23-06-2020, 12:42 PM
|
#16 |
مسافر متميز
تاريخ التسجيل : Nov 2017 رقم العضوية : 16950 الجنس : ذكر المشاركات : 138 | بسم الله الرحمن الرحيم
أما بوسان فكانت مختلفة عن جيجو، مزدحمة مكتضة وأحد أهم ما لحظته في جيجو وكوريا عموماً هو أن غالب من أراهم هو من كبار السن بالكاد أذكر الأطفال، اللهم المدرسة التي كنت أمر بها قريباً من فندقي.
وصلت بوسان ظهراً من حسن حظي، إلا أني انتظرت الحافلات وقتاً أطول بسبب تعقيدات تطبيقات الحافلات وأخطاءها، وأحياناً أسهو فلا أدرك الحافلة التي يجب أن أركب فيها.
بعد ساعتين تقريباً بين الحافلات وانتظار الحافلات وصلت للشارع الرئيس وكان فندقي خلفه بشارعين تقريباً فمشيتُ قريبَ نصف كيلو وكانت الشمس نوعاً ما دافئة، كان الفندق الذي سكنته هناك موجوداً في الطابق التاسع أو الثامن في عمارة أسفلها مطعم كوري، صعدت فوجدت مدير الفندق وكان لطيفاً في أواخر الثلاثينات، عرفني بسريري وخزانتي الذينِ كانا في غرفة مشتركة خاصة للرجال، وبعد أن انتهى من الجولة قال لي : "هل أنت مسيحي؟".
استغربت جداً! ما الذي يريده هذا الرجل؟
فقلت له أعد كلامك، فقال : هل أنت سؤال آخر؟
عرفتُ أن إنجليزيته كإنجليزيتي فقلت : لا، شكراً.
بعد هذا اللقاء السريع وضعت الأمتعة ثم خرجتُ لأرى المطاعم وما يوجد حول الشارع، فتحت الخرائط ورحت أبحث عن مطعم سمك، فأخذني لمجمع تجاري كبير مخصص لبيع السمك الني! لحسن حظي أن بجانبه مطاعم تبيع السمك، دخلت المطعم وطلبت سمكة لا أعرفها إلا أن سعرها كان جيداً وشكلها كذلك ثم طعمها كان جيداً، إذا كنت تظن أن الكوريين لطفاء وأنهم سيصافحونك إذا مددت يدك إليهم فأنت مخطئ.
بعد الطعام انطلقت ابحث عن ستاربكس أو أي مقهى يبيعني الشاي الأخضر فلم أجد، حتى رأيت مخبزاً يخبز كعكة الجبن "جيزكيك" فدخلته ووجدت عندهم شاياً آخضر إلا أنه لم يعجبني كثيراً، لكن كعكة الجبن كانت لذيذة.
عدتُ إلى "بيت الشباب" في وقت متأخرٍ نسبياً فوجدتُ زوجين لطيفين جداً من تايوان، وبعد حوار حول خلافهم مع الصين تبين لي أنهما ليسا زوجين كما ظننت بل لم يكن أحدهما يعرف الآخر قبل اليوم، أخبراني أنهما سيصعدان ليشربا ويدخنا على السطح وطلبا مني مرافقتهما إلا إن ريبة الدعوة وغرابتها منعتني من قبول الدعوة، إضافة إلى أني لا أدخن ولا أشرب، ثم نمت
اليوم التالي
وبعد الاستيقاظ تعمدت كعادتي أن أصلي في البهو صليت في "غرفة المعيشة" لعل مسلماً يراني فيصلي معي، بعد أن طلعت الشمس خرجتُ إلى مقبرة "جنود الأمم المتحدة" نعم كما قرأت، نشاط غريب إلا أن ما فعلته في سيؤل فيما بعد أغرب وأغرب 😎 كانت المقبرة غريبةً بالنسبة لي حدائق وبحيرات وعناية بجمالها تفوق المعتاد، بدا لي أن العوائل تأتي لتتنزه هنا، كان كل شيء جميلاً، الزهور والأشجار والنوافير والبحيرات، كانت جنة بالنسبة لمقبرة، ثم زاد عجبي عندما رأيتُ الإوز والبط في بحيراتِها وظفافها، حتى طائر الَّقْلَق أظنني رأيتُه هناك، ثم وصلتُ إلى منطقة الضرائح فرأيت أعلاماً، وتحت كلِ علم جنود بلده، أمريكا وبريطانيا.... إلخ وعجبت لدول أعلمها موجودة لكن ليس لجنودها قبور، فقلت ربما لديهم علم أن جنود هذه الدول شاركوا لكن جثثهم ضائعة، العجيب أني رأيت علم تركيا، ورأيت عدداً من قبور الأتراك رُسِمَ عليها الهلال كما رسم الصليب على غيرها.
اشتدت الشمس ولم يعد هناك ما يستدعي البقاء فخرجت، أذكر أني بعد هذا التعب ذهبتُ إلى مطعم كوري تقليدي وكعادتي طلبت شاياً فقط وجلست جلسة طويلة حتى أخبرتني النادلة مرتين أن المطعم مزدحم وأن هناك من ينتظرني لأنصرف!
عدتُ إلى "بيت الشباب" فاستلقيت قليلاً ثم نمت دون أن أشعر.
اليوم التالي
يضيعُ في المواصلات نصف الوقت تقريباً، زرتُ اليوم معبداً وثنياً على جبل يطل على الشاطئ، ظننتُ الأمر ممتعاً فكان المعبدُ كئيباً بالنسبة لي (ربما أعجبتك الصور) المكان كان مزدحماً، إلا أن الطبيعة من ماء وشجر وزهور وصخور كانت تلطف الحال، لم ابق فيه كثيراً أردت الخروج سريعاً، لكن كلما تذكرت كم أمضيت في الحافلة لأصل إلى هنا قررت أن أبقى مدة أطول، حتى أني تفسحت في المعبد أكثر من ثلاث مرات!
خرجت، ثم نزلتُ من على الجبل مشياً قريبَ نصف كيلو، فرأيتُ مجمعاً تجارياً، طفت المجمع كثيراً أريد مقهى حتى رأيت واحداً ولم أجد عنده شاياً، رحت أدور مرة أخرى فرأيت مقهى آخر ففرحت جداً، وبعد ساعتين من الجلوس، خرجتُ إلى موقف الحافلات لأعود إلى بيت الشباب إلا أن الحافلة التي ستذهب للبيت ستتأخر قليلاً، جلست أنتظر، فرأيت مسنين ينتظرون معي، الأجواء كانت مشحونة قليلاً وبدون سابق إنذار بدأ مسن يضرب الآخر فضلت ألا أتدخل، جاءت الحافلة فصعدت فيها وتركتهم، وصلت محطة القطار، لم أكن أحسن شراء التذاكر كثيراً فاشتريت تذكرة لمحطة قريبة من محطتي ثم عندما نزلت في محطتي لم يقبل بواب المحطة بها! ثم قال ادفع الباقي، أعطيته المبلغ، ثم خرجت إلى البيت،بعد أن أكلت "برغر القرديس".
اليوم التالي
اليوم لحظت وجود المشردين في الحديقة القريبة قرب محطة القطار لأني كنت أظن أنهم مجرد متسولين أو بائعين متجولين سيذهبون بعد العشاء لبيوتهم، أصيب أحدهم بضربة شمس فيما يبدو، كانت سيارة الإسعاف موجودة، تعرفت اليوم في بيت الشباب على شاب أمريكي اسمه آدم، لطيف جداً أخبرني أنه خطيب لفتاة هندية وأنه بعد انتهاء عمله في كوريا سيذهب إلى الهند ليكون زواجه هناك، ودعاني للحضور، جلس يكلمني طويلاً عن أمريكا ومشاكلها ومشكلة التأمين الطبي أو الصحي..... إلخ
ثم أخبرني عن مكان هنا في بوسان على مرتفع وهو قرية لطيفة ملونة (سأضع صورها إن شاء الله تعالى) وأن علي أن أزورها، وفعلاً حملت الكاميرا وانطلقت إليها مباشرة، كان الطريق طويلاً كالعادة إلا أن تلك القرية تستحق وفي أثناء تجوالي هناك كنت أسمع عزيز الزامل يعلق على مسلسل جن أول ما عرض على نتفلكس، ما زلت أذكر ذلك الجمال وتلك الشوارع النظيفة المذهلة، بعد جولة متعبة ممتعة، عدت إلى البيت في وقت متأخر أيضاً لأجد مدير البيت يدعوني لأصعد السطح معهم! اعتذرت منه ثم ذهبت لأنام لأن يوماً متعباً كان ينتظرني صباحاً.
اليوم التالي
أستيقضت لأجد الإنترنت انقطع عن شريحتي، لم أستغرب كثيراً فقد اشتريتها من المطار أياماً معدودة، انطلقت في الشوارع أبحث عن شركة اتصالات تبيعني شريحة جديدة، توقفت عند شركة LG المعروفة فعرضوا علي شريحة ثم قالوا : لا نخدم سوى هواتفنا وهاتفك هواوي.
رحتُ أدور وأدور وكل من مرتته إما أنه لم يفهمني أو أني لم أفهمه.
عدت إلى البيت ظهراً بعد هلكت، فسألت مدير البيت عن الموضوع فقال : أذهب لهذا العنوان إنه شركة اتصالات تبيع شرائح. فرحتُ كثيراً ثم مشيت إليها نصف كيلوا متر ثم دخلت فأخذت رقماً وانتظرت، فلما حان دوري طلبت الموظفة جواز سفري! فقلت لها : ليس معي، لكن معي صورة منه في الجوال. فقالت : آسفة، لن أخدمك بغير الجواز. عدت للبيت وأحضرت الجواز وهكذا، وبعد كلام طويل مع الموظفة أقنعتني أن أذهب لفرعهم في محطة العبَّارة لأن الشرائح هناك أرخص أو شيئاً من هذا، وأن علي أن أسرع قبل أن يغلق عند المغرب! خرجتُ متعباً من عندها ثم عدت إلى البيت وأخذت رقم الحافلة عن طريق انترنت البيت وفعلاً أخذتني الحافلة لقريب من المحطة وهناك مشيت كيلوين كاملين! وصلت المحطة وهناك وجدت موظفتين، اشتريت منهما الشريحة.
كان يوماً متعباً جداً كرهت فيه نفسي.
اليوم التالي كانت طائرتي إلى سيول! |
| |