28-11-2016, 09:20 PM
|
#1 |
مراقبة العرب المسافرون
تاريخ التسجيل : Dec 2014 رقم العضوية : 135 الجنس : انثى المشاركات : 2,139 أوسـمـة: نانا ابو عابد |
كل الاوسمة:1 (more»)
| | الهاكم التكاثر { ألْهاكُم التَّكاثُر } ..
تنطِق الآيات في هذه السّورة ؛ إعجازاً غيبيّاً !
و تحكي لنا الكلمات ؛كيف تَكون ملامح الإنهيار !
{ألهاكُم التّكاثر} ..
هذه لغةٌ جديدة .. سَيُسطِّر التّاريخ ؛ أنّها تحمِل الدّاء والدّواء ، وتحكي لك ؛ خُلاصة الهزيمة في كلمات !
{ ألهاكُم } ..
بضميرِ الجماعة والأمّة .. إذ القرآن جاءَ كي يوقفنا على مِنصة القيادة ؛ لا على زَيف التّكاثر !
{ ألهاكُم التّكاثر } ..
سورة مكيّة .. ؛ تجعلُك تتوقّف عند قُيود العبودية الجديدة ؛ { التّكاثر } !
لقد هزّت هذه السُّورة بعضَ الصحابة ؛ حتى أنّهم أسمَوها " سورة المَقبرة " !
هل المَقبرة هي الحَقيقة الوحيدة إذن ؟!
و هل التّكاثر ؛ مثل ثُقب أسوَد يلتهم أعمارنا .. فلا نومِض الا بالحَسرة يوم نصل الخاتمة ، ونَفهم معنى { لتَرونّها عينَ اليَقين } !
هل تَعلم ماذا يفعلُ القرآن ؟
القُرآن .. يحمِل إلينا الحَقائق مُبكراً قبل النهاية !
.. فلقَد كان القرآن في هذه السُّورة ؛ يريد للأمّة أن تظلّ فوق سطور التّاريخ .. و كان التّكاثر يمحُوها من الحُضور !
كان القرآن .. يخبِرنا أنّ بين { ألهَاكم التَّكاثر} حتّى { زُرتم المَقابر } ؛ ستكون المَسافة مَعدومة ، والزّمانُ صِفراً في قِياس الله !
{ ألهاكُم التّكاثر } ..
هو تَوصيف يُسيطر على الأمّة.. فتسقط في شَرَك الأشياء .. وتَختفي من صدور الرجال أصوات الأفكار ..
وذلك حين تكبُر الزّينة فينا ؛ مثل خَراب لا يشبع إلا من سُقوطنا !
{ ألهاكُم التّكاثر } ..
هي مُؤشِّر قرآني جديد ؛ يشهد له التاريخ في الأندلُس .. يوم عَجن أحد الأمراء العِطر تُراباً لعَشِيقة فكان ما كان !
{ ألهاكُم التّكاثر } ..
حتّى نترهّل ونحن نتكاثر ، . ثمّ نغدو كالسّراب الفارِغ من قطرة ماءٍ تروينا !
ألهاكُم التّكاثر }..
تَصدُقها اليوم أرقامنا .. ففي مدينة عربية واحدة ؛ يبلُغ عدد المُولات (٣٦٠) مولا ..ً تحتاج من عمرك أيام العام كلّها حتى تمر عليها !
{ ألهاكُم التَّكاثر } ..
إذ في دولة عربية واحدة ؛ يصِل الإنفاق على تغيير الأثاث كلّ ثلاثة أعوام ( ٨٠٠ ) مِليون دولار !
إنّ بيوتنا .. مساجدنا .. دواخِلنا بحاجة الى أن تَطهُر في جوفها من ذاك التّكاثر الذي لوثها !
تبلغ نسبة المبيعات من أدوات التجميل ّفي الأعوام الثلاثة الاخيرة ؛ أكثر من (٢ مليار ) في منطقة عربية واحدة !
ألا تَلمح كيف ينمو الإستهلاك في فراغ عقولنا !!
ف { التّكاثر } ..
فكرة فاسِدة .. تَسجُن الأمة فيها ؛ حتى تنتهي بلا وزن .. و تنتهي مُبكراً إلى الكفن !
في عالم الإستهلاك .. كلّ شيء له تاريخ صلاحية ، حتى العَلاقات الإنسانية ؛ تُصبح خاضعة للمنطق الاستهلاكيّ !
ففي عاصِمة عربية ؛ يبلغ ثَمن هدايا عيد الحُب (١٠٠ مليون) .. حيث أصبح الحُب يقدر بالأسعار !
تذكر الأرقام .. أن النّسوة يستهلكن(٦٤٠طن ) من احمر الشّفاه في بلد عربي واحد .. حيث يتجلى قول الله { وَشارِكهُم في الأَموال } !
(٦٤٠ )طن من أحمر الشّفاه ؛ يوازي رتلاً من الشاحنات تساق لأمّة كانت النسوة فيها عالمات !
يُنفق على موائدِ رمضان في مدينة عربية واحدة ( ٢ مليار دولار) .. يذهَب منها (٦٠٪ ) في مكب النفايات !
لتقِف أمامنا بعد ذلك ؛ آية ( لتُسألُنّ يومئذٍ عن النّعيم } .. تُريد حِسابها تامّاً غير منقوصا !
تحرِق السّجائر في دولة عربية من أموالنا ؛ مايقارب (٧٥٠ مليون دولار ) !
و تصل تكاليف الزّواج في بلد خليجي الى (٤٥٠ الف ) !
{ ألهاكم التكاثر } إذن
إذ تَتكاثر الزّينة في عوالمنا ؛ حتى تغلق علينا سَعة المبادىء !
يتدفّق التّكاثر في دواخِلنا .. مثل مَوج يُغرق الأرواح ، ويدكّ المعاني ؛ التي تُقيم الأمم على ناصِية الشّهادة !
تُخبرنا الإحصائيات .. أنّ الوطن العربي ؛ يتربّع على مِنصة أعلى استهلاك للعطور والتجميل .. فالمُواطن العربي ؛ ينفق (5) أضعاف المواطن الاوروبي .. و (9) أضعاف المواطن الامريكي في هذا الاتجاه !
أرقام كارثيّة .. تَحكي أنّ الأمة تسير في أكفانها !
هل تُدرك يا سيدي ما معنى تلك الأرقام ؟!
تلك الأرقام .. تَعني أنّنا نفقد الحقائق ؛ يوم تنعكس في أعيننا أوهام الزّينة ..
نفقِد خَيْل الفتح ، و نظلّ في مرابِض { التّكاثر } !
تعني .. أنّنا ننتفخ بالتّكاثر ؛ كموجة يملؤها الزّبَد .. لا تلبَث أن تُصبح فراغاً عائِماً !
ثمّ نَموت بِداء { التّكاثر } ؛ قبل أن نصِل { المقابر } !
{ حتّى زُرتم }..
ومعنى الزّيارة ؛ الحلول ..
ولكنّها زيارة قصيرة للمقابر .. و لها ما بعدها !
هل تراك تنبّهت لرسالة السُّوَر المكيّة !!
إنّها تبدأ بك ؛ من حيث لا تنْتبه .. إنها تُشكّلك .. حتّى لا تكون ذات يوم مجرد بقايا !
إنّ الفرد الذي لا تمتلكه نفسية { التّكاثر } ؛ لا يمكن أن يتلاشى !
إنّه مثل لبِنة وثيقة في جِدار الأمة !
و لقَدْ كانَ النّبي ﷺ يحرّر أصحابه من خَطيئة التّكاثر ؛ يوم أطعمَهم أحد الصحابة رُطَباً وسَقاهم ماء ، فقال رسُول الله ﷺ :
" هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسألون عَنْهُ" .!
إنَّ أولَ ما يُسْأَلُ عَنْهُ العَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّعِيمِ أنْ يُقَالَ لَهُ: ألَم نُصِحَّ لَك جِسْمَكَ، وَتُروَ مِنَ الماءِ البارِدِ" !
أُعيد وضوئي بعد هذه السّورة .. وأتطهرّ من { التّكاثر } ؛ الذي استقرّ في عُمقي !
أتلو السّورة على سلوكي ..
أتلوها على أفعالِي ..
و أتفقّد بكلماتها مساحات عُمري ؛
قبلَ أن يشيخَ على أسوارِ المَقابر !
راقت لي فآثرت مشاركتها معكم |
| |