أعتذر أنني لا أملك الكثير من الصور في هذه الزيارة ..
طيب ..
خرجنا في الصباح الباكر من الفندق العجيب
و في ضوء النهار وجدنا المبنى المجاور للفندق مبنىً أثرياً عتيقاً .. تبهرني أنا هذه المفاجآت .. حين تسير بشكل عادي في المدينة الحديثة فتفاجأ بمبنى قديم بين البنايات العالية يعود إلى حضارات سحيقة .. كثيراً ما تقابلك هذه الآثار في (القاهرة) ..في الغورية و باب الشعرية و شارع المعز و ابن طولون و غيرها .. سواء مساجد قديمة أو قصور أو غيرها .. من عصور مختلفة مرت كلها على (القاهرة) أو (الفسطاط) كما كانت تدعى في أوقات طويلة .. وكثيراً ماقابلتها في (روما) .. و لكن الشطارة في الحفاظ عليها .. بل و ترميمها .. ألم أقل لكم أن السياحة شطارة !
و لكن لا أخفيكم سراً .. لقد زاد المبنى الأثري المهجور من رعبي من الفندق !
الحمد لله أنها ليلة واحدة و عدّت !
عندما سألنا عن ما يوصلنا لدولة الفاتيكان .. و أنتم تعرفون أن داخل روما يوجد دولة صغيرة اسمها الفاتيكان يبلغ عدد سكانها 842 شخص فقط !
تعتبر الفاتيكان أصغر دولة في العالم من حيث المساحة و عدد السكان و تقع تحديداً في وسط روما في الجهة الغربية من (نهر التيبر) الذي يقطع روما من الشمال للجنوب
يوجد محطة مترو ملاصقة للفاتيكان .. اسمها
Ottaviano ..
صورة من النت
يومها لم نستقل المترو لأنه لم يكن محطة الكولوسيو الملاصقة للفندق قد افتتحت بعد .. فاتجهنا إلى الباص .. اشترينا تذاكر الباص مبدئياً من الأكشاك المنتشرة و تدعى
Tabacchi .. و الاسم مشتق من التبغ على أنها كانت لبيع التبغ و السجائر لكنها تبيع الصحف و خطوط الجوال و تذاكر المترو و كل شيء
على محطة الباص .. سألنا رجلاً مسناً عن رقم الباص ..فأخبرنا به ثم حذرنا من ركوب رقم معين لانتشار النشل و السرقة به .. و هذه معلومة كنت قد قرأتها قبل سفري .. أن هناك باصات معينة معروف عنها انتشار السرقة فيها ! و هو أمر عجيب جداً جداً في إيطاليا
وصلنا إلى سور الفاتيكان .. كنت منتظرة أن أرى الطابور الطويل العريض الذي أمامه .. فلقد عرفت هذا مسبقاً من التقارير .. لكن طبعاً لأننا حضرنا مبكرين .. كان الطابور لازال صغيراً .. و تعالوا شاهدوا هذا الطابور لدى خروجنا كيف وجدناه !
و عندك حل من اثنين .. إما تحضر مبكراً جداً كما فعلنا نحن و بالتالي الطابور لم يكن رهيب .. و إما أن تحجز عن طريق النت .. و ستجد الكثيرين من المرتزقة يدخلون إليك و أنت واقف بالطابور يحاولون بيع التذاكر لك بسعر أغلى لكي يخلصوك من الوقفة .. ممسكين بلافتة كتب عليها skip the line و نصيحة لا تسمع لهم !
دخلنا إلى الجزء المبهر في الفاتيكان .. و هو Sistine Chapel و من بعده متحف الفاتيكان .. حيث الأسقف المذهبة
و الأعمال الخالدة لمايكل أنجلو و غيره من الفنانين ..
يعطونك سماعات تشرح لك طوال وقت الزيارة .. المحزن أننا في أول مرة وجدنا اختيار اللغة العربية و في زيارات لاحقة لم نجد اللغة العربية من ضمن الاختيارات .. هل تعرفون على أي أساس ؟
نعم .. إن معظم المتاحف و القصور و هذه المزارات تجري جرد سنوي لعدد الزائرين من الدول المختلفة .. أذكر أننا في متحف بأمستردام .. ذلك المتحف الضخم الرائع Rijkmuseum .. و نحن نقطع التذاكر .. اهتموا كثيراً حين رأوني بالحجاب و سألوني من أي بلد أنا و ما هي لغتي و هل أحب أن أجد اللغة العربية في المتحف فيما بعد و أخبرونا أنهم يهتمون كثيراً بالجنسيات النادرة التي تزور المتحف !
وبالتالي من الواضح أن عدد الزائرين المتحدثين بالعربية لم يكن كافياً لابقاء اللغة العربية من ضمن اللغات التي يمكنك اختيارها في الفاتيكان
في هذا المكان الضخم يوجد كمية هائلة من الأعمال الفنية التي لا يمكن أن تتخيلها .. أكثر ما بهرنا أنا و زوجي الرسومات ثلاثية الأبعاد .. لا أعرف كيف تمكنوا في هذا العصر من صنعها .. وشاهدنا السقف الذي يقال أن مايكل أنجلو قد أصيب بالعمى من فرط ما قضى وقته في رسمه .. حقاً كان التجول في هذا المكان شيئاً رائعاً جداً لا مثيل له لدرجة أنه أفسد علي التمتع و الانبهار باللوفر بعدها بأيام لأنني بصراحة أنهيت كل الانبهار الممكن هنا !
كنا على عجل شديد نظراً لضيق الوقت المتاح لنا في روما .. و أنا أريد أن أرى كل شيء و لم يكن في تخيلي أنني سأتمكن من الحضور لروما مجدداً .. لم نكمل زيارة الفاتيكان و لا صعدنا للقمة كما فعلنا في زيارة لاحقة فشاهدنا روما كلها من الأعلى و لا شيء
فقط هرعنا إلى الأسفل ركبنا المترو نزلنا عند أقرب محطة إلى نافورة تريفي الشهيرة Trevi Fonatana اسم المحطة القريبة Barberini .. و عندما خرجنا من المترو وجدنا نافورة صغيرة .. لا ليست هي !
الحقيقة كنت أتخيلها في مكان أكبر من ذلك .. لكنها من شارع صغير إلى زقاق حتى وصلنا .. و هي مشهورة بإلقاء العملات ..
يوجد حول النافورة مجموعة من أحلى محلات الآيس كريم في روما و لا بد أن تجربوه !