تذكرون أننا سمينا اليوم بيوم الأكل المنحوس

والسبب لم يكن فقط انني لم أتمكن من تناول الإفطار بسبب العمل .. فحين خروجنا من الاكواريوم توجهنا إلى مول سوريا كي إل سي سي لتناول الطعام ومشينا مسافة طويييلة في الممر الواصل بينهما .. ولكن بسبب عطلة يوم السبت وكثرة الزوار بشكل كبير، ثم وقوفنا للصلاة وشراء مزيد من اللاصق لأصبعي المجروح - استغرق الأمر أكثر من ساعة قبل أن نصل إلى المطعم ونجد طاولة فارغة ..
بعد السادسة بدأنا نطلب وجباتنا وجميعها أطباق الدجاج المشوي مع مقبلات متنوعة - يعني لم يكن هناك ما يدعو إلى الارتباك والخطأ .. ولكن ما حدث أن النادل المسؤول عن طاولتنا كان له رأي آخر.
طلبنا خمس وجبات وصلت منها ثلاثة لزوجي والإمليزي الصغير وابنتي .. وانتظرنا طوييييييلاً للوجبتين الباقيتين اعتقاداً منا بأن التأخير سببه الزحام. ولكن إحدى الموظفات بدأت ترتب الطاولة وتأخذ ما عليها استعداداً لاستقبال أشخاص آخرين فأخبرناها بأننا لا زلنا بانتظار طلبين. طبعا لم يكن الطلبان موجودين في الحسبان وبدأ إعدادهما على الفور.. ووصل طبق زيد قبل طبقي فاسترحت من شكواه
ولكن طلبي لم يصل وشعرت بأن الأمر أصبح (مسخرة).. فاضطررنا للحديث إلى مدير المطعم الذي وعد بسرعة الحل. النكتة هنا أنني طلبت فقط قطعة دجاج دون أي مقبلات .. فوصل الطبق مع بطاطس وسلطة.. قلت للنادلة ليس هذا طلبي .. ولكنها أكدت لي بإيماءة منها انه الطبق المطلوب .. ففكرت أنهم بالتأكيد أرادوا تعويضي عن التأخير - وهو تعويض مرحب به لأنهم تاخروا كثيرا
بدات بتناول قطعة بطاطس وإذا بها تسحب الطبق وتقول لي - معك حق ، ليس لك! فقلت لها إن لم يصل طلبي خلال دقيقة لن ندفع كل الحساب!
أعادت لي الطبق بعد دقيقة واعتذرت عن الخطأ وقالت ان المقبلات ضيافة ... اوضحت لها بكل ما أوتيت من هدوء ووضوح بأنني لن أعطي طبقي لأحد حتى لو جاء ملك ماليزيا إلى هنا .. ثم شرعت بالأكل وانا منهكة من الجوع - خاصة انني شاهدت الجميع يأكل ولم أقبل مشاركتهم أطباقهم لأنني اعتقدت ان طلبي سيصل قريبا.
لقمة واحدة .. ثم بدأ سيف الدين بالقفز من مكانه --- ماما ماما ... يريد طبعا الذهاب إلى دورة المياه أجلكم الله!
أعطيته نظرة

وقلت له ان ينتظر ولكنه أكد لي ان الوضع خطير ولا يحتمل .. ولا داعيي للتفاصيل هنا ولكن الوضع لم يكن يسمح بأن يأخذه أبوه بدلاً مني.. فتركت الطبق وذهبت معه لأجد طابورا طوييييييييييييييييييلا أمام دورة المياه - فاليوم سبت! حدا قال لكم تيجو هنا السبت؟
سالته أكثر من مرة إن كان لا يستطيع الانتظار فأكد لي أن الأمر طارئ.. ولأنه صغير لا يمكنني أن اطلب منه الانتظار فعلياً.. ولكني قلت له علينا احترام الدور وبعدها سندخل..
جاء الفرج بعد ربع ساعة وانتهينا .. وعندما وصلت إلى المطعم كان الطبق باردا مزعجاً ولم أشعر برغبة بالأكل بعد الزيارة المطولة لدورات المياه .. ووجدت ان زوجي طلب لنا الحلويات لتعويضي عن هذه التجربة .. فانتظرت ولكن نفس الخطأ تكرر مرتين .. فأخطأوا في تمييز الطلبات ثم تاخروا في إحضارها ... ولكننا تناولناها على أي حال.
في النهاية أحضروا الحساب.. ودققت فيه على غير عادتي لأني توقعت الكثير من (التخبيص) بعد كل هذه الأخطاء.. ولكن الفاتورة كانت دقيقة باستثناء أنهم لم يحسبوا دجاجتي المسكينة. قلت لهم ان الفاتورة ناقصة (نصف دجاجة) فشكرونا وعدلوها بإضافة الدجاجة مع المقبلات
لم تعد لدي رغبة في الحديث والمناقشة .. فدفعنا الحساب وخرجنا وانا اشعر بالحقد عليهم مع انني موقنة بأن الخطأ كله من النادل وليس المطعم ..
أردنا الذهاب إلى الفندق باكراً لترتيب الحقائب استعداداً للسفر في الغد .. فجلسنا ساعة عند البرجين واستمتعنا بالنافورة الراقصة وعروضها مرة أخرى قبل شراء بعض الحاجيات من السوبرماركت والعودة.. وانتهى يوم الأكل المنحوس وأنا لم آكل سوى قطع المانجو وقطعة من الحلوى التي لم أطلبها