بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله والحمدلله القائل في محكم التنزيل :
{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ }
صدق الله العظيم
والقائل على لسان موسى عليه الصلاة والسلام
( لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً )
والصلاة والسلام على خير المرسلين القائل : ( السفر قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه .
فإذا قضي أحدكم نهمته من سفره ، فليعجل الرجوع إلى أهله ) . رواه البخاري ومسلم
سنن ربما هجرها كثير من المسلمين الموحدين ونريد نشرها وتذكير الناس بها لعلنا نكون من المتبعين المهتدين اللهم آمين .
في مطوية ( آداب السفر ) فؤاد الشلهوب جزاه الله خير الجزاء ونفع بما كتب ولا حرمه أجر عمله اللهم آمين .
من آداب السفر :
توديع المسافر بالدعاء له ( فعن قزعة قال : قال لي ابن عمر : هلم أودعك كما ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم
( أستودع الله دينك ، وأمانتك ، وخواتيم أعمالك ) رواه أبو داود
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( أراد رجل سفراً ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أوصني ، قال :
( أوصيك بتقوى الله عز وجل ، والتكبير على كُل شرف ) فلما مضى قال ( اللهم أزوِ له الأرض ، وهون عليه السفر ) . رواه البغوي
كراهية الوحدة في السفر :
( قال عليه الصلاة والسلام لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ، ما سار راكب بليل وحده ) . رواه البخاري
دعاء السفر :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر، كبر ثلاثاً، ثم قال :
"سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. وإنا إلى ربنا لمنقلبون " ، اللهم ! إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ، ومن العمل
ما ترضى ، اللهم ! هون علينا سفرنا هذا، واطوِ عنا بعده ، اللهم ! أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم ! إني أعوذ
بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنظر ، وسوء المنقلب ، في المال والأهل " .
وإذا رجع قالهن ، وزاد فيهن " آيبون، تائبون ، عابدون ، لربنا حامدون ". رواه مسلم
من السنن المهجورة :
صلاة المسافر التطوع على المركوبة ( الطائرة .. أو السيارة .. أو القارب ) روى أبن عمر رضي الله عنهما قال : ( كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به يومئ إيماء ، صلاة الليل إلا الفرائض ، ويوتر على راحلته ) .
رواه البخاري ومسلم
فسيتحب للمسافر الاقتداء بالنبي الكريم على الصلاة والسلام والوتر على آلة السفر .
يوم الخميس :
عن كعب ابن مالك رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الخميس في غزوة تبوك وكان يحب أن يخرج
يوم الخميس ) . رواه البخاري
وعن صخر الغامدي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اللهم بارك لأمتي في بكورها ) فيستحب السفر صباح الخميس .
أستحباب التأمير :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم ) رواه أبو داود
ولا يخفى على الجميع حكم سفر المرأة بدون محرم ؛ قال : عليه الصلاة والسلام ( لا يخلون رجل بأمرأة ولا تسافرن أمرأة إلا
ومعها محرم ) . رواه البخاري ومسلم
استحباب صلاة ركعتين في المسجد عند قدوم البلد .
من هديه عليه الصلاة والسلام إذا قدم من سفر أن يصلي ركعتين في المسجد قال كعب بن مالك رضي الله عنه : ( إن النبي صلى الله عليه
وسلم : كان إذا قدم من سفر ضحى دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس ) رواه البخاري ومسلم فهذه من السنن المهجورة .
أحكام هامة في السفر :
أهم الآداب في السفر هي الصلاة : الصلاة عمود الإسلام وركنه الأعظم بعد الشهادتين ،صلة بين العبد و ربه عز وجل ،
جاءت النصوص مبينة لفضلها ومكانتها مما يطول الكلام عنه وليس مرادنا هنا .
والصلاة برغم أهميتها الكبرى جاءت الشريعة بتخفيف بعض أحكامها في أحوال معينة تيسيراً على العباد ورفعاً للحرج عنهم ، ومن تلك الأحوال
حال السفر إذ السفر مظنة المشقة ، هذه جملة من أحكام الصلاة للمسافر وهي على شكل سؤال وجواب لتسهيل القراءة وثبات
المعلومة إن شاء الله ...
لنتأمل سوياً كيف يراعي ديننا الإسلامي الحنيف المسلم في سائر أحواله فما أعظمه من دين وما أسماها من أحكام وهي من فتاوي الشيخ
محمد بن عثيمين رحمه الله ...
حكم الآذان في السفر :
هذه المسألة محل خلاف ، والصواب وجوب الأذان على المسافرين ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمالك بن الحويرث وصحبه :
( إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ) وهم وافدون على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسافرون إلى أهليهم ، ولأن النبي صلى الله عليه
وسلم لم يدع الأذان ولا الإقامة حضراً ولا سفراً ، فكان يؤذن في أسفاره ويأمر بلال رضي الله عنه أن يؤذن .
من جهل القبلة أولم يجد ماء هل يؤخر الصلاة ؟
الصلاة يجب أن تؤدي وتفعل في وقتها لقوله تعالى :
( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً )
وإذا وجب أن تفعل في وقتها فإنه يجب على المرء أن يقوم بما يجب فيها بحسب المستطاع لقوله تعالى :
( فاتقوا الله ما استطعتم )
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين : ( صلِ قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب) .
ولأن الله عز وجل أمرنا بإقامة الصلاة حتى في حال الحرب والقتال ولو كان تأخير الصلاة عن وقتها جائزاً لمن عجز عن القيام بما يجب فيها
من شروط وأركان وواجبات ما أوجب الله تعالى الصلاة في حال الحرب .
مقدار المسافة التي يقصر فيها الصلاة :
المسافة التي تقصر فيها الصلاة حددها بعض العلماء بنحو ثلاثة وثمانين كيلو متراً وحددها بعض العلماء بما جرى به العرف أنه سفر
وان لم يبلغ ثمانين كيلو متراً وما قال الناس عنه : إنه ليس بسفر فليس بسفر ولو بلغ مائة كيلو متر .
وهذا الأخير هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ، رحمه الله ، وذلك لأن الله تعالى لم يحدد مسافة معينة لجواز القصر وكذلك النبي صلى الله
عليه وسلم لم يحدد مسافة معينة لجواز القصر .
وقال أنس بن مالك – رضي الله عنه : (( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج ثلاثة أميال أو فراسخ قصر الصلاة وصلى ركعتين )) .
وقول شيخ الإسلام ابن تيميه ، رحمه الله ، أقرب إلى الصواب ، ولا حرج عند اختلاف العرف فيه أن يأخذ الإنسان بالقول بالتحديد لأنه قال
به بعض الأئمة والعلماء المجتهدين فليس عليهم به بأس إن شاء الله تعالى أما مادام الأمر منضبطاً فالرجوع إلى العرف هو الصواب .
متى يترخص المسافر برخص السفر :
ذكر العلماء - رحمهم الله - انه لا يشترط لفعل القصر والجمع ، حيث أبيح فعلهما ، أن يغيب الإنسان عن البلد بل متى خرج من سور البلد
جاز له ذلك ، وتبدأ أحكام السفر إذا فارق المسافر وطنه وخرج من عامر قريته أو مدينته وإن كان يشاهدها ، ولا يحل الجمع بين الصلاتين
حتى يغادر البلد إلا أن يخاف أن لا يتيسر له صلاة الثانية أثناء سفره .
رخص السفر :
1- صلاة الرباعية ركعتين .
2- الفطر في رمضان ويقضيه عدة من أيام أخر .
3- المسح على الخفين ثلاثة أيام بلياليها ابتداء من أول مسح .
4- سقوط المطالبة براتبة الظهر والمغرب والعشاء أما راتبة الفجر وبقية النوافل فإنها باقية على مشروعيتها واستحبابها .
5- الجمع بين الصلاتين اللتين يجمع بعضهما إلى بعض وهما الظهر والعصر أو المغرب والعشاء ولا يجوز تأخير المجموعتين
عن وقت الخيرة منهما فلا يجوز تأخير الظهر والعصر المجموعتين إلى غروب الشمس ولا تأخير المغرب والعشاء
المجموعتين إلى ما بعد نصف الليل .
من كان سفره دائماً هل يترخص برخص السفر ؟
قصر الصلاة متعلق بالسفر فما دام الإنسان مسافراً فإنه يشرع له قصر الصلاة سواء كان سفره نادراً أم دائماً إذا كان له
وطن يأوي إليه ويعرف أنه وطنه .
إقامة المسافر في بلد غير بلده الأصلي ( بنية الاستيطان ) :
أن يقيم إقامة استيطان بحيث ينتقل عن بلده الأصلي انتقالاً كاملاً فحكم هذا حكم المستوطنين الأصليين .
في كل شيء لا يترخص رخص السفر في هذا البلد الذي انتقل إليه بل يترخص إذا سافر منه ولو إلى بلده الأصلي كما لو كان بلده
الأصلي مكة فانتقل للسكنى في المدينة فإنه يعتبر في المدينة كأهلها الأصليين فلو سافر إلى مكة للعمرة أو الحج أو طلب العلم
أو زيارة قريب أو تجارة أو غيرها فحكمه في مكة حكم المسافرين وإن كان قد تزوج فيها من قبل وتأهل كما فعل النبي صلى الله عليه
وسلم في مكة في غزوة الفتح وحجة الوداع مع أنه قد تزوج في مكة وتأهل فيها من قبل .
هل تسقط الجماعة عن المسافر ؟
لا تسقط صلاة الجماعة عن المسافر لأن الله تعالى أمر بها في حال القتال فقال :
( وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك )
( النساء الآية :102) .
وعلى هذا فإذا كان المسافر في بلد غير بلده وجب عليه أن يحضر الجماعة في المسجد إذا سمع النداء إلا أن يكون بعيداَ أو يخاف فوت
رفقته لعموم الأدلة الدالة على وجوب صلاة الجماعة على من سمع النداء أو الإقامة .
عدد ركعات صلاة السفر :
صلاة المسافر ركعتان من حين أن يخرج من بلده إلى أن يرجع إليه لقول عائشة رضي الله عنها : (( أول ما فرضت الصلاة فرضت ركعتين فأقرت صلاة السفر وأتمت صلاة الحضر )) .
وفي رواية (( وزيد في صلاة الحضر)) وقال أنس بن مالك رضي الله عنه : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة
فصلى ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة )) .
إذا صلى المسافر خلف إمام يتم :
إذا كنت في بلد تسمع النداء فيه فعليك أن تجيب النداء وإذا صليت مع الإمام لزمك الإتمام لعموم قوله صلى الله عليه وسلم (( ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا )) .
ولقوله صلى الله عليه وسلم : (( إنما جعل الإمام ليؤتم به )) .
ولأن ابن عباس رضي الله عنهما سئل : عن الرجل إذا كان مسافر وصلى مع الإمام يصلي أربعاَ وإذا كان وحده يقصر ؟
قال : تلك هي السنة فإذا سمعت النداء فأجب وأتم مع الإمام فلو صليت معه ركعتين وسلم فإن عليك أن تتم الركعتين الباقيتين .
ولكن لو أنك لم تسمع النداء أو كنت في مكان ناء عن المساجد أو فأتتك الجماعة فإنك تصلي ركعتين ما دمت في البلد الذي سافرت إليه بنية الرجوع إلى بلدك .
إمامة المسافر للمقيم :
يجوز للمسافر أن يكون إماماً للمقيمين ، وإذا سلم يقوم المقيمون فيتمون الصلاة بعده ولكن ينبغي للمسافر الذي أم المقيمين أن يخبرهم قبل الصلاة فيقول
لهم إنا مسافرون فإذا سلمنا فأتموا صلاتكم ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بمكة عام الفتح وقال لهم : ( أتموا يا أهل مكة فإنا قوم سفر )
فكان يصلي بهم ركعتين وهم يتمون بعده .
" اللهم اجعلنا متبعين غير مبتدعين واجعلنا من المتمسكين بسنن نبينا الكريم
اللهم آمين "