X سُعداء بتواجدكم بيننا ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ، نأمل منكم زيارة صفحة شروط الإستخدام ، تفضلوا مشكورين بالتسجيل*** اضغط هنا *** لإثراء الجميع بخبراتكم السياحية
الثلاثاء 1 من ابريل 2025 الساعة الان 01:19:54 AM.



عدد المعجبين17الاعجاب
  • 5 اضيفت بواسطة HOSAM
  • 2 اضيفت بواسطة آخـــرفـــرصـــة
  • 2 اضيفت بواسطة طوق الياسمين
  • 2 اضيفت بواسطة الايمان
  • 2 اضيفت بواسطة احمد الحربي
  • 2 اضيفت بواسطة Ali_q8_77
  • 1 اضيفت بواسطة توبليرون
  • 1 اضيفت بواسطة شارلوك هولمز
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-02-2017, 03:32 AM   #1

مسافر جديد

 
 
تاريخ التسجيل :  Jan 2017
رقم العضوية : 13540
الدولة : السعودية
الجنس : ذكر
المشاركات : 98



افتراضي حكاية


بسم الله الرحمن الرحيم

حكاية

كم وددت أن أحكي هذه الحكاية يوما ، وكم وددت أن أستجمع أفكارا صافية ومشاعر صادقة لأحكي الحكاية بدون أن تختلط مشاعري معها وتتبعثر أفكاري قبل روايتها ، وليست الحكاية بذلك التعقيد الكبير في سردها ، فبساطة البطلة تبسِّط الحكاية ولكن تزيد من عمقها ، على الأقل في داخلي الممتلىء بالمشاعر إتجاهها.
الحكاية فيها الكثير من العبر ، فتحقيق الإنجاز هو الفائدة الأولى لقارئها ، والبذل السخي من أجل تحقيق هذا الإنجاز هو مثل يقتدى ، والإنجاز في حد ذاته يختلف النظر إليه من زاوية وأخرى ، إلا أن الجميع يتفق على أن الإنسان الذي يضع هدفا أمام عينيه بغض النظر عن سهولة هذا الهدف أو صعوبته ، ويبذل الكثير لأجل هذا الهدف ثم يراه يتحقق هو إنجاز ، ولبطلة الحكاية هنا هدف سام تحقق ببذل الكثير منها ، ولم يكن الهدف سهلا بمنظور المحيطين منها.
كما أن الحكاية في أسمى معانيها تعلم البذل من أجل الآخرين ، والعطاء اللامنتهي واللامحدود ، بدون إنتظار المردود ، وتلك في أعين البعض تجارة خاسرة ، إلا أن بطلة هذه الحكاية كانت واثقة من عطائها ، ومصممة على أن ترى النتائج حتى وإن كان المردود ليس لها ، وذلك حقا قمة العطاء والبذل.
وفي الحكاية تعلم المسئولية ، فإحساس البطلة بالمسئولية اتجاه محيطها هو درس كبير لكل المبتدئين في تحمل المسئولية ، ورغم المشاكل الكبيرة التي مرت بها ، والعواصف التي ضربت محيطها ، إلا أنها لم تتخل يوما عن مسئوليتها - كما في الحكاية – ولم تتمرد على واقعها وظروفها ، بل واجهت كل شيء لأجل الهدف الذي وضعته أمام عينيها ، وحاربت من أجل إثبات قضيتها.
ومن بطلة الحكاية نتعلم الأدب الجم والوقار الراقي ، فهي في جميع مواقفها لم تقم بحل مشاكلها إلا بوقار الشيوخ ، وأدب العلماء ، فبالرغم من كل ما مر بها إلا أنها بقت عالية الإحترام بين أفراد مجتمعها ، ولم يتجرأ أحد أن يقلل من شأنها ، ولم تقم هي يوما بالإقلال من شأنها بالخروج عن نص الحكاية ، بل أستمرت في نسق متكامل كأنه قصيدة شعرية جميلة مترابطة ومتراصة.
ومن البطلة نتعلم البساطة الشديدة وهو الطبع الطاغي عليها طوال مجرى الحكاية ، ولا تجد في كل سطور الحكاية أي مؤشر لكبر أو تعالي في تصرفات البطلة وفي تعاملها مع مجتمعها المحيط ، بل لقد إستمرت بنفس طبعها رغم الظروف القاسية التي مرت بها وتمسكت بقيمها كما تتمسك الجبال بصخورها الأساس.
ويطغى على الحكاية الكثير من المشاعر المتدفقة و العواطف العطرة ، فما تقدمه البطلة لمن حولها وماتشعرهم به هو كمية كبيرة من الحب والوفاء والحنان الأمومي الذي صاغها بها خالقها ، إلا أنها قد أضافت جماليات الى هذه المشاعر فجعلت نتاجها جمال لامنتهي وفيض من نهر من العواطف والمشاعر ، تصيغ بها قالبا لمن يأتي بعدها ليتعلم منها.
ولعل أجمل الدروس في الحكاية هو التسامح النادر للبطلة ، فهي مازالت تقدم الدعاء الصادق والمحبة الصافية لكل من هم حولها حتى من سبق أن أساؤا إليها ، فقلبها الطيب قد إتسع لكل هؤلاء بدون حجر على أحد وبدون تذكير بأفعال أحد وبدون منة على أحد.
وأكثر ما يميز هذه الحكاية عن غيرها ، أنها قصة حقيقية وواقع ملموس ، بل أن البطلة هي أول رواتها ، بدون أن يكون من أهدافها التفاخر بما حققته ، بل هي بساطتها المتطبعة فيها ، وطيبة قلبها.
الحكاية حكاية إمرأة نادرة ، والبطلة هي أمي ، تلك التي علمتني الكثير ولكن لم تعلمني أبدا كيف الحياة بعيدا عنها ، وكيف أتحكم في إشتياقي لقربها ، وكيف الصمود أمام مشاكلي بدون دعائها ، فتبقيني في مصيبة كبيرة إذا أرتحلت ، وأبقى أنتظر رجوعها كما كنت في سني الأولى ، أبكي وأستنجد بمن حولي علهم يأخذوني عندها.
أعادك الله بالسلامة إلي يا أمي..

إبنك/ حسام عابد أندجاني
10 ربيع الأول 1430هـ
7 مارس 2009م

 

HOSAM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
لأي, الأم, حكايه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اسطنبول .. لنا معك حكاية .. وأجمل حكاية - من مطاعم اسطنبول Restaurants Istanbul AL-MosBah بوابة تركيا 37 14-07-2019 03:21 AM
الى مسقط .. حكاية رحلة Amina Moosa بوابة سلطنة عمان 46 26-06-2016 01:06 PM

الساعة الآن 04:19 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO