18-02-2015, 02:10 PM
|
#1 |
خبير المغرب
تاريخ التسجيل : Jan 2015 رقم العضوية : 1142 الدولة : Morocco الجنس : ذكر المشاركات : 3,157 أوسـمـة: ساري أحمد |
كل الاوسمة:2 (more»)
| | ذِكريات المدينة القديمة تحت زخات المَطـر العرب المسافرون ـ المغرب
الحَديثُ عن المَغرب لا ينتهِ أبداً في ذاكرتنا وأحاديثنا
نحنُ نعشقهُ وهو يحبنا، يبادلنا المحبة في معادلةٍ من الدرجة (المجنونة)، يأخذني الحَنين ويرافقني الأنين إلى كل التفاصيل متمثلةً في تلك الأحياء الشعبية البسيطة وضجيج المركبات ، هنالك في المغرب سِر لا يعرف كنهه إلا العشاق .
ساقتني أقدامي إلى مثلجات (موطا) في شارع الحسن الصغير ، ذلك المقهى البسيط الذي يزخرُ بتفاصيل أخرى تحكي لك الجمال والدهشة التي تعقد لسانك ..!
هُنالك في الزاوية البعيدة شابٌ يطالع في الصحيفة والآخر ينفثُ دخان سجائره وتِلك تلاعب ابنها وتؤنبه كلما قام من على الطاولة وأنا وشقيقي نتأمل روعة المنظر .
كانَ التلفازُ يذيعُ نشرة الأخبار ومن المُسلم به بأن يكون هنالك بعض التعليقات من الحضور ما بين مؤيد ومعارض وغير مُبال .
كانَ الرعدُ ينشرُ الرُعب في بعض الأطفال بالخارج والبَرقُ جعل الغالبية العُظمى من المارين على الرصيف المجاور للمقهى يلجأون إلى أقرب مكان .
سبحان الذي يسبح الرعد بحمده ، والملائكة من خيفته وهو على كل شيء قدير.
إنها تُمطر يا سعد !!
لم يحرك ساكناً وراح يقلب صحيفته التي أدماها حِبراً وأحرق قلب الكلمات المتقاطعة بحثاً عن الحُلول..!
خرجتُ والشوق يدفعني وأدفعه يجذبني وأجاذبه لم أشاهد مطراً كهذا منذ سنين، اشتقتُ لذكريات الطفولة واللعب تحت المَطَر.
لا أحد من المُشاةِ على الأرصفة !!
وحيداً كنت تحت المَطَر ..!
سيارات الأجرة تمرُ كلمح البَصَر، والماءُ يكادُ أن يصل إلى الرصيف الآخر ، سيدةٌ واقِفة برفقة ابنتها تبللتا من المَطَر ولا أحد يَقِف، اشتد البرد وتغلغل في أعماق الأجساد والانتظار طويل هُنا ، كم وددتُ أن يقفُ أحدهم ..!
أشرتُ إليهن بأن يتوجهن إلى المظلة الكائنة في أقصى الرصيف قِبالة مخدع الهاتِف ، لكنهن واصلن السير حتى بلغن ذلك المقهى المقابِل.
لا اعلمُ كم سأمكثُ تحت المَطر رغم توقعي لنزلة البرد التي ستصيبني جراء هذا المَطر والبرد الذي جعل أطرافي تتراقصُ باحثة عن الدفء .
خَرج شقيقي ونظراته تطيشُ في الفضاء كيدِ طفلٍ تُنافس الكِبار في مأدبةٍ ما !!
أخذ ينادي : ساري مرة تلو الأخرى وهو أمامي لكنه لم يشاهدني أو لم يميزني ، أو خانهُ النَظر والعتبُ على النَظر ..!
دعنا نذهبُ من هنا فلقد تجمدت أطرافي .
وفي ذاكِرتي ما زالت الخضروات تدور حتى خُيل إلي بأني سأعدُ طبقاً (عقلياً) و ألتهمهُ دون توقف.
أين ركنت السيارة يا (أبو الشباب) ؟
أعني سعد ، قال : على رأس الشارِع من جهةِ موقف الحافلات.
هيا لنذهب لنأخذ بعض الخضروات . توقيع : ساري أحمد | تولعت بالمغرب وصابني (هبال)..!
مصيبة لا كتمت الشوق مصيبه..!
دارها البيضا مضرب الأمثال..!
في صخبها والصمت (كازا) عجيبه..!
|
التعديل الأخير تم بواسطة نانا ابو عابد ; 15-11-2015 الساعة 01:40 PM |
| |