همسة رقم 9
عادة الدراما لأي بلد تعكس ثقافة وسلوكيات المجتمع
فالمسلسلات أو الأفلام هي بمثابة راصد لأبرز الظواهر المنتشرة
ولكن للأسف .. بعض الأحيان تكون الدراما مضللة وتعكس واقع غير حقيقي
ولنا في بعض الدراما الكويتية خير مثال ... وأنا هنا أقول بعض وليس كل الدراما الكويتية
عدد من المحسوبين على الدراما الكويتية قدموا لنا مسلسلات تجسد المجتمع الكويتي في صورة هزيلة
فبعض المسلسلات تجسد لنا الشاب الكويتي منهمك في إدمان المخدرات والفتيات ملهوفات للعلاقات المحرمة
وهذا الأمر غير صحيح البتة ... فكلنا نعلم جيداً أن المجتمع الكويتي من أرقى المجتمعات وأكثرها التزاما وأدباً ومحافظة
تعمدت ذكر الدراما الكويتية لأنها سباقة ورائدة مقارنة بمثيلاتها الخليجية .. وارجعوا لمشاهدة مسلسل ( إلى أبي وأمي مع التحية )
عند عودتي من كيرلا اتصلت بي إحدى القريبات
وكانت منبهرة كثيراً بالصور التي تشاهدها بحسابي في الانستقرام
ولكن قالت لي أنها متخوفة من الشعب هناك .. فتشعر أنهم مجرمين وأهل شر
وعندما سألتها من أين استقيت هذه النظرة .. قالت لي أنها متابعة لمسلسل هندي مترجم
وكانت معظم مجريات المسلسل تدور حول الصراع .. وفيه القتل والكره والنصب والاحتيال
للأمانة وحتى أكون واقعي
لم أجد من المجتمع الكيرلاوي إلا كل خير
بمجرد ملامسة عيونك لعيونهم يبادرونك بابتسامة بريئة
فيهم بساطة وطيبة تجاه السائح رغم أن الفقر والحاجة تعتصرهم عصر
لا ينظرون ولا يتعاملون مع أي شخص وفق ديانته أو مذهبه .. فالكل يحترم الآخر
يحترمون حجاب الخليجيات في أقصى مستوياته على الرغم أنه غير متوافق مع ديانتهم ومعتقداتهم
حتى أكون محدد وواقعي فيما أطرح
أنا لا أقول أن أهل كيرلا يعيشون في مدينة فاضلة
حتماً هناك سلوكيات سيئة ولربما بداخل البعض شرور ونزعات شيطانية
ولكن لم أجد منهم كسائح إلا كل خير .. وهذه تجربتي وآمل أن تكون كذلك تجاربكم
أعتذر على الاستطراد الطويل في بداية الهمسة ولكن تبقى الهمسة وسيلة جيدة للتعبير عن الرأي
نعود لتقريرنا الكيرلاوي .. وتحديداً يومنا السادس
وهو بالمناسبة ... يعتبر اليوم الثاني لنا في منطقة تيكدي
كالمعتاد اتفقت مع السائق انتظاري عند الساعة 9.30 صباحاً
كانت الوجهة لمكان مشهور هناك يسمى حديقة أو منتزه بيريار تايقر
فكرة المنتزه .. حديقة كبيرة تسير بالسيارة حتى تصل لنقطة توقف إجبارية
وبعدها تكمل السير بالقدم أو من خلال عربات بسيطة .. أنصح بالعربات للعوائل
بعد حوالي 10 دقائق مشي بين ممرات جميلة ستصل لضفة بحيرة على تلال خضراء
من هذا المكان ستجد مكتب لقطع التذاكر وأخذ جولة بحرية من خلال سفينة مجهزة لهذا الغرض
تكلفة الدخول للمنتزه 350 روبيه .. ودخول السيارة 175 روبيه ... أما تكلفة السفينة 225 روبيه للشخص
هناك عدة رحلات متتالية للسفينة ولكني أرشح لكم رحلة الساعة 11.30 ظهراً
هذا الأمر يتطلب منك الوصول لمكتب الحجز تقريباً قبل الموعد بحوالي ساعة كاملة
السفينة مكونة من طابقين وهي صغيرة ... وأنصح باختيار الدور العلوي وحبذا في مقدمة الكراسي
لا أجزم ولكن أعتقد أن الرحلة في الأوقات المشمسة لن تكون مبهرة ولكن رحلتي كانت في أجواء غائمة
بوابة الدخول وقطع التذاكر
من هنا تتوقف السيارة ويبدأ المشي
وهذا المجسم يرحب بكم
رائعة تلك الممرات الطبيعية
افتقادهم للتقنية الحديثة لم يفقدهم الاهتمام والنظافة
الأجواء الغائمة ساعدت على المشي
لقطة خريفية بامتياز
وصلنا للبحيرة المنشودة بعد مشي تقريباً 10 دقائق أو أقل
مكتب قطع التذاكر والحجز لرحلة السفينة
زوايا جميلة قللت من ملل الانتظار
اقتربت السفينة من الوصول للمرفأ
ظهور خيوط الشمس زادت الوان الطبيعة جمال
لا داعي للاستعجال والتزاحم
كل شخص سيركب في مقعده المحدد
استعدادات جيدة ... والأجمل التزام الجميع بالنظام
بدأت الرحلة ويبدو للوهلة الأولى أنها ممتعة
عناق حميم بين الماء والجبل والغيم
بالمناسبة .. استخدمت هذه الصورة كخلفية جهازي
درجات اللون الأخضر حاضرة بقووة
اللون الأخضر مد البصر
عدنا من حيث بدأنا
انتهت جولتنا البحرية بعد حوالي ساعة كاملة تقريباً
ولا زلت أؤكد أن الرحلة في الأجواء الغائمة تفرق كثيراً عن المشمسة
وهذا ما ذكرته في أحد الهمسات .. أهمية جدولة رحلة كيرلا ما بين يونيو لسبتمبر
كانت الوجهة الثانية في هذا اليوم إلى تجربة المساج الهندي
الحقيقة لست من المغرمين في المساج .. وأيضاً لله الحمد لا احتاجه
ولكن سمعت أكثر من شخص يثني ويؤكد أنه أحد الفعاليات المميزة بكيرلا
وخصوصاً أنهم يستخدمون زيوت معينة متخصصة في المساج مختلفة عن شرق آسيا
قررت خوض التجربة من أجل التجربة ليس إلا ... ذهبت لأحد الأماكن المتخصصة هناك
يبدو أن المركز هو الأشهر في تيكدي فالمساج بالحجز
بحث الموظف في أقرب موعد لديه وكان حوالي الساعة 2.30 ظهراً
المساج عدة مستويات ... أخترت 100 دقيقة جسم كامل بمبلغ 2500 روبيه
وأنصح بمن يرغب التجربة أن يكون لديه ملابس احتياطية أو بديلة لأن رائحة الزيوت مزعجة
حيث لم استطع إكمال بقية يومي السياحي من رائحة لبسي .. فطلبت من السائق التوجه مباشرة للمنتجع
نقطة احترام وتقدير وانبهار تحسب لولاية كيرلا
النظام في كيرلا لا يسمح بعمل المساج لاثنين من جنس مختلف
فالرجل مع الرجل ... والمرأة مع المرأة ... وهذا نظام دستوري وليس ديني
وهذا ما يثبت أن التستر والحشمة بين الجنسين فطرة ربانية قبل أن تكون تشريع ديني
فهذا المجتمع غير مسلم بل لربما غير موحد ... ولكن وضع قرار ضد أي تعري بين الجنسين
انتهت تجربة المساج بما لها وعليها
كانت الساعة تشير للرابعة عصراً تقريباً
وكنت انوي تجربة الأفيال ولكن أجلتها للمرة الثانية
والسبب يعود إلى انتشار رائحة الزيوت في جسمي ولبسي
امضيت العصرية في مسبح المنتجع .. والاستمتاع بإطلالة المنتجع
مقطع قصير للحظات الانتظار في منتزه بيريار تايقر
وبهذا نكون انهينا يومنا السادس من رحلة كيرلا
غداً سنحزم الحقائب ونودع المرتفعات لننطلق لوجهة ساحلية
بإذن الله لي عودة .. وسنشاهد منتجع به أطول مسبح في ولاية كيرلا