09-12-2017, 05:00 PM
|
#37 |
مسافر مبدع
تاريخ التسجيل : Mar 2016 رقم العضوية : 8504 الجنس : ذكر المشاركات : 1,206 | 35- موقع اوذنة الروماني يقع موقع اوذنة Uthina على المناطق الحدودية بين ولايتي زغوان جنوبا و بن عروس شمالا. قديما على الطريق الرومانية التي تصل قرطاج بتبوربومايوس (هنشير قصبة الموجودة قرب الفحص) مرورا بمكسولا Maxula (رادس حاليّا) وبمستعمرة أخرى اندثرت اليوم تدعى كانوبيس (canopis)، على بعد حوالي ثلاثين كيلومتر من الناحية الجنوبيّة الغربيّة لمدينة تونس.
يهيمن الموقع على سهل بالغ الجمال يمتدّ بين جبل الـرصاص وجبل بوقرنين ووادي مليان. يمكن الوصول للموقع عبر:
انت مدينة أوذنة القديمة (أوتينا) إحدى أهم المدن بالمقاطعة الرومانية الافريقية. وتشهد على هذه الأهمية، مساحة الموقع، وثراء حليته المعلمية، وزينته ورخاء وكثرة منازله الخاصة.
للمدينة أصول تعود إلى ما قبل عهد الرومان, فقد كانت المدينة, قرية بربرية – بونية وحصلت على رتبة مستوطنة عن الامبراطور أغسطس والذي أسكن فيها قدماء الجنود المحالين على المعاش من الكتيبة XIII وبالتالي أصبحت تحمل التسمية الرسمية التالية: (Tertiadecimorum Uthina)Colonia Julia pietas)) ويعتبرها بلينيوس الأكبر (القرن Iم) في كتابة " التاريخ الطبيعي" من أقدم المستوطنات بإفريقيا. وعرفت نموّا ورخاءا خلال القرنين الثاني و الثالث ميلاديين، وإلى هذه الفترة يرجع بناء أغلب معالمها الكبرى.
يبدو أنّ تأسيسها يعود إلى العهد اللوبيّ (أو البربري) كما يدلّ عليه اسم المكان. وشاءت تقلبات التاريخ أن تصبح بونيّة ثم رومانية قبل سيطرة الونداليين والبيزنطيين عليها لفترة قصيرة – حوالي قرن في كلّ مرّة – وقبل تقهقرها النهائي بعد الفتح العربيّ في القرن السابع.
تبدأ الفترة الرّومانية بعهد الإمبراطور أوغوسطوس «Auguste» إذ أنّ تأسيسها الفعلي بالإسم الذّي نعرفه أي أوتينا يرجع إلى هذا العهد. وقـــد حصلت منطقة اوذنة على رتبة مسـتوطنة رومـانيـة من طرف الامبراطور أغسطس والذي أسكن فيها قدماء الجنود المحـالين على المعاش من الكـتيبة للجيش الروماني XIIIوبـــالتالي أصبحت تحمل التسمية الرسمية التاليــة ( Tertiadecimorum Uthina/Colonia Julia Pietas) .
أمّا المراجع التي تدلّنا على إنشاء هذه المستعمرة الرّومانية فهي أوّلا تاريخيّة، وتتمثل في مدوّنة الكاتب الرّوماني بلين «Pline l’ancien» الذي صنفها من بين أقدم المستعمرات السّت التي أحدثت بإفريقيا، وهي سيرتا «Cirta» وسيكّا «Sicca» قرطاج «Carthago» مكسولا «Maxula» أوتينا «Uthina» تبربي «Tuburbi». وثانيا أثرية وتتمثّل في نصّ لاتيني كتب فوق لوحة من المرمر اكتشفت بمنزل روماني يدعى منزل سالونان « Maison de Salonin » وقد تمّ حفره منذ سنة 1896. إلى جانب هذين المرجعين تم العثور سنة 134 بعد المسيح على نقيشة فوق المسرح الجمهوري بروما تصف لنا مدينة أوتـينا الــتي تــمّ تكـريمها وتكبـيرها بفضل العناية الــتي أولاها لهـا الإمبراطــور هادرييانوس «Harien» (711-831).
كانت مدينة أوذنة القديمة (أوتينا) إحدى أهم المدن بالمقاطعة الرومانية الافريقية. وتشهد على هذه الأهمية، مساحة الموقع، وثراء حليته المعلمية، وزينته ورخاء وكثرة منازله الخاصة. وقد عرفت نموّا ورخاءا خلال القرنين الثاني والثالث ميلاديين، حيث يرجع بناء أغلب معالمها الكبرى.
يمتدّ الموقع الاثري على مئات الهكتارات، تمثله بنايات مهيبة تعود إلى العهد الروماني نذكر منها الكابتول، وهو أكبر ما شيّد في أفريكا القديمة، ومجموعتين من المعالم المائية الضخمة كالحمّامات عموميّة كبيرة وأخرى صغيرة للخواصّ، والمواجل، وآثار لمنازل كانت ملكا لبعض الأشراف، ومدرّج مطمور جزئيا تحت الأرض كان يتّسع في الأصل لأكثر من 10.000 متفرّج.
وقد سمحت العديد من الحفريّات منذ أواخر القرن التاسع عشر بإجلاء عدد كبير من اللقى التي تعود إلى العهود البونية والرومانيّة والعربيّة. وبعد أن اعتبر موقع أوذنة منتزها أثريّا، دخل حاليّا في طور التهيئة حتى يتمّ تزويده بالبنى التحتيّة والتجهيزات المناسبة ليصبح قطبا سياحيا حقيقيا.
يعتبر الكابيتول أكبر معبد بشمال إفريقيا الرومانية إذا ما آستثنينا كابيتول قرطاج الذي يوجد جزء هام من بقاياه تحت كاتدرائيّة قرطاج l’Acropolium حاليّا.
وقد مكّنت الحفريات من اكتشاف جزء من نقيشة لاتينيّة كتب عليها كلمة أوبتيمو (OPTIMO) وقد خوّلت إزالة الأتربة التي كانت تغمر جلّ جوانب المعلم من الإستنتاج التالي : إنّ هذا الكابيتول يحتوي على ثـلاثـــة معـــابد كانت تكوّن في العهد الرّومــاني الثــالوث الكــابتــولي (La triade capitoline) وهي ترمز إلى إلاه الآلهة الرّومانية جوبيتار (Jupiter) وزوجته جينون(Junon) وآبنته مينارفة (Minerve). يتكوّن هذا المعبد الضخم في طابقه العلوي (الذي دمرّ) من القاعة التي كان يوجد بها تمثال الآلهة والقاعة المقدّسة المخصّصة للعبادة.
تبلغ مقاسات هذا المعلم 43x 27 م، وتحتوي واجهته الأماميّة على ستّة أعمدة يبلغ ارتفاعها مع القاعدة والتّاج حوالي ستّة عشر مترا، وهي من النّمط الكورنتي، ولبلوغها يجب صعود مدرج يضم 41 درجة مقسومة إلى مدرجين واستراحة. |
| |