خرجنا من المبنى .. و مباشرة إلى اليمين توجد محطة
باص رقم 100 الباص الذي يمر على كل المناطق السياحية في برلين و تذكرته هي التذكرة العادية للمترو و الباص
هذا هو موقع الباص أمام الرايشتاج و كما تلاحظون موقف الباص أمام المبنى مباشرة
صورة من النت
و هذه هي محطات الباص
طبعاً نحن ركبنا من المحطة رقم 14 و نزلنا في المحطة رقم 18
و بالتالي مررنا داخل حديقة
Tiergarten و هي البارك التي ترونها في منتصف برلين تماماً و التي يتوسطها عمود النصر ..
صورة من النت
و هذه البارك الرائعة مليئة بالنوافير و البحيرات و الأشجار بالطبع .. لو كان لدينا وقت أكثر لكانت ستكون وجهة مثالية لأولادي
هناك باص آخر له خط مختلف قليلاً و هو
الباص رقم 200 و هو أيضاً من الباصات المخصصة للسائحين إذ أنه يمر أيضاً بالمناطق التي يقصدها السائحون
أنزلنا الباص بالقرب من الفندق تماماً و هذه من الأسباب التي جعلتني أختار هذا الفندق بالتحديد .. دخلنا إليه .. كانت السيدة في الاستقبال تختلف عن السيدة التي أخذت منا الحقائب في أول النهار .. و لكنها لا تختلف عنها في بشاشتها و حسن ترحابها .. حيتنا و أخبرتنا أنها ستتفقد الغرفة إن كانت جاهزة .. حاولت ذلك أكثر من مرة لكن التواصل مع خدمة الغرف كان به مشكلة .. فابتسمت و قالت أتمنى أن تكون الغرفة جاهزة .. المهم أخذتنا السيدة إلى مخزن الحقائب .. و هناك وجدنا أنه لم يتبق سوى حقائبنا نحن فقط .. طبعاً .. فالساعة تجاوزت الخامسة و النصف !
كانت السيدة في منتهى اللطف .. و على عكس الألمان كانت تحاول فتح حوار معنا .. سألتني .. هل نجحتم في رؤية أي شيء اليوم .. فرردت عليها : تقريباً رأينا كل شيء !
ابتسمت السيدة في سعادة .. واااو .. شيء رائع .. الجو اليوم جيد .. هذا الجو لا نراه كثيراً .. و أخبرتها أننا سنتوجه بعدها إلى الغابة السوداء فقالت نعم هناك الجو رائع أما هنا فنحن أقرب للجو في روسيا !
سألتني من أين أنتم ؟ .. فأخبرتها أننا من مصر .. و ما إن قلت كلمة مصر .. حتى كأنني ضغطت على زر عندها .. أولاً هي ظهرت عليها سعادة كبيرة و كأن أحداً قد فتح لها صندوق ذكرياتها .. ثم قالت : لقد زرت مصر كثيراً جداً .. أنا أحب مصر .. فسألتها عن المدن التي زارتها فأخبرتني أن معظم زياراتها كانت إلى الغردقة .. من أجل الغطس و الشعاب المرجانية إلخ .
شيء منطقي طبعاً فأكثر زوار الغردقة من الألمان كما أن أكثر زوار شرم الشيخ من روسيا .. ثم جلست تصف لنا حبها لمصر و أنها تعرف بعض الكلمات العربية .. فسألتها مباشرة : مثل ماذا ؟ .. قالت بعض كلمات و هي خجلانة :
شكراً .. و السلام عليكم .. و خبز .. و باحبك !
ثم قالت: أن السبب أنه كان لها صديق مصري .. تقصد حبيب .. ثم قالت أنه ظهر فيما بعد أنه لم يكن انسان جدير بالحب ! .. طيب الحمد لله أنك لا زلت برغم ذلك تحبين مصر
أخذنا الحقائب و اتضح أن المصعد يعمل فقط بكارت الغرفة و هو ما أشعرنا بأمان أكثر .. دلفنا إلى الغرفة .. هي صغيرة .. و هو ما أعرفه مسبقاً لكنها هي كل ما نحتاجه .. نظيفة جداً و مطلة على الشارع و بها السرير الأضافي كبير و مريح ..
الإنترنت جيد جداً و سريع و مجاني ..
الحمام أكرمكم الله نظيف جداً و به كل ما تحتاجه ..
أدوات لتسخين المياه عادي
وضعنا الحقائب و صلينا المغرب و العشاء .. الحمد لله أن القبلة في نفس اتجاه المسافات بين الأسرّة لأن الغرفة صغيرة جداً
و بدلنا ملابسنا ثم نزلنا مباشرة قاصدين السوبر ماركت الذي ذكرته منذ قليل .. مسافة مشي عشر دقائق أو أقل
دخلنا إليه .. و بدأنا في شراء الأشياء التي نقصدها دائماً في سفرنا من بعض أنواع من القهوة بدون كافيين إلى العسل الألماني الرائع و أنواع أعجبتنا من قبل من الأسماك المعلبة
كل هذه القهوة منزوعة الكافيين سواء القهوة العربية أو سريعة الذوبان
إلى بعض أنواع الشوكولاتة اللذيذة و أنواع رائعة من الكورن فليكس (رقائق الذرة) و غيرها من الأشياء التي نحب العودة بها إلى وطننا .. اعذروني الشوكولاتة أُكلت كلها قبل تصويرها
كنا مستعجلين جداً لأن المحل على وشك الاغلاق .. و اشترينا بعض العصير و الكوكيز و الرقائق و الخبز من أجل ليلتنا هذه
خرجنا بعدها بكل هذه الأشياء و بمجرد أن عبرنا الشارع كنا مباشرة أمام يوروبا سنتر و هو المواجه مباشرة لبيكيني مول و كنيسة ويلهيلم .. أحب أن أصدمكم أن هذه الساحة بالتحديد و التي صرنا نمر بها على مدى اليومين مئات المرات كانت هي الساحة التي حدثت فيها الحادثة الشهيرة منذ أسبوعين و التي دخلت فيها سيارة نقل و قتلت عدد كبير من البشر !
كنيسة ويلهيلم في طريقنا رايح جاي
في ضلع من أضلاع يوروبا سنتر يوجد مطعمنا المنشود ..
Vapiano .. فابيانو .. مطعمنا المفضل في كل البلدان التي يوجد بها سواء النمسا أو لندن أو غيره .. وهو مطعم المكرونة و البيتزا الايطالية التي تصنع أمامك مباشرة بطريقة منزلية .. هذا المطعم له طريقة معينة في الدفع بأنك تأخذ كارت شبيه بكارت الفيزا لدى دخولك من الباب ثم تتوجه إلى المحطات المختلفة داخل المطعم .. محطة البيتزا .. أو محطة المكرونة .. محطة المشروبات و هكذا و تأخذ ما تشاء من الطعام و عند كل محطة يأخذ منك الطباخ الكارت و يضيف عليه طلبك .. ثم في النهاية و أنت خارج .. يأخذ منك الكارت و يمرره على الماكينة و يخبرك بالمبلغ المطلوب
في فابيانو تختار أنت نوع المكرونة التي تريدها و كلها منزلية الصنع و تختار الإضافات التي ترغبها و كل ذلك يصنع لك الطباخ الطعام و أنت واقف أمامك مباشرة
أيضاً تخدم أنت نفسك فصينيات الطعام و الملاعق و الشوك و المناديل كلها موجودة و أنت تأخذ منها ما تريد و لذلك لا يضيف عليك في فاتورتك أي خدمة
هذه هي أماكن مطعم فابيانو في برلين
كان المطعم ملئ بالناس .. اخترنا طاولتنا .. و جلسنا و تركت أبنائي يستمتعون بالتجربة بأن يذهبوا هم لطلب الطعام و اخترنا ثلاثة أنواع من المكرونة و بيتزا واحدة كبيرة و كلها بفواكه البحر أو الروبيان .. لأن باقي الأنواع كلها بها لحوم و نحن لا نأكل اللحوم حين نسافر
كان الطعام ساخناً و لذيذاً .. المكرونة بالصوص الأخضر المكون غالباً من البقدونس و البستو كانت رائعة و كذلك المكرونة بالصوص الأبيض و الثالثة بالأحمر
للأسف ليس لدي صور معلش الجوع ليس له صاحب !
دفعنا حوالي 30 يورو و خرجنا بعد أن أنهينا يومنا بهذه الوجبة المثالية و عدنا أدراجنا إلى الفندق .. المسافة قصيرة جداً كما تلاحظون لم تستدعي ركوب الباص لأنها تقريباً نصف محطة
لا يوجد ثلاجة بالغرفة .. و لكن بالمقابل يوجد ماكينة للثلج ببهو الفندق .. فأخذنا معنا الكثير من الثلج إلى الغرفة .. وهناك احتسينا بعض من العصير اللذيذ و حادثنا زوجي هاتفياً و استغرقنا في نوم عميق على أمل أن تشرق علينا شمس الغد الذهبية في برلين الجميلة ليوم مختلف تماماً في نشاطاته
****