GRAN CAVERNO DE SANTA TOMAS
في صباح اليوم التالي استيقظت باكراً وتوجهت إلى الساحة الصغيرة المقابلة لمحطة الحافلات بغية العثور على سيارة
أجرة تقلني إلى كهف GRAN CAVERNO DE SANTA TOMAS ، وما هي إلا دقائق حتى اتفقت مع أحدهم
للذهاب والعودة ، الكهف يبعد عن جنوب غرب فيناليس مسافة 17 كلم ، وهو أكبر كهوف كوبا
وأحد أكبر كهوف أمريكا اللاتينية ويأتي على 7 أو 8 مستويات ثلاثة منها
مفتوحة للجمهور، ، ولا يمكنك الدخول إليه إلا برفقة دليل
وبعد لبس الخوذة وحمل مصباح يدوي ..
بعد أن وصلنا إلى المنتزه الخاص بالكهف كانت البوابة مغلقة حيث تبقى على موعد افتتاحه قرابة الساعتين لكن
سائق الأجــرة أخبرني أن صديقاً له يعــمل هناك كدليل و من المؤكد أنه سيوافق على اصطحابي مـعه
ودخولي إلى الكهف ، وبالفعل أتى ذلك الصديق وأعطاني الخوذة والمصباح وبدأنا بالصعود
نحو مدخل الكهف و هو يقع على ارتفاع يقارب الخمســين متراً ، الطريق إلى
المدخل لم يكن ممهداً ويستلزم الحذر من الانزلاق والاتكاء على تلك
الحواجز الخشبية والموضوعة لمساعدة الصاعدين إليه ..
كانت بوابة المدخل عبارة عن جزء يحوي شبكاً حديداً وباباً صغيراً ، وبعد أن دخلنا مررنا ببعض الممرات المظلمة
و الضيقة حتى وصلنا إلى جزء واسع جداً وفيه فتحات متعددة يدخل منها نور الشمس و في بعض جهاته
تتواجد سلالم للصعود ورؤية المناطق الخارجية المحيطة بالمنطقة ، ثم عدنا إلى الداخل عبر المرور
بالعديد من التجاويف المظلمة والممتدة لمسافات طويلة وبعضها تتواجد على أسقفها عدة
خفافيش حتى عدنا في النهاية إلى تلك البوابة ، واقترح علي مصاحبته للنزول
لكن مع سلوك طريق أطول وسط الأحراش فوافقته حيث كان الطريق
أجمل وأكثر إثارة ، حتى وصلنا أخيراً إلى الأسفل في
جولة تعدت مدتها الساعة ..
في طريق العودة مغادرة فيناليس
عدت بعد ذلك إلى فيناليس وتوجهت نحو محطة الحافلات لحجز تذكرة العودة إلى هافانا لكن الرحلة القادمة ستكون عند
قرابة الثانية ظهراً ولن تصل إلى هافانا إلا عند السادسة مساء وأنا أود أن أصل قبل ذلك لكي أتمكن من
متابعة مباراة في كرة القدم حيث يلعب نهائي أبطال اوروبا بين قطبي مدريد ، فحاولت الحصول
على سيارة أجرة فقيل لي أن من يرغب الذهاب إلى هافانا يجب عليه الانتظار حتى
الثانية عشر ظهراً فاتفقت مع أحدهم بمبلغ 15 cuc للقدوم إليه قبيل ذلك
بقليل وكان ممن يقوم بتجميع المسافرين ثم ينسق مع سائقي
الأجرة القادمين من هافانا للرجوع ببعض الركاب ..
عدت أدراجي إلى صاحبة الكازا لإخبارها أنني لن أمدد ليوم آخر وسأكتفي بيومي السابق ، عندها بدا الأسى
واضحاً عليها وعرضت تخفيض السعر قليلاً لكني اعتذرت بلطف ، ذلك الأسى يوضح كم هي
الحياة متعبة وأن نيل لقمة العيش صعبة المنال على مثل أولئك الناس
وفي هذا ذكرى لمن كان له قلب ، فاللهم أدم علينا
نعمك وارزقنا حفظها وشكرها ..
عندما قاربت الساعة على الثانية عشر توجهت نحو المكان المتفق عليه وانتظرت لبعض الوقت حتى أتى ذلك المنسق
واصطحبني إلى سيارة سائق الأجرة وكانت من تلك السيارات الأمريكية القديمة والتي بالكاد تستطيع
فتح أبوابها ونوافذها وبدون تكييف وأشار إلي بالركوب في المقعد الأمامي سرنا بعدها قليلاً
وسط المدينة حتى وصلنا إلى أحد الكازات حيث كان بانتظارنا فتاتين أوروبيتين في
أوائل العشرين من عمرهما ركبتا في المقعد الخلفي ثم انطلقنا نحو
وجهتنا هافانا والتي وصلنا إليها خلال قرابة الساعتين ..
لعلي أجدها فرصة للعودة على موضوع الأمن وتخوف غالبيتنا من بعض البلدان أو الخروج نحو ضواحي بعض المدن ، فتلك الفتاتين
مع حسنهما وصغر سنهما وضعفهما وتوفر المال معهما وغربتهما لم تكن كل تلك الأمور والمغرية لمن كان في قلبه مرض
سبباً في إثنائهن عن السفر والتجوال ، فمن باب أولى أن نكون نحن أكثر جرأة وإقداماً ، وبإذن الله لن يصيبنا أذى لكن
مع وجود الحس السليم وعدم الخروج بمظهر فيه من علامات البذخ والغنى ، إضافة إلى عدم المقاومة إن كان
المراد سلبه مجرد بضعة نقود ، ومن يطلع على كثير من برامج السفر والمغامرات التلفزيونية سيجد مقابلات
مع بعض الفتيات اللاتي عشقن السفر وبمفردهن ولم يثنهن ضعفهن عن المضي قدماً ، وما زلت أتذكر
مقابلة قصيرة لإحداهن من الجنسية اليابانية قبل سنوات عدة في جنوب تشيلي كانت تبات في
منتزه معد للتخييم لوحدها وشكلت لي تلك المقابلة دافعاً نحو المضي قدماً في التوجه
نحو أحد البلدان أمضيت فيه أياماً قليلة ..، لذلك كم أتمنى أن يكسر الجميع
العقدة وأن ينطلقوا في شتى أرجاء المعمورة فكوكب الأرض
واسع والعمر قصير وكل وجهة جديدة تزيدنا
حكمة وخبرة وتجربة ..
معالم ونشاطات أخرى في المدينة
Mural de la Prehistoria جدارية ما قبل التاريخ
Casa de la Cultura الساحة الرئيسية
تسلق الجبال
ركوب الخيل
زيارة مزارع التبغ
رأيي في المدينة
فيناليس مدينة صغيرة جداً وبالإمكان التجول في كل أرجائها مشياً على الأقدام خلال مدة لا تتجاوز الساعة الواحدة ،
أهلها بسيطون جداً وأغلبهم يمتهن في الزراعة ، بالنسبة للمطاعم فالخيارات مقبولة إلى حداً ما وغالبيتها
موجودة على الطريق الرئيسي ، هناك بنك واحد وثلاثة فنادق لكنها متواجدة في الضواحي خارج
المدينة ، المدة التي تكفيها يومان على الأكثر إلا لمن أراد زيارة الشواطئ الشمالية
فيضيف يوماً ثالث ، قد يكون مناسباً لمن يبحث عن شيئ من الصخب ( مقارنة
بهدوء فيناليس الكبير ) أن يسكن في مدينة بينار ديل ريو والتي تبعد نصف
ساعة و يزور فيناليس في النهار ، أخــيراً و لمن إقامته في كوبا قصيرة
جداً قد تكون فيناليس خياراً إضافياً مع فاراديرو لقربهما من هافانا ..