الفكرة في من يستطيع التصرف في موقف كهذا
بعض المضيفين والركاب ينهار تماماً


اتذكر مرّ علي موقف صعب جداً في طيارة الجارودا
المضيفة كانت تبكي ولاتستطيع الحركة
راكب امريكي خلفي أصابه نوع من الهيجان
وأصبح يسب الخطوط واللي خلاه يركب عليها هههههه

وبعد الهبوط بسلام كثير من الركاب ما قدر ينزل على السلالم
كأنه أصابه شلل مؤقت من شدة الموقف

تعطل الجهاز اللي يوازن الضغط في الكبينة بعد ساعة من الطيران

وبالتالي صار ضغط كبير على الأذن

أحسست فيه فوراً سألت صديقي ان كان يشعر بشئ فأجابني بالنفي
كنا نجلس بالكبينة اللي فوق مع مجموعة من الاجانب
لأن باقي الركاب كانوا من العمالة المنزلية


شكيت بكثرة الدخول والخروج لكبينة القيادة
أعلن الكابتن ضرورة العودة لجاكرتا وعلى الركاب التحلي بالصبر
قمت توضيت وبمجرد ما رجعت بدأ يزيد الضغط وبدأت الطيارة تهتز بشكل غير معقول
كأنها راح تنفصل لأجزاء بسبب محاولة الطيار انزالها بسرعة الى ارتفاع متدني


بدأت دموع المضيفة تنهمر .. مقعدها أمامي تماماً
بدأ الراكب الأمريكي خلفي بالوقوف على المقعد والتحدث بالفاظ بذئية
ويندب حظه على أنه اختار الجارودا وبأن هذه ستكون آخر رحلة عليها
ان سلم هذه المرة .
الصيحات بدأت تتعالى بالأسفل وحالات الأغماء ازدادت بسبب اختلاف الضغط .
أحسسنا في بعض اللحظات أن الطيارة ستنقلب رأساً على عقب
من كثرة اهتزازها وأصبحنا نسمع حتى الكلام بين الكابتن ومساعده
بينما المضيفة أمامنا تخاطب الراكب الامريكي وهي جالسة لأنها لو تحركت
ستفقد توازنها و ربما حياتها .
سير بليز سيت داون لاتعقد الأمور أكثر مما هي معقدة


الكابتن يعلن بأننا اقتربنا من مطار جاكرتا ويتبقى فقط نصف ساعة
لعلها كانت أصعب نصف ساعة طيران في حياتي بل حياة جميع الركاب
نزل الكابتن لارتفاع منخفض لكن الطائرة لازالت في حالة غير طبيعية
واستمرت هكذا الى أن استطعنا الهبوط بسلام وسط مرافقة سيارات الاطفاء لنا


بعد ما نزلنا كان أول المغادرين الراكب الامريكي و وجدناه قد سبقنا والغى رحلته
وكذلك فعلنا مع اثنين من الركاب السعوديين
بعض العمالة المنزلية لم يستطيعوا النزول من الطائرة
أصابهم شلل مؤقت من قوة الخوف لم تستطع أرجلهم حملهم
والبعض الآخر بلل ملابسه ولم يستطع النزول خجلاً .


بعد خروجنا من المطار دعانا احد السعوديين لمرافقته
فندقنا قريب من فندقه وعند نزولنا أبلغنا بدعوته للعشاء حمداً لله على سلامتنا
دخلنا للفندق صباحاً وأتذكر كنت اتحدث مع صديقي لكن النوم غلبنا

صحيت من النوم وطالعت بالساعة كانت 11 مع أن موعدنا كان 9 مساء مع صاحبنا
أخذت شاور سريع وقلت نلحق على العشاء وأقوم صاحبي بسرعة
يوم طلعت برا والدنيا نهار

أصابني نوع من الذهول جلست أفكر بالموضوع كيف صار
وجدت أننا نمنا أكثر من 24 ساعة بدون ما نحس .
واتصل على صاحبنا أعتذر منه ويقول لي صار نفس الشئ معي.
نمت وما صحيت الا قبل شوي .
وهذا يثبت خطورة ما مرينا فيه لكن الحمد لله على سلامتنا
جلسنا أسبوع آخر في جاكرتا و رجعنا على الخطوط السعودية .
من وقتها لم استخدم الجارودا مطلقاً في رحلاتي .