ذكرت قبلا أن رحلة نيكو كانت الخيار الوحيد الذي وجدته أمامي
في يوم الأحد.. يوم راحتنا بالدورة..
وعلمت هناك أن هناك مكاتب سياحية تنظم رحلات لجبل فوجي وبرامج مشابهه لداينمك طوكيو
لكني فضلت أن أسجل في شركة sunrise من خلال ماذكره عنها الأخ QJQ من تجربة مثالية..
ولقد تعرفت على البرامج عبر موقعهم على النت
TOURS : Find your tours and activities in Japan - JAPANiCAN
والجميل أن مقر المركز الذي نسكنه كان يضم استاند كامل فيه برامج سن رايس السياحية بمطويات جميلة وتعريف متكامل
واطلعت على البرنامج.. ثم اتصلت عليهم عن طريق الهاتف يوم الجمعة مساء لأحجز ليوم الأحد..
وحددوا لي مقر انطلاق الباص في محطة (همماشيتو) والتي
وصلتها عن طريق خطط القطار الساعة التاسعة تماما (موعد انطلاق الباص)
سددت مبلغ الرحلة البالغ 13500 ين (تقريبا 480 ريال) عن طريق بطاقة الفيزا.. طبعا العرض يتضمن وجبة الغداء..
والتي (وهقني) فيها أخي وعزيزي QJQ وشكلي باطلب تعويض منه استضافتي بوجبة غداء في دولة الإمارات الحبيبة
انطلق الباص الساعة التاسعة صباحا.. متوجها نحو منطقة NIKKO والتي تبعد عن طوكيو قرابة 125 كم
كان المناظر الخلابة والبديعة التي مررنا بها في الطريق قبل الوصول خير من يعوضنا (حبسة) الأسبوع الأول..
والتي لم يكن لنا منها سوى خنقة طوكيو وحركة قطاراتها التي لاتهدأ..
توقف الباص في محطة على الطريق.. ويبدو أن التوقفات بروتوكل متفق عليه بعد كل مسافة..
لأن هذا واجهنا مع باص المركز التدريبي.. حيث يتوقفون كل مساحة زمنية معنية..
توقفنا في هذه المحطة.. والتي تضمنت مطعما وسوبرماركت كبير ومقهى ودورات مياه
بعد التوقف انطلقنا نحو منطقة NIKKO ويبدو أن حظنا في كون الزيارة
يوم الأحد (يوم الإجازة في اليابان) سببا في الازدحام الذي وجدناه أولا عند مدخل مدينة (قرية) نيكو..
والذي ازدحمت شوارعها الضيقة بالباصات والسيارات الصغيرة..
وقبل الصعود لمنطقة الضريح.. وقفنا لتناول وجبة الغداء.. في أحد المطاعم
وكانت المرشدة سألتنا في الباص أثناء الطريق عمن أكله (نباتي) أو (حيواني)
وسألتها عن الحيواني هل يوجد فيه أسماك..؟ فقالت لا.. فقط لحوم
فاخترت مجبرا النباتي...
لأني دفعت مبلغ يصل إلى 1750 ين كفارق للغداء
المطعم كان جميلا جدا... وزاده جمالا أنه اعتمد في أوانيه الأواني اليابانية التراثية القديمة
فكنت كلما فتحت طبقا.. وجدت أن أسفل منه طبق آخر..
والعلبة تحوي في بعض الأحيان أربعة أصناف.. تبدأ من الطبق الكبير وحتى الصغير
وكلها بعضها محشور في بعض..
حينما جلست عند الأكل.. احترت.. ماذا آكل..؟؟
ألمس هذا.. أتذوق ذاك.. لم أجد أي قابلية لتذوقها فضلا لأكلها..!!
لم أجد مايناسبني سوى أرزا أبيضا.. أضفت إليه الملح والزيت..
وسميت بسم الله وتغديت..
والحمدلله أن أحضرت معي بعض المعجنات في الشنطة.. وإلا كان علوم
واكتفيت في جلستي بتصوير الأطباق.. وتبادل الحديث مع أمريكي وكوري كانا يجلسان بجانبي..
(عرفت ليش أخوي QJQ ليش أبيك تعزمني عندك..تعويضا عن غدوة NIKKO)
مكتب الإرشاد والتعريف بالمعلم وبيع الهدايا التذكارية
وجدنا هذا المكان.. فيه دخان برائحة البخور..
بعد الغداء واصلنا المسير.. ووصلنا منطقة الضريح التاريخي لأحد زعماء طائفة الشنتوية في اليابان (وهناك من قال مؤسسها) وهو Tokugawa Ieyasu
ومعروف أن الشنتوية حكمت اليابان لأكثر من 250 سنة واستمر حكمها حتى عام 1868م
ويرقد أيضا جوار ضريح مؤسس الديانة أحد أكبر معاونيه وهو Minamoto Yoritomo.
ترحيب .. وباللغة العربية
ويقع الضريح في منطقة مرتفع جبلي مزدانة بالخضرة والأشجار المرتفعة وبجواره أكثر من مبنى من المباني اليابانية المعروفة والتي استخدمت كمعابد
وبنيت المعابد من أغصان الأخشاب المطلية بالذهب الحقيقي
وتبدأ منطقة الضريح ببوابة يقف بجوارها برج عالي
طبعا فوجئنا عند الدخول بكثرة الناس الغير معقولة..
ويبدو أن مرشدي سن رايس من عادتهم إضاعة عملائهم.. كما حدث مع العزيز QJQ في تقريره
فرغم حرصي بعدم الضياع.. وتتبع علم الشركة إلا أن مرشدتنا – الله يهديها للإسلام – كانت تسير بسرعة
وقد وجدت بعض الأعضاء (هندي وزوجته) وأمريكي وابنه مثلي يبحثون عن المرشدة.. التي أظن أنها عادت للباص لوحدها..!!
طبعا إضاعتها حرمتنا من الدخول إلى بعض المناطق داخل المعابد
والتي لابد أن تقتطع تذكرة بـ500 ين أو تدخل بموجب اشتراكك بقروب جماعي..!!
كان الوقت الذي حددته لنا المرشدة للعودة للباص 40 دقيقة فقط..
واستغليت الوقت للتمشية لوحدي بين المناظر الجميلة.. والشلالات الصغيرة المنتشرة هنا وهناك..
ورب ضارة .. نافعة..!!
بعد عودتنا للباص كانت الخطوة التالية الصعود إلى بحيرة Chuzenji عبر مرتفعات جبلية تصل إلى أكثر من 400 متر ثم الوصول للبحيرة والذي يصل عمقها إلى أكثر من 160 متر وذلك عبر طريق متعرج تضمنته بعض الأنفاق التي اخترقت الجبال للوصول إلى البحيرة
وهي بحيرة جميلة بمناظر الأشجار البديعة التي تقف بجوارها وهو امتزاج جميل بين البحر والخضرة
بعد ذلك انطلقنا نحو أحد أكبر الشلالات في اليابان وهي شلالات كيجون Kegon
والذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 97 مترا وتم إعداد جسور يقف عليها الزوار
للتمتع بمنظره الجميل و لتصوير الشلال بشكله البديع مع سماع هديل صوته الممتع ؟؟
والغريب أن مكان الشلال كان ولفترة طويلة مكانا مناسبا ومفضلا للمحبين الذين حيل بينهم وبين الارتباط ببعضهم البعض حيث يتخذون قرار الانتحار فيه..
والحمدلله أن المرشدة ذكرت ذلك بعد مغادرتنا لموقع الشلال.. وإلا كان يمكن سواها بعض المتيمين
منطقة الشلال جهزت بأماكن للاستراحات والجلوس.. مع بعض المطاعم المتنوعة..
وشخص يشوي أسماك على الهواء الطلق..
وعدد من أماكن بيع الهدايا التذكارية والصور.. والمقاهي
ومحلات لبيع المأكولات الخفيفة.. واللذيذة – طبعا عند اليابانيين
كهذه الوجبة التي وجدت عليها (سحب) كبير من اليابانيين..
وحينما شاهدتها علمت أن من يأكلون الجراد عندنا.. عندهم سنع وعلم..
وتميز المكان بروعة جوه.. الذي عوضنا عن حر طوكيو الذي عشنا معه طيلة الأسبوع الماضي..
بعد التوقف لأربعين دقيقة في هذا المكان قفلنا راجعين نحو طوكيو..
وأيضا كان هناك توقف لربع ساعة في إحدى المحطات على طريق العودة..
البرنامج كان بحق مميزا وجميلا.. أولا كمنطقة تراثية رائعة..
وثانيا كمنطقة خضراء بديعة الجمال والبهاء..
وثالثا وهو الأهم أن المرشدة لنا في البرنامج لم تسكت منذ ركبنا الساعة 9ص وحتى نزلنا 8.30 مساء
فكانت تتحدث بكل شيء.. بدءا بالتعريف بالمنطقة قبل الوصول لها.. والشرح أثناء الوقوف
وكذلك حرصها على التعريف بكل شي.. ليس بالحديث فقط.. بل بالخرائط والرسومات..
بل أنها في طريق العودة جعلتنا نمارس بعض الألعاب الخفيفة.. المسلية
أيضا كانت دقيقة في تواصلها مع الأعضاء.. فكانت تجلس مع كل عضو وتسأله عن مكانه ثم تمنحه خريطة وتعلم فيها بالألوان إلى كيفية وصوله إلى هدفه من خلال محطتي الوقوف (محطة شينجوكو وجينزا)