17-09-2015, 11:39 AM
|
#3 |
عضو قدير
تاريخ التسجيل : Dec 2014 رقم العضوية : 732 الجنس : انثى المشاركات : 1,600 أوسـمـة: Deena |
كل الاوسمة:2 (more»)
| | اعتذر بشدة عن طول الغياب وأعدكم بأن اكمل الموضوع بأسرع ما يمكن ان شاء الله ..
انتهينا عند نهاية اليوم الثاني، والذي عزمت بمجرد استيقاظي فجر اليوم التالي أن أتخلص من كل تأثيراته السلبية.. وكانت أولى الخطوات لإنجاز ذلك، التغاضي عن إفطار الفندق الذي كان أحد أسباب إحباطي ومن ثم الذهاب وحدي إلى العمل دون انتظار الزملاء الأعزاء أصحاب نظرية "الدنيا مش طايرة" ...
ولأننا اتفقنا على أن نبدأ يومنا في التاسعة، انطلقت في الثامنة تماماً لجولة سريعة في المنطقة قبل التوجه إلى العمل. أحرص عندما أسافر على ممارسة رياضة المشي التي يحرمنا منها نظام الشوارع في بلدي .. فالأرصفة نادرة الوجود، وعندما توجد، فهي إما مزدحمة بالبسطات والباعة، أو بالسيارات التي آثر أصحابها ركنها على الرصيف، أو بالأشجار التي تعمي العيون بأغصانها..
واستغلالا لتلك الفرصة النادرة، سرت في مربع كبير حول محطة تيرميني عودة إلى الفندق من جديد، ورأيت العديد من الأشخاص يحملون البروشورات ويقتربون من السياح ليعرضوا عليهم رحلات الباص السياحي hop-on-hop-off. قررت التعرف إلى عروضهم مبكراً لأستغل وقتي جيداً بعد العمل، وكان المندوب البنغالي لشركة GLT - غرين لاين تورز قد بذل جهداُ كبيرا في محاولة إقناعي وتعاطفت معه صراحة .. بالرغم أنني ربما كنت سأختار شركته دون تعاطف أصلا، فالمسار جيد والسعر ممتاز..
اتفقت معه على شراء التذكرة بعد انتهائي من العمل فوراً، فصلاحيتها الزمنية 24 ساعة تبدأ من موعد الشراء، ولهذا لم أرغب بتفويت وقت ثمين منها .. وكان سعرها مشجعاً فهي بسعر 20 يورو يمكن استخدامها لأي عدد من المرات خلال 24 ساعة، تهبط وتصعد فيها عند أي موقف من مواقف الشركة قدر ما تشاء... .gif)
وهنا توجهت إلى العمل متفائلة بيوم جديد جميل. صحيح أن الزملاء وصلوا في العاشرة والنصف، مدّعين بأنهم اعتقدوا أن موعدنا في العاشرة (والنصف ساعة ضمن إطار التأخير الطبيعي) .. ولكنني لم أحفل بهم هذه المرة، فهو في الواقع عملهم وانا هنا لمساعدتهم وحسب..
في استراحة الغداء المبكرة (12 ظهرا) ذهبت إلى أحد مطاعم البيتزا القريبة.. وطلبت بالطبع بيتزا نباتية أخرى .. تعويضاً عن الإفطار والغداء لأنني أردت ركوب الباص فور انتهائي من العمل. استمعت بعد عودتي إلى تعليقات الزملاء والزميلات عن مشيتي السريعة ، وانهم "لم يروا في حياتهم سيدة تسير بتلك السرعة" ... اذكروا الله يا جماعة. اذكروا الله ...
تذكرت هذا الموقف وتلك العبارات بعد أقل من أسبوع، حيث سافرت مرة أخرى إلى لاتفيا، كما ذكرت في بداية الموضوع، وأخبرني الزملاء هناك (يعملون في نفس الدائرة مع زملاء رحلة إيطاليا ولكنهم من قسم آخر) أنهم سمعوا عني أشياء كثيرة .. كان منها الصحيح ومنها ما فيه مبالغة.. كسرعة الحركة والمشي لمسافات طويلة والتجول وحدي دون خوف، والنتيجة أنني أمضيت وقتي في لاتفيا بين المستشفى ومخفر الشرطة كانت من المرات التي شعرت فيها بأن الحسد والعين موجودان حولي رغم إيماني سابقاً بوجودهما - بعيداً عني .. !
بعد انتهاء العمل كنت مستعدة تماماً للجولة السياحية، فتوجهت إلى كشك جرين لاين تورز وسألت عن الموظف البنغالي، كما أوصاني، فهم على ما يبدو يحصلون على عمولة عن كل تذكرة. تبدأ الرحلة في الرابعة، وبهذا كنت أول من يصل إلى الباص وركبت المقعد المرموق - الصف الأول في الطابق العلوي من الباص. لم أركب هذا المقعد من قبل وكنت أعتقد أنه الأفضل -وهو كذلك بالفعل- لولا أنه أثار خوفي في بعض الأحيان نظراً لحركة الباص الضخم قريبا جدا من المشاة والسيارات والمباني .. وهو ما يتضح تماماً عندما تجلس أمام الحاجز الزجاجي دون فواصل... 
موقع توقف الباص في بداية رحلته مقابل محطة تيرميني تماماً.. وهذه الصورة من مقعدي في الباص 
ممنوع تناول الطعام والمشروبات في الباص طبعا، وهناك سماعات للاستماع إلى الشرح بعدة لغات "لم استعمله" ويوجد على متن الباص إنترنت مجاني ..
وفي الرابعة تماماً، انطلق الباص متجهاً في رحلته حسب الخريطة .. وبنفس ترتيب المحطات الوارد عليها .. انا اخترت الخط الأخضر فقط وهو ما سأزوره اليوم .. فكونوا معي  توقيع : Deena | "فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفّني مسلماً وألحقني بالصالحين"
|
التعديل الأخير تم بواسطة Deena ; 17-09-2015 الساعة 11:46 AM |
| |