يوم الإثنين
فهي رحلة إلى الطبيعة
متعة الطبيعة التي فيها التفكر في قدرة الله وجبروته ،
بعيداً عن الإزعاج و هروباً إلى الهدوء ..
كانت وجهتنا إلى منطقة تسمى خصب ،
وهي داخل الأراضي العمانية في اقصى شرق الجزيرة ..
تبعد عن دبي تقريبا ساعتان ، عن طريق المرور على الشارقة ثم عجمان ثم رأس الخيمة
، عبر شارع الإمارات ، نهاية الطريق تأخذ يمين إلى رأس الخيمة ،
رأس الخيمة تفتقر ببنيتها التحتية ، فما زالت لم تنهض كباقي بعض الإمارات .. !!
حيث تبدأ المعاناة مع مزاحمة الشاحنات بين الإشارات الضوئية وضيق الطرق الداخلية ،
تأتي مصانع عن اليمين والشمال كالأسمنت والحجر ، وأيضا سيأتي الميناء البحري ، ومناطق صناعية.
بعد رأس الخيمة تبدأ التضاريس
تتغير من جبال رملية إلى جبال صخرية وعرة مرتفعة ، تشبه جبال مكة ولكن تختلف بلونها الفاتح ..
واصلنا المسير إلى أن وصلنا لبعض القرى الصغيرة ، فترى الماعز والبقر في وسط الطريق
تحت ظل الشجر.. تابعنا اللوحة التي تشير إلى المعبر الحدودي مع سلطنة عمان الشقيقة ،
وصلنا جمارك الحدود ، وكان بسيط جداً ، والغريب أنه توجد تحذيرات بمنع التصوير..!!
نزلت من السيارة ودخلت لمبنى الجوازات في القسم الإماراتي ، لا يوجد زحمة أبداً ،
الموظفين محترمين جداً ، وبشوشين ، ويحاول يقدم لك الخدمة بأفضل ما عنده.. تم
الإنتهاء والخروج من القسم الإماراتي والدخول إلى القسم العماني ، ثم تأمين المركبة
بمائة درهم إماراتي، ثم الجوازات.
تم الدخول للأراضي العمانية متجهين إلى منطقة خصب ،تبعد تقريباً أربعين كيلو ، على
طريق متعرج على حدود الساحل وبمحاذاة الجبال .. على اليمين جبال شامخة صخرية
وعرة ، تدل على الجبار جل جلاله ، ومن اليسار ساحل هاديء جميل يدل على الباريء
المصور سبحانه وتعالى.
الطريق جديد وآمن ،يمر على بعض القرى الصغيرة جداً ..
فندق توليب إن وهو أفخم فندق هناك ،يكثر فيه السواح الأجانب.
بعض الآثار القديمة. يتخلل الطريق بعض الشواطيء المهيأة لتوقف والنزول.
وبعدها وصلنا إلى خصب ،وتجولنا بداخلها ،
يسكن في المنطقة جماعة من الكمازرة ،حيث لهم لغة خاصة بهم ، وهي مزيج من العربية
والفارسية والهندية والإنجليزية ،وهي لغة تنطق ولاتكتب. وهم منتشرين في عدة مناطق
مثل عجمان ورأس الخيمة وغيرها.
سكانها يشتغلون في الصيد أو مع السواح في تنظيم الرحلات البحرية.
كما يوجد فيها مجمع اللولو ، وأيضا توجد قلعة أثرية.
مضيق هرمز يبعد عن المنطقة بالقارب تقريبا من ساعة ونصف على حسب سرعة القارب.
يوجد فيها ميناء ، كما يوجد عبارات تحمل السيارة وتنقلك إلى مسقط ، حيث تستغرق
الرحلة حوالي من أربع ساعات ونصف إلى خمس ساعات. كما يوجد بها مطار جوي.
يكثر فيها المكاتب السياحية التي تنظم رحلات مع مجموعات أو خاصة ،أسعرها تبدأ تقريباً
من ٢٠٠ درهم وزيادة على حسب البرنامج وعلى الشخص الواحد.
على حسب علمي أنه يوجد فندقين غير توليب إن ،ومستواهم عادي.
توجد قرى كثيرة متناثرة على الجبال بمحاذاة الشاطيء، أهلها يعملون في الصيد، ولا تصل
إليهم إلا عن طريق القارب لشدة وعورة الجبال. فوسيلة التنقل الوحيدة عن طريق القارب
، فأبنائهم يذهبون للمدرسة عن طريق القارب بشكل أسبوعي تقريبا ،فعند موسم سقوط
الرطب، أي فصل الصيف لا يستطيعو الجلوس في قراهم لشدته ،فيذهبون إلى خصب حتى
نهاية الصيف ثم يعودوا إلى قراهم.
يكثر السواح الأجانب في الشتاء وينظم لهم رحلات لبعض الشواطي التي لاتصل إليها إلا
بالقارب ، فيتم تنظيم مخيم لهم في تلك الشواطيء..كما يزاولون رياضة الغوص والسباحة.
بعد أن أخذت جولة في المنطقة ذهبت إلى مكتب سياحي لآخذ برنامج سياحي خاص ، من
دون مجموعات. كانت تشير الساعة إلى الثانية عشر ظهرا، فقال المكتب الآن الوقت
متأخر لأن أكثر البرامج السياحية تبدأ من الصباح ، حاولت معه بأني أريد جولة خاصة
وليست مع مجموعات ،فقال لا أستطيع أن أرتب لك برنامج ،لكن أبحث بمكاتب أخرى ربما
تحصل على من يؤمن لك برنامج.
فسألته عن مكان انطلاق القارب ،فدلني عليه ،ثم ذهبت إلى المرسى على حسب وصفه
،فرأيت شخص صاحب قارب من أهل المنطقة وتفاوضت معه مباشرة دون مكتب وسيط
بأن نأخذ جولة على جميع المعالم بأقل وقت، لأن الأطفال يتمللون بسرعة لأن القارب يحدهم من كثرة الحركة ،
واتفقنا بأن الجولة تأخذ تقريبا ساعتان، بسعر مائتان وخمسون درهم ،الحمدلله توفقت
بشخص يمتلك معلومات عن المنطقة لأنه من أهل خصب.
المنطقة السياحية هي عبارة عن خور، أي مضيق مائي يحيط به جبال عالية جدا..
يتوسطها جزر حجرية.
يكثر فيها الدلافين وفي الأغلب تراهم في الصباح ،مع العلم أن السائح الأجنبي يحرص على أن يرى
الدلافين ، وفي معتقداتهم بأنه إذا رأى الدلافين يعني أنه ذو حظ سعيد ، لدرجة أن يزيد
أجرة المرشد صاحب القارب على المتفق عليه من المال مقابل الفرحة التي هو فيها ..!!
وضعت الدولة قوانين صارمة على من يصطاد الدلافين ولو بالخطأ ، فتوجد غرامة تصل
إلى خمسين ألف درهم ويصادر القارب ،هذا الذي فهمته من أهل البلد.
يركزون الأجانب على جزيرة تعرف بأسم تلغراف ،وهو إسم أطلقه المستعمر في أيام الحرب
العالمية ،حيث كان يستخدمها للعسكر والجنود حتى هاجر منها ، فسكان المنطقة يعرفونها
بأسم آخر لا أذكره ،فيحرصون الأجانب على زيارة هذه الجزيرة والتوقف عندها والتصوير
وأحيانا السباحة ، مع العلم أن الدولة وضعت قوانين بأن لا يأخذ أي شيء من المنطقة
بتاتا.
يكثر السواح الأجانب في الشتاء وينظم لهم رحلات لبعض الشواطي التي لاتصل إليها إلا
بالقارب ، فيتم تنظيم مخيم لهم في تلك الشواطيء..كما يزاولون رياضة الغوص والسباحة.
يستخدم الصيادين فجوات الجبال التى على البحر كمستودع لهم ،يخزن به مايخصه من
شبك وغيرها.
فأخذنا جولة على الأماكن الجميلة ،ورأينا سرب الطيور يحلق في السماء ،ورأينا سرب
الأسماك يسبح في البحار ، ورأينا الدلافين تلعب في الخور ،
ورأينا صفاوة الماء كيف أنه نظيف وصافي ومناسب جداً لسباحة ،رأينا تشكيلة الجبال
وكأنها لوحة فنية ، سبحان الله.
توجد صخرة شكلها كالسمكة سبحان الله ،وتعرف بين الصيادين بجبل السمكة
سبحان الله
انتهت جولتنا تقريبا الساعة الثالثة والنصف ، ثم العودة إلى دبي على نفس الطريق الذي
أتينا منه ،وكانت خطتنا أن نصل إلى دبي قبل المغرب ، العودة كانت مثل الذهاب ولكن
الفرق بأنه يوجد تفتيش في القسم الإماراتي ، وتطبيق نسائي.
تابعنا المسير على نفس طريق الذهاب ،
الماعز يوجد بكثرة عندهم ، تراه في كل مكان ،لدرجة أن الدولة تعطي غرامات على
السايب من البهيمة ويصادر في حوش عند البلدية ..!
وصلنا إلى دبي الساعة السادسة والنصف بعد العصر تقريبا ،
توجهنا إلى مطعم قيصر في منطقة القصيص لتناول طعام الغداء ، يغلب عليه الطابع
الهندي والإيراني ،مع وجود جميع أصناف الطعام ،نوعية الطعام جيدة ، ولكن لا تناسب
السعر المبالغ فيه. الديكور ممتاز والنظافة أيضا.
خرجنا من المطعم وتوجهنا إلى الشقة حيث كانت قريبة، ريحنا وصلينا في الشقة ،
وبعد ساعة خرجنا إلى مجمع صحارى الذي يقع في منطقة الشارقة ،
كانت الساعة نشير إلى الثامنة والنصف ،حيث بدأت المحلات بالإغلاق لأن المجمع يغلق الساعة التاسعة مساءا.
خرجنا من المجمع واتجهنا إلى ديرة في دبي ، فنزلنا في محل كبير لتسوق ،وبعدها اتجهنا
إلى الشقة الساعة الحادي عشر والنصف تقريبا لينتهي هذا اليوم .
وإلى يوم آخر ان شاء الله ..
.