة، حيث تكون لديهم معلومات حول ما إن كانت الوجهة متاحة للزوار ومفتوحة أمام الفعاليات أو لا.
في الطريق عبر منطقة City Bowl تسمع قصة مثيرة عن عمارتين شاهقتين حاول سكان المنطقة الاعتراض على وجودهما، وذلك لأن قوانين البناء في هذه المنطقة بالذات تمنع البناء لأعلى من ارتفاع معيّن للحفاظ على جمال المنظر العام امتداداً من جبل الطاولة وصولاً إلى المحيط .. ولكن الشركة المطوّرة للمشروع وجدت ثغرة في القانون وتمكّنت من البناء رغم ذلك – وقرر السكان تسمية المبنيين بعلبة الملح والفلفل salt and pepper shaker، ربما محاولة منهم للانتقاص منها.. ولكم بالطبع أن تتخيلوا جمال الإطلالة المذهلة من تلك المباني..
وصلنا جبل الطاولة – وبالمناسبة أعرف ان اسمه العربي مضحك وغير جذاب ولكن طالما التقرير بالعربية أفضّل الالتزام بالأسماء العربية للأماكن- وهناك كان عدد الزوار هائلاً، يصطف معظمهم على شباك التذاكر. أما أنا فمن حسن حظي أنني حصلت على تذكرتي من سائق الباص السياحي فاتجهت إلى طابور آخر -ليس أقل طولاً ولكنه أسرع في الحركة- وهو الطابور المؤدي إلى التلفريك مباشرة.
الوادي من خلفكم والتلفريك من أمامكم فأين المفر! 
رغم علمي المسبق بأن التلفريك يصل إلى ارتفاع يفوق 1000 متر فوق سطح البحر، لم أشعر بالتردد أو الخوف إلا عندما رأيت هذا المنظر :: 
يعني على الأقل يجب أن أرى الطريق والنهاية قبل الصعود  
تم تجميعنا في مكان الصعود إلى التلفريك - 65 شخص في كل عربة ، وهما اثنتان فقط حسب ما شاهدت. صعدت العربة الأولى وكنا بانتظار وصول الثانية لتفرغ حمولتها .. وحينها صرت أتلفت حولي لأرى إن كان هناك مجال للتراجع أو تغيير رأيي. هنا لمحتني السيدة العجوز التي تقف بجانبي وسألتني "ما بك.. تبدين متوترة"... اجبتها "هل فات أوان التراجع؟" فقالت لي بمرح "تأخرت كثيراً.. لن تتراجعي وستقومين بالأمر .. سنقوم به معاً".. ثم تأبطت ذراعي معلنة أنها لن تسمح لي بالاستسلام .. ابتلعت ريقي وسلمت أمري لله .. فالعربة وصلت والسيدة البريطانية لا تبدو مستعدة للنقاش..
صعدنا جميعا إلى العربة التي تتميز بنوافذ زجاجية تحيط بهيكلها الدائري من كل مكان، وبأرضية تدور باستمرار طوال الصعود .. ولأكون منصفة تماماً.. فليس في حركة العربة ما يخيف أو يبعث على التوتر فهي ثابتة تماماً وسريعة بشكل مريح ..
أثناء الصعود    
وطوال الصعود، كانت السيدة الطيبة تراقبني عن بعد لتطمئن إلى أنني على ما يرام 
وصلنا ... !  توقيع : Deena | "فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفّني مسلماً وألحقني بالصالحين"
| |
| |