يا ظَرِيفَ الطُّولْ وَقِّفْ تَـ قُلَّكْ، رايِحْ عَالغُرْبِة وِبْلادَكْ أَحْسَنْلَكْ
خَايِفْ يا ظَرِيفْ تْرُوحْ وِتِتْمَلَّكْ، وِتْعَاشِرَ الغِيرْ وِتِنْسَانِي أنا
أربع حقائب ملابس منها اثنتين كبيرة واثنتين أصغر، وحقيبة ظهر فيها بعض الحاجيات الخفيفة والأوراق وجوازات السفر، وحقيبة صغيرة للكاميرا ومعداتها، تنتظر نور الصباح في زاوية الغرفة. الساعة الآن السادسة صباحا، آخر التجهيزات والترتيبات، فحص سريع للحقائب، للجوازات، للأوراق، فطور خفيف، اتصال بالوالدة، نظرة أخيرة في المرآة، التأكد من كاميرات المراقبة وجهاز الإنذار، إغلاق البوابة، وضع الحقائب في السيارة، والانطلاق نحو أقرب محطة قطار. بعد السلام الأخير للوالدة، بدأت رحلتنا مع الحقائب، دخلنا المحطة، جلسنا ننتظر، مرت حوالي العشر دقائق، "
نرجو الإنتباه : القطار المتوجه نحو (تل أبيب) يدخل المحطة في هذه الأثناء"، نزلنا في إحدى المحطات البينية، "
نرجو الإنتباه : القطار المتوجه نحو مطار (بن غوريون) يدخل المحطة في هذه الأثناء"، أدخلنا حقائبنا وجلسنا، مرت أكثر من ساعة بعد خروجنا من البيت.
"نرجو الإنتباه : القطار يدخل في هذه الاثناء محطة مطار (بن غوريون)". أنزلنا الحقائب، انتظرنا المصعد، مررّنا بطاقاتنا الالكترونية للخروج من المحطة، دخلنا مباشرة إلى صالة المطار، تأكدنا من رقم رحلتنا من على الشاشة الكبيرة، الطيران الأوزبيكي من شباك رقم أربع وثلاثون وحتى شباك رقم سبع وثلاثون، انتظرنا أختا زوجتي حتى انضممن إلينا في المطار، حضرتا بالباص بمفردهما من القدس حيث تسكن وتدرس احداهما، وقفنا في الطابور للتفتيش الأمني، "جوازات السفر من فضلك"، "تفضل"، "ما إسمك؟"، "مجدي"، "من هؤلاء؟"، "هذه زوجتي وهاتان أختاها"، "ما هي وجهتكم؟"، "الصين"، "تحتاجون تأشيرة لدخول الصين"، "نعم، موجودة داخل الجوازات"، "هل ساعدكم احد بتحضير حقائبكم؟"، "لا"، "هل توجد بداخلها أدوات حادة؟"، "نعم، يوجد مقص في الحقيبة الكبيرة التي سنضعها في بطن الطائرة"، "للعلم فقط، ممنوع ادخال أية أدوات حادة أو قابلة للإشتعال معكم إلى قمرة الطائرة"، "نعم، نعلم ذلك"، "أنظر باتجاهي"، "حسنا"، "وأنتِ"، "وأنتِ"، "وأنتِ، هل هذه أنتِ في الصورة"، "نعم"، "أنظري باتجاهي ثانيةً"، "حسنا"، "هل معكِ بطاقة الأحوال الشخصية؟"، "لا، ترتكها في البيت"، "رخصة القيادة؟"، "لا"، تدخلتُ بسرعة "هذه زوجتي ومعنا بطاقة القطار الالكترونية وعليها صورتها"، "لا تصلح، أنظري باتجاهي مرة أخرى"، "حسنا"، "رحلة سعيدة".
الحمد لله أنهينا إجراءات التفتيش الأمني الروتينية، رغم قلقي الشديد من تدقيق الموظف في صورة زوجتي في الجواز، وشاء الله أن تمر الأمور على خير. حقيقةً هذا الجواز هو نفسه الذي استخدَمَته زوجتي في سفراتنا الأخيرة، فلا أعلم سبب التدقيق في الصورة هذه المرة. ومن باب الأمانة هذه الإجراءات الأمنية تطبق على جميع المسافرين دون استثناء، عربا وغير عرب، لكن وحسب الإحصائيات المحلية، التدقيق يكون أشد على حملة الجوازات الاسرائيلية من العرب، وغالبية الذين يتم إيقافهم لإجراءات أمنية مشددة وبسببها تضيع عليهم رحلاتهم، هم من العرب. وبعد أن اجتزنا التفتيش وقفنا مباشرة في الطابور بانتظار تسليم الحقائب واستلام التذاكر.
صور من داخل المطار بعد التفتيش
الساعة الآن الحادية عشرة صباحا، وباقي على رحلتنا ثلاث ساعات تقريبا. كثير من المسافرين بانتظار دورهم أمام الشبابيك الثلاث، الدقائق تمر بسرعة شديدة ولا حراك، يبدو أننا سنقضي يومنا بانتظار دورنا أمام الشباك رقم خمس وثلاثون، بعثت رسالة بالبريد الالكتروني للمكتب السياحي أؤكد لهم موعد وصولنا إلى بكين، وفجأة طلبت منا الموظفة في شباك رجال الأعمال رقم أربع وثلاثون الفارغ بالتقدم، بسرعة البرق رفعنا حقائبنا وتجاوزنا بعض المسافرين وتقدمنا إليها، أعطيتها جوازاتنا، وضعتُ إحدى الحقيبتين الكبيرة على الميزان وانتظرت، وانتظرت، وانتظرت، والموظفة تتمتم، تضغط أزرار لوحة المفاتيح بقوة، فجأة تصيح، على ما يبدو جهاز الحاسوب قرر أن يعاندها ويعاندنا هذا اليوم، اعتذرتْ على التأخير، اتصلتْ بأحدهم ليحل لها مشكلتها، انتظرتْ، ابتسمتْ، الحمد لله فُرجت، أوزان الحقائب على ما يرام، طلبتُ منها أن ترسلها مباشرة إلى بكين، استلمنا التذاكر إلى أوزباكستان، وتوجهنا بسرعة لاتمام إجراءات المغادرة.
الساعة الحادية عشرة وأربعون دقيقة تقريبا،
وصلنا إلى صالة المغادرة وفيها شباك واحد لحملة الجوازات الأجنبية، وشباك آخر لحملة الجوازات الاسرائيلية، وفي طرف الصالة مجموعة من الأجهزة الالكترونية الحديثة، بواسطتها بامكان أي شخص اتمام أجراءات المغادرة بنفسه، لكنها جديدة بالنسبة لنا ولم نجربها من قبل، لذلك فضلنا الوقوف في الطابور أمام الشباك، رغم أننا شاهدنا بعض المرشدين يقفون بجانب تلك الأجهزة، وظيفتهم إرشاد المسافرين ومساعدتهم لاستخدامها. أنهينا إجراءات المغادرة بسرعة، وانطلقنا إلى السوق الحرة.
دخلنا السوق الحرة عند الساعة الحادية عشرة وخمسون دقيقة تقريبا، وكما هو متوقع، في حال دخلت ثلاث إناث سوقا، لن تخرجن قبل النداء الأخير، وإهلاك البطاقة البنكية. دخلنا أشهر المحلات في السوق الحرة ويدعى James Richardson Duty Free، وفيه كل ما يحتاجه المسافر تقريبا من حلويات، عطور، سجائر وغيرها الكثير وبتخفيضات كبيرة، قضينا فيه أكثر من نصف ساعة، ودفعتُ فقط أنا وزوجتي حوالي 530$، خارج ميزانية الرحلة طبعا.
بعض الصور من السوق الحرة فاتورة مشترياتنا
كانت الساعة الثانية عشرة وأربعون دقيقة حين أنهينا جميع مشترياتنا، ثم انطلقنا بسرعة إلى أحد المطاعم لأخذ شطيرتين من الجبن مع زجاجتي عصير، كنا قد حصلنا عليها مجانا كوننا عملاء لدى إحدى شركات الفيزا المحلية، انتظرنا دورنا حوالي النصف ساعة. "
النداء الأخير لرحلة رقم HY302 المتوجهة إلى طشقند (عاصمة أوزباكستان)". استلمنا الوجبات وهرولنا مسرعين نحو البوابة رقم B7.
جلست أتلفت يمينا ويسارا مستمتعا بلحظات ما قبل الإقلاع، الأماكن مليئة على آخرها، المقعد مريح وواسع، ولا توجد شاشة ترفيه للأسف، لكنني هيأت نفسي لمثل هذه المفاجآت، فقد حَمَّلتُ كتابَ "1984" لجورج أورويل على هاتفي، إضافة لبعض الأغاني الحماسية. "
يا هَلا، مِيتْ هَلا، الظُّيوف والمعازيم الكرام، يا ميت هلا، حَطَّات وعُقُل، خِتيارية وشباب، شباب وصبايا، يا هلا"، الطيارة تقلع، "
يا ظَرِيفَ الطُّولْ وَقِّفْ تَـ قُلَّكْ، رايِحْ عَالغُرْبِة وِبْلادَكْ أَحْسَنْلَكْ"، عيون المسافرين تناظرني، "
خَايِفْ يا ظَرِيفْ تْرُوحْ وِتِتْمَلَّكْ، وِتْعَاشِرَ الغِيرْ وِتِنْسَانِي أنا"، أكتافي تهتز مع ضربةٍ من رجلي اليمنى على أرضية الطائرة، ومَن حولي يحدقون بي، "
ربما أصيب بالجنون" عيونهم تقول.
لا أذكر بالضبط عدد المرات التي أعدت بها الاستماع لهذه الأغنية الفلكلورية الفلسطينية أثناء رحلتي، لكنني أتذكر جيدا بأنها لازمتني لعدة ساعات، أثناء الإقلاع، بين الغفوات، مع الوجبات، عند الهبوط. وقضيت بعض الوقت بقراءة كتاب أورويل، وتصفح كراسة خطوط الطيران الأوزبيكية، وتبادل الحديث. حتى قُدمت لنا الوجبة عند الساعة الثالثة وأربعون دقيقة تقريبا، بعض البطاطا المطهوة مع الدجاج، صحن حمص خفيف، قطعة من الكعك، وبعض الفاكهة، وجبة مقبولة جدا.
هبطت طائرتنا بسلام في مطار طشقند بعد حوالي خمس ساعات ونصف من الإقلاع، عند الساعة الثامنة وأربعون دقيقة مساء بالتوقيت المحلي، والذي يتقدم عن توقيتنا الفلسطيني بساعتين. أخذنا حقائبنا وخرجنا نستكشف هذا المطار الذي سنقضي فيه الأربع ساعات القادمة، فور دخولنا واجهنا شباكين في منتصف الممر، بواسطتها استخرجنا بسرعة وسلاسة تذاكر رحلتنا التالية، ثم أكملنا طريقنا باتجاه صالة الانتظار، لنجد طابورا مكتظا أمام بوابة صغيرة، علمنا بأنه قسم التفتيش الأمني، انتظرنا ما يقارب ربع ساعة، بعد التفتيش السريع انتقلنا مباشرة إلى صالة الإنتظار، فيها بعض المطاعم البسيطة، وسوق حرة صغيرة جدا عبارة عن ثلاث أو أربع متاجر فقط.
من أمام بوابة التفتيش
متجر السوق الحرة رحلتنا التالية رقم HY505 ستغادر عند الساعة الواحدة والنصف تقريبا بعد منتصف الليل صور من صالة الانتظار
مرت الساعات ثقيلة بطيئة، قضيناها بالتجوال في صالة الانتظار الصغيرة ذهابا وإيابا، نحاول إضاعة الوقت بالتمعن في كل صغيرة وكبيرة، أقرأ بعض الصفحات من الكتاب، وأخصص أغلب الوقت للنوم. إلى أن تم الإعلان عن رحلتنا عند الساعة الثانية عشرة والربع بعد منتصف الليل، توجهنا إلى البوابة رقم B5 بخطوات متثاقلة، انتظرنا بضع دقائق إلى أن دخلنا الطائرة، جلسنا في مقاعدنا، وضعت سماعات الأذن وذهبت في سبات عميق، حمدا لله أن هذه الطائرة أيضا لا تحتوي على شاشة ترفيه.
استيقظت على صوت زوجتي تناديني، بدأوا بتقديم الوجبات عند حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل، بعض الدجاج مع البازيلاء، قطع من لحم البقر المدخن، قطعة أناناس وكعكة صغيرة، وجبة مقبولة نسبيا تُسكن حرارة الجوع. بعدها أكملت نومي.
بحمد الله هبطت طائرتنا في مطار بكين الدولي عند الساعة التاسعة والربع صباحا بالتوقيت المحلي، والذي يتقدم بثلاث ساعات عن توقيت أوزباكستان، وخمس ساعات عن توقيت فلسطين، وهذا بعد حوالي خمس ساعات من إقلاعنا. شعرت فجأة بجرعة من الأدرينالين تتدفق داخل شراييني، متعة، إثارة، تحدي، ماذا يا ترى تخبئ لنا الصين في جعبتها من أحداث؟!
جمعنا حقائبنا وحَضّرنا أنفسنا لمغادرة الطائرة، هرولنا مع باقي المسافرين وباستعانة اللوحات الارشادية نحو مكاتب ختم الجوازات، لنجد عددا كبيرا من المسافرين في إحدى الزوايا بجوار المكاتب، كلٌ يحمل بيده بطاقة ما يكتب فيها، توجهنا نحوهم لنستفسر، فاتضح انه يجب ملئ استمارة دخول لكل مسافر يرغب بدخول الصين قبل التوجه إلى المكاتب، أخذنا أربع استمارات وأخرجنا قلما من الحقيبة، جلسنا على الأرض وبدأنا بملئها : الأسم الشخصي وإسم العائلة، الجنسية، رقم جواز السفر، عنوان الإقامة في الصين، تاريخ الميلاد، رقم الفيزا، مكان استخراج جواز السفر، رقم رحلة الطيران، هدف دخول الصين. ملأناها بسرعة، أضفنا توقيعنا، ووقفنا في الطابور أمام شباك ختم الجوازات بانتظار دورنا.
صورة من صالة ختم الجوازات استمارة الدخول التي ملأناها أنهينا إجراءات الدخول في أقل من ربع ساعة بسلاسة، وتوجهنا مسرعين لاستلام حقائب سفرنا الكبيرة، وكالعادة يعتريني القلق، "
ماذا لو ضاعت الحقائب؟!"، والحمد لله وصلتْ كلها بسلام، جمعناها وهممنا بالخروج، فصادفتُ مباشرة مكتبا لتحويل العملة، نظرة سريعة على سعر اليوان، 6.36 يوان مقابل الدولار الواحد، قيمته منخفضة، فقررت عدم التحويل على أمل إيجاد مكتب آخر أفضل منه.
كانت الساعة تقارب العاشرة صباحا، "
أين ينتظرنا المرشد؟!"، "
هل وقعنا ضحايا لعملية نصب وذهبت أموالنا في مهب الريح؟!"، "
أين المرشد يا ترى؟!". وصلنا بوابة الخروج، ها هو اسمي يرفرف على إحدى اللافتات المرفوعة، الحمد لله يا رب، "
هذا مرشد أم مرشدة؟!"، الصوت صوت أنثى، المظهر مظهر رجل، حاولنا التمعن، ربما يساعدنا الاسم، بلا جدوى، سؤال تلو السؤال، وأخيرا تأكدنا من (أنوثتها). "
هل هنالك مكتب قريب وجيد لتحويل العملة؟!" سألتها، "
نعم اتبعني"، كان يبعد عنا بضع خطوات فقط، مباشرة بعد بوابة الخروج، طلبتُ تحويل مبلغ بسيط لاستعماله ان احتجنا حتى نصل الفندق، خمسون دولارا نصفه لي ولزوجتي ونصفه الآخر لأختيها، "
كم قيمة التحويل من دولار إلى يوان؟" سألت، "
6.30 يوان للدولار الواحد" أجاب، "
لكن قيمة الدولار في المكتب داخل الصالة أفضل، 6.37 يوان" قلتُ، فتوجهتُ برفقة المرشدة إلى ذلك المكتب، لكن الحراس منعونا من ذلك، بحجة أنه لا يمكن الدخول لهذه الصالة فهي مخصصة للخارجين من المطار فقط، عدنا أدراجنا، "
تفضل هذه خمسون دولارا أريد تحويلها إلى يوان"، "
جواز السفر خاصتك من فضلك"، اعطيته جواز سفري وانتظرت بضع دقائق ثم استلمت رزمة من النقود المحلية، "
255 يوان فقط؟"، "
نعم، أخذنا 60 يوان عمولة"، "
60 يوان عمولة؟!، لماذا؟، ولما لم تقل لي قبل التحويل؟" نظرتُ إلى المرشدة، فأخبرتني أنه قال لي ذلك ويبدو أنني لم أنتبه أو لم أفهم كلامه، وصراحة اللغة الانجليزية على لسان الصينيين صعبة. استغفرت الله وأدخلت النقود في جيبي وذهبنا، فلم أشأ بأن أبدأ رحلتنا بالمشاكل والمنغصات، على الأقل كان المبلغ بسيطا، رغم أن العمولة كانت تساوي خُمس المبلغ الذي طلبت تحويله.
فاتورة تحويل الدولار إلى يوان من المكتب في المطار خرجنا من المطار برفقة المرشدة إلى موقف السيارات القريب حيث ينتظرنا السائق، وها نحن حمدا لله نسير على أرض الصين العظمى، تلك التي كنت أسمع عنها الكثير من القصص والأساطير، وأشاهد حولها الكثير من البرامج والأحاديث، والعديد العديد من الأفلام السينمائية الفريدة، ها أنا قادم إليك يا أيها السور العظيم. كانت السماء عابسة رغم نور الصباح، لا أثر لأشعة الشمس رغم الحرارة العالية التي شعرت بها فجأة، وبعض قطرات المطر الخفيفة تتساقط بين فينة وأخرى.
يبدو لطيفا هذا السائق، قابَلنا بالتحية والابتسامة العريضة ترتسم على شفتيه، مد لي يده وحنى رأسه وقال كلاما سريعا لم أفهمه، أظنها التحية بلغتهم. ركبنا السيارة، كبيرة ومريحة جدا، المكيف فيها يعمل بشكل ممتاز، وضعَ الحقائب داخل السيارة من الخلف وانطلقَ بنا باتجاه الفندق. بدأت المرشدة ترحب بنا وتشرح لنا عن برنامجنا للأيام الأربع القادمة، تأكدتْ هي والسائق من إسم الفندق الذي سننزل فيه وعنوانه، أخبرتنا عن الجو الحار الذي يسود البلاد في هذه الفترة والرطوبة العالية، وكان المطر يشتد أحيانا ويتوقف أحيانا أخرى، سألتها عن أفضل الطرق لتبديل العملة، فأخبرتني بأن الطريقة الوحيدة القانونية هي بواسطة البنوك، والتي لا تتقاضى أية عمولة مقابل التحويل، بعكس مكاتب الصرف في المطارات، وأخبرتني كذلك بأنه لا يوجد مكاتب للصرف في الصين غير البنوك لأنها ليست قانونية، ولكن هنالك الكثيرون ممن يعرضون ذلك على الغرباء مقابل عمولات معينة، وكثيرا ما تحدث حالات نصب واحتيال، وخصوصا قضية الأوراق المزورة، فطلبتُ منها مرافقتي بعد وصولنا للفندق إلى أي فرع بنك قريب لتحويل بعض النقود، فوافقتْ.