ألف شكر لك أخي أبو عبدالله على عرض تجربتك في البحث عن فندق مناسب لمتطلباتك الشخصية عبر موقع بوكنج.

أظن أن مرحلة البحث هذه من أجمل مراحل الإعداد للسفر وأكثرها تشويقًا والنجاح فيها يشعرك بالإنجاز وكأنك اجتزت الثانوية العامة مرة أخرى

أنا مثلك لابد أن أبحث وأقرأ تقييمات النزلاء كي أحدد الفندق المناسب ولكن التقييمات ليست المعيار الوحيد، فالسعر يهمني كذلك. أما عدد النجوم فليس مهمًا كثيرًا ففي أحيان كثيرة تجد أماكن جيدة من فئة 3 نجوم أو حتى نجمتين. وبالفعل توجد بعض الفنادق المرموقة في حالة سيئة من الإهمال ولكن لا يجب أن ننسى الأحوال السياسية والاقتصادية في السنوات السبع الماضية وكيف أثرت على السياحة في مصر. ربما الأمر أفضل الآن من ذي قبل..

بصراحة استغربت أنك خلال البحث لم تجد غرفة ثلاثية لبالغين وطفل! ما أعرفه أن أغلب الفنادق توفر سرير للطفل إلا إذا كانت الغرفة ضيقة جدًا. كما توجد فنادق تقييماتها جيدة جدًا مثل سوفيتيل الجزيرة وفيرمونت نايل ستي وكمبنسكي والشيراتون. ومن الفنادق 4 نجوم الجيدة فندق نوفوتيل البرج وفندق شتجنبيرجر التحرير.

ونعود إلى مسألة تقييمات النزلاء.. الحقيقة أن رضا الناس صعب لأن تطلعاتهم مختلفة وخلفياتهم مختلفة وما يعجبني قد لا يعجب غيري والعكس صحيح. بالنسبة لي حين أقيم الفندق من خلال تقييم النزلاء أحاول بقدر المستطاع عدم الالتفات إلى التقييمات المتحيزة إلى فكرة معينة ضد المكان لسبب شخصي أكثر منه بسبب مشكلة في الفندق نفسه وهذا يكون واضحًا في مفردات النزيل وأسلوبه. وأعطيك مثل، أحد الفنادق التي أقمت بها تقييم النزلاء له ممتاز قبل أن أسكنه وبعد أن سكنته ولكني لا أفكر أبدًا في الإقامة به مرة أخرى لأني واجهت مشكلة مع العاملين هناك ولأن شيء ما لم يعجبني في الغرفة. رأيي هذا قد يؤثر فيك وفي غيرك رغم أنكم لا تعرفون الفندق ولم تسكنوا فيه. وربما لو أقمت أنت به تستغرب عن سبب تقييمي غير الجيد للفندق. لأننا بكل بساطة متحيزون لما نحب أو ضد ما نكره. وعليه فلا يجب أن ننقل تجارب غيرنا السيئة أو حتى الجيدة قبل أن نجرب بأنفسنا.

وهذا ينطبق على مصر نفسها فأنت لم تزرها من قبل ومتخوف من عدم النظافة ومن النصب ومن الأمن وتظن أنك يجب أن تكون فهلوي وذيب كي تستطيع النفاذ بجلدك ممن يريد أن يخدعك أو ينغص عليك بهجة إجازتك. نصيحتي لأي مسافر لأول مرة أن يرمي كل تجارب الآخرين الفاشلة خلفه ويجرب تجربته هو بتجرد وبدون تحيز وآراء مسبقة.

وصدقني الكثير من المشاكل التي يتعرض لها السياح في القاهرة هم السبب فيها إما بسبب عدم الإنتباه أو لأنهم يصدقون كل ما يقال لهم أو لأنهم يبحثون عن الأرخص. مثلًا أثناء الحجز عبر بوكينج لا ينتبه النزيل أن الموقع لا يضع مبلغ الضرائب والخدمة ضمن سعر الغرفة وعندما يصل الفندق يتفأجا بأن السعر مختلف وقد تحدث بينه وبين العاملين في الفندق مشادة. وهناك شباب يبحثون عن السكن الرخيص في شقق شبابية كما يسمونها مما يعرضهم لمخاطر السرقة أو النصب وهنا لا يلومون إلا أنفسهم. في رأيي أن العوائل هي أقل الفئات التي تتعرض لمشاكل لأنهم كعائلة يبحثون عن المتعة البريئة المتاحة في كل الأماكن التي ترتادها العوائل المصرية من حدائق ومتنزهات ومسارح ومولات فلا خوف عليهم. أما في حال التعرض لمشكلة سواء مع الفندق أو في أي مكان سياحي فما على السائح إلا الاتصال بشرطة السياحة وهذا رقمهم 126.

آسفة جدًا على الإطالة والرأي المتحيز لمصر ولكن الحديث في هذا الأمر يطول.

ملاحظة بسيطة خطرت لي الآن وهي أنك ربما استعجلت في الحجز وكان الأفضل أن تحجز بعد انتهاء الإجازة الصيفية وعودة الناس من الإجازات لأن الأسعار تبدأ في الانخفاض في شهر سبتمبر ولن تجد مشكلة في الحجز للإجازة الدراسية القادمة.
أرجو لك التوفيق