أستاذنا الغالي : آخر فرصة

أهلاً بك عزيزي والمنتدى منار دائماً بوجودك ومتابعتك المميزة لكل ما يطرح من مواضيع ..


لا شك أن وجود العملتين فيه إرباك للسائح لكن سرعان ما تتفهم الوضع وخصوصاً عندما تأخذ ( علقة ) بسيطة كما
حصل لي في ثاني يوم رغم أني كنت شاكاً في العملية من الأول لكن الخجل و حب البعد عن
المشاكل جعلاني أمررها بسرعة لكنها كانت الأولى والأخيرة
( في ظني ) فالخجل رميته جانباً بعدها ..

طبعاً الكوبيون كما غيرهم من أبناء آدم لا يخلون من وجود أعداد امتهنوا الاحتيال والنصب وخصوصاً
مع موضوع العملتين لكن أعتقد أنهم أقل بكثير من غيرهم بما في ذلك البرازيليين ..


بخصوص الأكل كما لا يخفاك أن المقاطعة أثرت كثيراً على شتى مجالات الحياة إضافة إلى النظام المتبع في الدولة وبالتالي
فعدم توفر كثير من المنتجات الغذائية التي اعتدنا على تواجدها في غالبية البلدان وكذلك مطاعم الوجبات العالمية
السريعة أثرا وبلا شك على نوعية وجودة الأطعمة هناك .. لكن تواجد ( الحبيب الغالي ) الأرز كأحد الوجبات
الرئيسية الكوبية وهو يعد بطريقة أفضل بكثير مما نراه في شرق آسيا يهون شيئاً من تلك المشكلة
فضلاً عن الوجبات البحرية و بعض الأطباق الإيطالية وإن ظهر تأثير قلة جودةالمكونات
الأساسية بادياً في بعض الأحيان ..وسيأتي بإذن الله مزيد من التفصيل عندي
طرحي لموضوع التقنين La libreta في وقت لاحق ..


وبالنسبة للتواصل فالشعب الكوبي ودود ومتعاون وإن كان غالبيتهم لا يتقنون اللغة الإنجليزية بالذات في هافانا لكن سعة
صدورهم عالية فضلاً عن حفظي لبعض الكلمات الأساسية نتاج رحلتي البرازيل والأرجنتين ساهما في تقليل صعوبة
التواصل معهم ولو لنسبة بسيطة ، وبشكل عام ما دمت أعرف ما أريد من الأمور المتعلقة بالسياحة بالذات
فسأجد وسيلة بطريقة أو بأخرى لإيصال ما أريد ، ولعلها فرصة أن أورد ما خطه الأديب
البرازيلي الرائع باولو كويلو حول هذه النقطة في واحدة من
مقتطفاته في كتابه الجميل ( مكتوب ) حيث قال :


" خلال شتاء 1981 يلاحظ المسافر خلال تجواله شوارع مدينة براغ برفقة زوجته شاباً يرسم المباني المحيطة ..
ينظر إلى أحد رسوماته بعين التقدير ويقرر شراؤها ، وإذ يمد إليه بالمال يرى أن الفتى لا يرتدي
قفازاً على رغم درجة الحرارة الني بلغت خمس درجات مئوية تحت الصفر..
- يسأله : لماذا لا ترتدي قفازاً ؟
- لكي أتمكن من الإمساك بقلمي ..
يتحادثان قليلاً حول براغ ، ثم يقترح الفتى
أن يرسم وجه زوجة المسافر من دون مقابل ..
وفي انتظار أن يفرغ الفتى من الرسم ، يدرك المسافر حدوث أمر غريب ..
لقد تبادل الكلام مع الفتى لحوالي خمس دقائق من دون أن يتكلم الواحد لغة الآخر ،
لم يلجأ سوى إلى الحركات والضحكات والإيماءات ، لكن الإرادة في
المشاركة مكنتهما من دخول عالم اللغة الصامتة .."