اليوم الخامس
الخميس 27 أكتوبر
كولمار – ستراسبورج
في الليلة السابقة و بعد أن تبضعنا من بيني .. اشترينا بعضاً من البيض للافطار .. و لما عدنا إلى المنزل .. و ذهب زوجي و الأولاد للمزرعة .. اكتشفا أن السيدة أنجليكا تبيع منتجات المزرعة و هذا ما كنت أعرفه أنا مسبقاً عن طريق الموقع الذي حجزت منه المنزل
منتجات المزرعة شكر فيها الضيوف كثيراً و هي تشمل البيض و الحليب و اللحوم و النقانق .. طبعاً لم تعرض السيدة علينا شيئاً من اللحوم لأنها ليست حلال .. صحيح أن السيدة كتابية و أن الله قال لنا أن نسمي على طعام أهل الكتاب .. لكن ذلك يشمل فقط (ذبائح) أهل الكتاب يعني اللحوم المذبوحة فقط .. لأنها تكون غير مذبوحة على الشريعة الاسلامية من استقبال القبلة و التسمية و خلافه .. فنسمي عليها حتى نعطيها صبغتنا الاسلامية .. أما اللحوم غير المذبوحة فهي خارج نطاق المسموح أصلاً .. و هؤلاء القوم يخنقون البقرة أو يصعقونها و هذا شيء ليس في ديننا و تعتبر بالنسبة لنا ميتة و بها أضرار بالغة لانحباس الدم .. هذا اعتقادنا و الله أعلم .. و الحكاية كلها خمس ست أيام ليست في حاجة إلى الشبهة و الحمد لله
المهم .. اشترى منها زوجي الكثير من الحليب و البيض .. يا ألله .. كم هو لذيذ و صحي .. أسعارها قليلة بالمقارنة بسعر السوبر ماركت و لكن الجودة أعلى .. و البيض صفاره برتقالي اللون و هو دليل على جودة الطعام الذي يقدم للدجاج و غناه بالبروتين ..
و هكذا في الصباح حضرت لهم فطوراً شهياً ..
كان يومها الجو مشمس على عكس البارحة ..
و الجو جميل جداً ..
هذا المنظر من الشباك
المنزل من الخارج
خلفية المنزل الطابق الأعلى الذي يسكنه الجد و الجدة
و وفوجئت بالقبيلة (زوجي و أولادي) يخرجون مبكرين .. لماذا ؟ لأنهم اتفقوا مع السيدة البارحة أنهم سيذهبون معها و هي (تمشي) البقر في الحقل في الأعلى !
فالسيدة أنجليكا .. لها عادة أنها تخرج البقر كل يوم صباحاً إلى خارج الحظيرة كما ترون .. لكي يرى الشمس و النور .. المكان كله مسوّر بأسلاك مكهربة حتى لا يفكر البقر بالانزلاق أسفل الجبل .. فهو صار يعرف أنه ممنوع الاقتراب من الأسلاك و قد حذرتنا منها بالطبع في أول ليلة ..
أنجليكا تجعل الأبقار تقضي حاجتها بالاجبار داخل الحظيرة بشكل نظيف جداً قبل الخروج حتى لا يفعلوا ذلك في الخارج .. فيلوثوا الغابة .. إنه احترام شديد للوطن و نظافة الوطن غير معقول
ثم تقوم أنجليكا كل ثلاثة أيام أو غيره باخراج البقر إلى منطقة أبعد .. و هي الحقل الذي يقع في أعلى الغابة .. حيث به مأكولات للبقر مختلفة و به مساحة كبيرة يستطيع البقر فيها أن يتجول براحته .. تخرج أنجليكا و راء القطيع و هو يسير أمامها لتصعد داخل الغابة .. مشوار مرهق حقاً .. لكن نفسية البقر تهمها .. ثم تتركه هناك .. و في نهاية المطاف .. يأتي الجد لينزل البقر مرة أخرى
و بما أن الجد اليوم كان عند الحلاق في القرية .. فقد عرض أولادي أو عرضت هي عليهم أن يتحملوا هم مسئولية البقر .. كان حماس غير مسبوق بالنسبة لأبنائي .. و بصراحة لم أتمالك نفسي من أن أذهب معهم .. و صورت المشوار كله فيديو .. البقر امامنا سبحان الله يعرف طريقه و يسير للأعلى .. فقط بقرة واحدة تبدو مشاغبة فتقف و تأبى الحراك .. و قد أعطتنا السيدة عصا رفيعة و طويلة نأشر بها لهم و يصرخ الأولاد
Aus (أوس) يعني اخرجوا .. فيستمروا في الصعود !
الطريق داخل الغابة
و صلنا للأعلى فإذا بحقل كبير به أكثر من منطقة لأكثر من مزرعة مجاورة ..
لقد نبهتنا أنجليكا إلى منطقة معينة نترك البقر فيها و نغلق عليه الباب و نتركه حتى موعد قدوم الجد .. لنذهب نحن لرحلتنا .. لكن أولادي وقفوا فترة يتفرجون على البقر و هو يأكل بشراهة من عشب الحقل المختلف ..
ما هو إلا وقت قصير حتى قدم الجد بسيارته .. رجل عجوز .. لا يعرف أي حرف بالانجليزية .. و تحدث مع زوجي بالألمانية تارة .. و بالاشارة تارة أخرى .. كل هذا و أنا أستعجلهم حتى نبدأ رحلتنا .. حيث أنهم غير مدركين أن الموضوع فيه سفر لدولة أخرى !!
الغابة من الداخل
أخيراً تحركوا معي للأسفل
مخرج إلى الغابة
و أخذنا السيارة و بدأنا في التحرك
سيارتنا الحلوة
و من الأمام !
مسكين من يفكر أن البقر نسى ابنتي جزئياً موضوع الحذاء .. لأنها عادت تسأل عنه .. ماما أنحن ذاهبين لمحل دايشمان !
توجهنا إلى اتجاه فرنسا و هي بالغرب من ألمانيا ..
صور من الطريق
Alle Richtungen
يعني جميع الاتجاهات
قرى جميلة في الطريق
لا زلنا في الطريق
محل dm المحل المفضل عندي في ألمانيا لمستلزمات الصحة و الجمال و غيرهما
و بدأنا في عبور الحدود .. في الطريق قابلتنا محلات و استراحات بها سيارات عليها أرقام فرنسية .. و يظهر هنا سوبر ماركت REWE الشهير
و عبرنا الحدود ببساطة شديدة !
مجرد لوحة عليها (فرنسا) !
أوضح !
توقفت هواتفنا عن العمل لأن الخط الألماني لم يعد يعمل هنا ..
و تذكروا هذه النقطة جيداً
لم تكن المسافة إلى مدينة كولمار ببعيدة على الاطلاق و كولمار هي مدينة تأرجحت بين ألمانيا و فرنسا لمرات عديدة .. فهي تارة ألمانية و تارة فرنسية .. و هي المدينة الثانية في إقليم ألزاس .. هذا الإقليم الذي حصلت عليه فرنسا بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية و كانت كولمار هي آخر مدينة مستردة
صحيح أن كولمار تتبع فرنسا حالياً لكن اللغة السائدة فيها هي اللغة الألمانية .. يوجد أقلية يتحدثون اللغة الألزاسية .. و هي مشتقة من الألمانية .. معظم السائحين فيها قادمين من ألمانيا و لذلك فمعظم اللفاتات أيضاً بالألمانية .. و لو هناك لافتات فرنسية فتجد تحتها مكتوبة بالألمانية
المدينة مبنية على الطرازين للعصور الوسطى و عصور النهضة .. و بها منازل شديدة الجمال بها الطرز الخشبية .. حتى أن بها منزل شهير مصنوع كله من الخشب ..
مركز المدينة القديم كبير و لكنه يقضى بالمشي على الأقدام .. المدينة مرصوفة بالكوبل ستون .. و تعتبر من المدن الفوتوجينيك .. الجميلة للتصوير .. تشتهر كذلك المدينة بالقنوات المائية التي من خلالها استحقت تسميتها
ليتل فينيس
و دخلنا مدينة كولمار نبحث عن مكان لركن السيارة
و فاجأتنا هذه المدينة بجمالها الأخاذ!