اليوم السادس
ا
لجمعة 28 أكتوبر
يوروبا بارك و ........... !
خليها مفاجأة !
صباح هذا اليوم تأخروا قليلاً في الاستيقاظ .. نظراً لموضوع البقرة الوليدة الذي ملأ السمع و البصر البارحة
استيقظت أنا و رتبت الأشياء التي سنأخذها معنا .. و حضرت الفطور .. و خرجت إلى كرسي خارج المنزل أتمتع بالطبيعة البكر مع فنجان من شاي ساخن !
كان المشهد و الاحساس فوق الخيال !
و تخيلت أنني أرى هذا المشهد كل يوم .. كان الهدوء ساحر .. و النفس الذي أتنفسه نقي بدرجة لا يمكن وصفها .. يا ألله .. خلقت كل هذا الجمال في الأرض فماذا ينتظر عبادك في الجنة ؟
حتى الندى على السيارة !
شعرت بغصة لأننا عاجلاً أم آجلاً سنترك هذا المكان في خلال أيام قليلة بل ساعات .. و نعود لصخب المدينة و ضوضائها .. و الريتم السريع .. و غبار السيارات .. أووووووووف
و قررت الدخول للمنزل .. و عيناي لم ترتوي بعد من هذا السحر .. قابلتني القطة التي صارت صديقة لأولادي و هي قطة أنجليكا
و ما هو إلا وقت قصير حتى أيقظت الجميع .. فاليوم موعدهم المنتظر مع يوروبا بارك التي تنازعتني قبل تخطيطها صدقي المهني .. و كراهيتي للألعاب و خوفي منها .. فلو لم أخبرهم بوجودها ما عرفوها أبداً و قد فكرت في ذلك فعلاً و لكنني لم أرغب في أن أحرمهم من هذه الفرصة خاصة أنني قرأت أنها ربما كانت أجمل من يورو ديزني التي تنال دائماً الشهرة الأوسع .. و بما أننا لما كنا في باريس مع الأبناء لم نرغب أن نضيع يوماً في ديزني من أيام باريس المعدودة .. و نفرغها أحسن لمعالم باريس العديدة .. فإنني أولاً لا يمكنني أن أقيم المقارنة .. و ثانياً شعرت أن علي هذه المرة أن أذهب بهم لأكره شيء عندي و هو مدن الألعاب !
تناولنا الافطار .. بعد شراء كميات هائلة أخرى من البيض و الحليب من أنجليكا
لم تكن أنجليكا اليوم مهتمة بالأبقار .. بل لقد خلعت ملابس العمل بالمزرعة التي دائماً ما ترتديها و كانت مهتمة بنفسها لأن اليوم ستزورها والدتها و هي تسكن في المدينة .. شاهدنا الأم و سلمنا عليها .. هي سيدة راقية و تبدو في حال أفضل من أنجليكا .. أخبرتنا أن ابنتها الأخرى في أستراليا متزوجة هناك .. و أن الأم تأتي لزيارة ابنتها أنجليكا في الجبل كل فترة
و بدأنا في التحرك
طيعاً عاد السؤال الأشهر في هذا التقرير يسأل من قبل ابنتي .. متى سنذهب لمحل الأحذية ؟
و الحقيقة فقد وجدت فرعاً في طريقنا ليوربا بارك المتواجدة في مدينة رست .. هو ليس في رست نفسها بل في طريق فرعي .. اضطررنا لأخذه ارضاءاً لابنتي
و نزلنا في هذا المجمع التجاري .. كان مليء بالمحلات الشهيرة .. منها حبيب ألمانيا و حبيبنا نحن شخصياً (ألدي) .. حتى أن بعض النكات الكاريكاتورية تقسم ألمانيا إلى (ألدي الشمال) و (ألدي الجنوب) من فرط انتشار هذه السلسلة و حب الألمان لها
طبعاً نحن هنا أمام (ألدي الجنوب) !
كان هناك أيضاً dm الذي أحبه أنا شخصياً و أشتري منه الفيتامينات و غيرها .. و الأهم أننا وجدنا ...
عرفتوا المفاجأة ؟
نعم ... محل الأحذية دايشمان .. الحمد لله
نسيت ان أقول أن هذه المنطقة من حدود ألمانيا و فرنسا مختلطة جداً فالسيارات معظمها قادمة من فرنسا .. حتى البائعين بعضهم يتحدث الفرنسية
بمجرد أن أرينا البائعة فردتي الحذاء .. حتى اعتذرت كثيراً جداً و طبعاً كنا متوقعين بل متأكدين أنها ستأخذه و تعطينا النقود و تذخل ابنتي لشراء أي بوت آخر .. و هو ما كانت ترفضه ابنتي رفضاً باتاً طول الطريق و نحن نطمئنها و نقول لها ستجدينه ان شاء الله .. و نعرف في قرارة أنفسنا أن ذلك ضرب من الخيال .. فالمسافة أصلاً بين الفرعين هي كالمسافة بين دولة و أخرى !
الغريب و العجيب .. أن الآنسة المحترمة دخلت للمخزن و خرجت تحمل في يدها الفردة الصحيحة من الحذاء و هي تكرر اعتذارها مرة أخرى .. يااااااااه على سعادة ابنتي لن أستطيع وصفها لكم !
و طبعاً بما أننا دخلنا هذا المحل الذي يعشقه زوجي فقد وقف فيه هو و ابني تقريباً نصف ساعة .. و اشتروا منه .. شخصيات المحل شخصيات لطيفة لما سألنا أنا و البنت عن حمام أكرمكم الله في المنطقة .. أخذتنا الموظفة من يدنا و أدخلتنا حمام الموظفين ..
طبعاً تأخرنا جداً جداً على وجهتنا .. يوروبا بارك
و كان الطريق مسلياً بالقرى الصغيرة الجميلة ذات الطابع الألماني
و اللافتات بدأت تشير ليوروبا بارك
و أخيراً وصلنا متأخرين ..