بعد أن عقدنا النية للسفر إلى المغرب كان الوضع الوبائي لا بأس به وتوكلنا على الله وقمنا بتأكيد الحجوزات على أن السعودية لا تزال من ضمن الدول المصنفة فئة أ وتفاجئنا كغيرنا بجعل السعودية في قائمة البلدان - ب - التي تشترط وجود حجر فندقي معتمد وسداد رسوم الحجز قبل السفر حسب القائمة المعتمدة من قبل الدولة هناك.
وقبل السفر بليلة وبعد أن تم تغيير القرار ( القرارات ارتجالية) وقرارات تطرح في منتصف الليل، تم جعل الحجر منزلياً لمدة خمسة أيام.
هللنا فرحاً وحمدنا الله واتجهنا إلى المطار .
حينما بلغنا المطار قال الموظف بالخطوط السعودية : أين حجز الفندق ؟
قلت له : إني مقيم بالمغرب وهذهِ زوجتي ولا يلزمنا إلا الحجر المنزلي.
قال : القرار يقول بأنه يلزمك حجز فندقي للحجر لمدة عشرة أيام.
اكتشفت بأن التعميم لم يصل الخطوط السعودية ففوضت أمري لله وأكدتُ حجز الفندق بما يعادل 1360 يورو تقريباً شاملة الوجبات الثلاث.
وبعد وصولنا إلى الدار البيضاء ( المطار ) تم عزلنا عن بقية الركاب وعدم اعتماد القرار الجديد من قبلهم !
بحجة أن التعميم لم يصلهم هم أيضاً !
حاولت توضيح الموضوع بأن التعميم من وزارة الخارجية المغربية فما ذنبنا إن لم يصلكم؟
جعلونا في صفوف أخرى وسحبت الجوازات في يد أحد الشرطيين وادخلنا أحد المكاتب وبالرغم من كوننا محصنين ( اصابة واحدة + جرعة واحدة) إلا أنهم عاملونا وكأننا غير محصنين !
وطلبوا مننا أن ندفع رسوم الحافلة التي ستقلنا إلى الفندق.
وصلنا المطار قرابة الساعة الخامسة والنصف مساءً ولم ندخل الفندق إلا بعد الساعة الحادية عشر مساءً ، حيث كانت الحافلة تنزل الركاب ( مغاربة وغير مغاربة) في الفنادق تباعاً لخط السير.
بعد المعاناة في التعب وطول الرحلة والتضييق علينا بشتى أنواع الاستفزاز ( كونها فرصة سانحة لكسب الرشاوي من بعض الموظفين بالمطار) لكني تفاديت وتجاهلت طلباتهم ( البعض يقول لك ادفع 200 دولار ) وتخرج من دون حجر فندقي !
فوضت أمري لله ودخلنا الفندق ( 4 ) نجوم في مكان نظيف وخدمة راقية للغاية ووجبات نظيفة وخدمة ممتازة.
لكن الحرية غالية .
كان خروجنا من الفندق يتطلب التودد لرجال الشرطة للخروج إلى البقالة القريبة أو الخروج للمشي واستنشاق الهواء.
إلى أن جاء اليوم الرابع من الحجر حتى قال الشرطي : ألم تخرج ؟
قلت لا إلى الآن
قال : كان عليهم ألا يحجروك أنت وأهلك ويكتفى بالحجر المنزلي فقط
كان على دراية بالموضوع منذ وصولي حيث أنه الضابط المسؤول عن النزلاء ولديه كافة التفاصيل.
ابتسم وقال : ستخرج غداً اعدك واقسم لك بأن تخرج فلا تحمل هم وسامحنا.
وانتظرت الغد بتعبٍ نفسي كبير حيث أن الحجر اشبه بالسجن يا أحبتي، فمهما كان من خدمة وجودة وابداع في تقديم كل ما ترغب به فإنه لا يعادل ذرة من ذرات الهواء النقي خارج الفندق.
لما جاء اليوم الخامس قال انزلوا إلى لوبي الفندق كي تجرون فحصاً سريعاً حسب ما هو متبع لدى وزارة الصحة - فحص كورونا سريع-.
قمنا بالفحص وخرجت النتيجة بعد 10 دقائق تقريباً بالسلبية، فقال : اجمعوا حقائبكم واخرجوا لتقضو العيد مع أهاليكم.
توجهت إلى الاستقبال وكلي سعادة وطلبت منهم استعادة المبلغ المتبقي من الأيام.
إلا أنهم قالوا : غير مسترد لكن سنقدم لك ترقية إلى فندق آخر لنفس مجموعة فندقنا 5 نجوم !

جمعنا الحقائب وكل شيء وخرجنا .

الجزء الأول انتهى .