في زمن أصبحت المظاهر هي عنوان حضارتنا
أصبحنا نتسابق إلى تلميع الظاهر فنجد أن الكثير منا ينفق الأموال الطائلة على مظهره
فيلبس أحسن الثياب والبدل وأثمن الساعات
ويشتري أحسن العطور وأشهرها ويبحث عن أغلى النظارات الشمسية ويتفنن في لبسها وكأنه قد حاز المجد من أطرافه ويبحث عن الماركات العالمية ويشغل نفسه بآخر الموضات فيتتبع أخبارها ويطلب كل ما هو جديد .
كل هذا الاهتمام بالظاهر فقط وتغيير القشور ولكن الكثير منا نسي ما هو أهم من ذلك بكثير ألا وهو تلميع الباطن والاهتمام بالجوهر نسي أن يحافظ على ذلك القلب المسكين من آفاته فلم يكلف نفسه عناء تنظيفه من الران الذي أصابه بكثرة المعاصي والذنوب ونفض غبار الغفلة عنه فتركه صلداً ليس له هم إلا ما أشرب من هواه ...
لم يكلف نفسه تربية تلك النفس على الفضائل وإبعادها عن الرذائل...
لم يكلف نفسه تهذيب أخلاقه وإحسان تعامله مع الناس...
لم يكلف نفسه طلب العلوم النافعة وقراءة الكتب المفيدة ليبدد ظلمة الجهل المعرفي والجمود الثقافي الذي أصاب الكثير من أفراد المجتمع ...
نعم لقد أصبحنا سطحيين ماديين نتعامل مع المظاهر حتى وصل بنا الحال بأن يكون التافهون هم قدوات المجتمع هم من يتصدر المشهد هم من يتابعهم الصغير والكبير هم مصدر ثقافة وإلهام الكثيرين فانعكس ذلك سلبا على تفكير المجتمع وثقافته فإنك لا تجني من الشوك العنب .
يا ترى متى يصلح حالنا
متى نفيق من غفلتنا
متى نعود لوعينا ونستفيق من هذا الغثاء

أتمنى أن يحدث ذلك قريباً قبل فوات الاوان أتمنى ...

بقلمي ...