X سُعداء بتواجدكم بيننا ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ، نأمل منكم زيارة صفحة شروط الإستخدام ، تفضلوا مشكورين بالتسجيل*** اضغط هنا *** لإثراء الجميع بخبراتكم السياحية
Loading...



عدد المعجبين134الاعجاب
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-11-2018, 07:29 AM   #1

خبير المغرب

الصورة الرمزية ساري أحمد
 
تاريخ التسجيل :  Jan 2015
رقم العضوية : 1142
الدولة : Morocco
الجنس : ذكر
المشاركات : 3,157



أوسـمـة: ساري أحمد

كل الاوسمة:2 (more»)
افتراضي


لا تزال تلك الحقول الخضراء تصلي في محاريب الذاكرة والخشوع يملأ رؤوس السنابل وانحناءة الشموخ تزيدك تسبيحاً وذكراً لله.
فالبساط الأخضر هذا لا يعدله شيء في نظر عشاق المغرب، وبالرغم من بوادر تزاحم المركبات أمامنا إلا إني أشرتُ على محمد بأن يسلك طريق ( حد السوالم) كي نصل إلى ( ليساسفة) دون زحام وصخب وضجيج فالمنظر هناك أشدُ خضرة وأقسى ضراوة على قلبي المتيم بحب هذا البلد.

سلكنا الطريق والغيوم كأنها البلور بل كالفيروز ترسم صورةً شاعرية محرضة لارتكاب ثورة عاطفية ومجزرة رومنسية.
عقلي الباطن يُشير إلي بالتوجه إلى شقتي و وضع الحقائب التي لا حاجة لها حالياً ومحمد يلح علي بالقدوم إلى منزلهم وبين شد وجذب آثرتُ التوجه معه إلى منزلهم الكبير، لكنه أخبرني بأنه لا يوجد أحد بالدار سواه لأن الأهل سافروا إلى " تاونات" ومن الصعب التوجه إليها مع هذهِ الأمطار وبعد عناء الرحلة، لكن بأسلوب " كريم" ونفسٍ طيبة أراد أن يضيفنا في الدار ويحتفي بنا.

قمت بتعبئة رصيدي للرقم المغربي الدائم – مكالمات وانترنت- وشراء شريحة جديدة للوالدة وذلك للتواصل والاطمئنان على الأوضاع في الوطن.
كانت الفكرة الأولى هي أن اتجه إلى " حمام الزياني" بالدار البيضاء لأغسل عناء السفر واستعد لصلاة الجمعة، لكن الكارثة كان الوقت في الأصل وقت دخول صلاة الجُمعة.
الشرع أعطانا رخصة السفر لكني في دواخل نفسي قلت سأصلي الجمعة وبعدها أرتاح من كل العناء والتعب.

بعد صلاة الجمعة اتجهتُ لشراء بعض المستلزمات الخفيفة البسيطة وطلبت من محمد مناولتي مفتاح السيارة كي اتعرف على وضعية صيانتها وما إلى ذلك.
لا شك لدي بأنها جديدة وليس بها عيوب ، لكن تفادياً لأي طارئ لا سمح الله وتدارك الوضع في حال رغبنا استبدالها من مكتب تأجير السيارات.


أمام منزل الأهل تجول بي الذاكرة وتشير البوصلة إلى ذلك المقعد الخشبي لصديقي " عزيز" رحمه الله وغفر له وتأخذني طائرة الذكرى لتحملني إلى بائعة النعناع وذلك المخبز الصغير لصديقنا " مصطفى".
تفاصيل صغيرة لها أثر كبير في النفس، وكأنها طوق نجاةٍ لغريق مثلي لا يرغب في مغادرة الماء وإن ضربت قدماه في العُمق.
كفكفت السماء أدمع المطر وتراقصت الطيور مجدداً فوق أغصان الشجيرات بحديقة المنزل، لدي الكثير من الرغبات والأمنيات لكن التعب وحده كان سيد الموقف.

غفوت حتى قُبيل صلاة المغرب واستيقظت من شدة برودة الجو وفاتني الحمام المغربي مجدداً بالرغم من وجود فرصة لكن المنطقة التي يقع بها الحمام تعتبر منطقة حيوية ، عليه فإن التوجه إلى هناك من بعد الساعة السادسة مساءً يعتبر مضيعةً للوقت نظراً لكثافة المركبات و المتسوقين.

وضعنا جدولاً مبسطاً كان كالتالي:

- سلا ( نصف يوم ).
- الرباط ( نصف يوم).

طبعاً قد لا يعلم البعض بأن الرباط و سلا متقاربتان جداً جداً ولا يفصل بينهم سوى نهر أو لنقل ضفة بسيطة.
لكن الحياة تختلف جذرياً بين المدينتين.
فالرباط عاصمة المغرب وقلبها النابض، فهي زاخرة بشتى أنواع الخدمات والمباني الحكومية ( وزارات – إدارات عمومية) وما إلى ذلك.

وكانت الوجهة التالية بعد " الرباط " هي مدينة فاس، تلك المدينة التاريخية التي بلغت من العمر عتياً، عمر المدينة الآن تقريباً 900 عام .
ومن فاس إلى " تاونات" المنطقة الجبلية.

كانت الترتيبات تُعبر عن رحلة بسيطة سريعة خاطفة، لنقل بأنها " نقاهة" وكسر روتين العمل فقط، الأمر الذي جعلنا نتأخر في مغادرة تاونات الأمطار والرياح الشديدة وجمال المنطقة ومياها العذبة من تلك الآبار النقية.
بعدما حان موعد العشاء قررنا الخروج إلى " morocco Mall" وبعد تداولات ومشاورات ونقاش استبدلت الخطة بـ “ Anfa Place” هو مركز تجاري أيضاً لكنه اصغر مساحة من " موركو مول".

محدثكم من أكبر معارضي تضييع الوقت في التسوق بهذهِ المراكز، ويجد لذة في الأسواق الشعبية.
لكن معشر النساء لا نستطيع أن نرفض لهم طلباً فيما يتعلق بهذهِ المراكز التجارية، فحزبهم يشكل أغلبية الحكومة وما أنا إلا مستشار قانوني في حكومتهم.

قلت لهم مازحاً : المحلات التجارية والماركات متشابهة في المركزين فلماذا يطول بكم الوقت وأنتم في هذه الدائرة المفرغة؟

لا نقاش ولا جدال هههههههههههههه، اسكت فالوضع الآن كغرفة العمليات لا تقاطعهم وإلا رأيت ما لا يحمد عقباه.

بعد انتهائنا من الجولة السريعة ( بالنسبة لهم ) البطيئة جداً على قلبي المسكين، قررت أم " مريم " بأن نلغي فكرة التوجه إلى الرباط و سلا ونتجه مباشرة إلى فاس ومنها إلى تاونات.

اعجبتني الفكرة ولم أبدِ اعتراضاً، لأني ضد الجولات السريعة الخاطفة والزيارات العائلية التي تكون قصيرة ومرهقة ، عدنا إلى منزل الأهل ولم نستغرق وقتاً طويلا للاستعداد ليوم غد حيث أن كل الحقائب تقريباً لم تفتح، لكن يلزمنا جمع حاجياتنا في حقيبة كبيرة على أقل تقدير كي نحملها معنا إلى " تاونات".

خرجنا صبيحة الغد متأخرين بعض الشيء من المنزل وكانت الطامة الكبرى بانتظارنا !
انهارت أحد القناطر المرورية وأدت إلى ارتباك بالسير أمامنا فاضطررنا للانتظار قرابة ساعة ونصف تقريباً في المنطقة الرابطة بين الطريق السريع من الدار البيضاء و الرباط.
وبعد مضي الساعة والنصف أحبط الجميع وتقلبت الأمزجة لكني أخبرتهم بأنه أمر الله ومكتوب علينا فلا حاجة للتأفف فإن " تاونات" لن تطير.


الطريق من الدار البيضاء إلى فاس يأخذ تقريباً قرابة الثلاث ساعات، وهنالك طريقان : الطريق الوطنية ( متعبة مرهقة طويلة) والطريق السريع وهو الأفضل والخدمات متوفرة بوفرة ( محطات ومطاعم وما إلى ذلك).

توقفنا في محطة الأداء الخاصة بمدينة ( بو زنيقة ) وهي مدينة ساحلية قريبة من الرباط وتعتبر وجهة صيفية مزدحمة والحمد لله لسنا بفصل الصيف .
بعد أن تناولنا غداءنا في المطعم المتاخم لمحطة الوقود قررنا وضع خطة للقيادة، تنص على أن يكون هنالك فترة استراحة لتبديل السائقين حالة التعب، ولقد تم الاتفاق مع النسيب بهذا الشأن ( تمهيداً لغفوةٍ بسيطة في السيارة) حيث شعرتُ بالنعاس أثناء قيادتي فآثرتُ عدم المغامرة بالمواصلة.

 

توقيع : ساري أحمد

تولعت بالمغرب وصابني (هبال)..!
مصيبة لا كتمت الشوق مصيبه..!
دارها البيضا مضرب الأمثال..!
في صخبها والصمت (كازا) عجيبه..!

ساري أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اوراق مبعثرة من كولشيستر وما حولها ( بريطانيا ) ابو عبدالله بوابة اللغات 22 20-09-2015 06:38 AM

الساعة الآن 11:04 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO