بسم الله الرحمن الرحيم
عيدكم مبارك يا احباب


نخش بالموضوع عطول
من غرائب ما رأيت

ابدأ بنفسي أولا ولاحقا ساردا ما قد رأيت ....

المكان : ايسلند
متوجها من ريكافيك الى اكوريري بالشمال
سائقا لوحدي , الساعة بعد منتصف الليل لست أدري تماما أي ساعة.
لو هو ليل ولا نهار بل ضياء يحيط بك من جهات أربع
شعرت بالجوع قبل الوصول الى بلدة بلوندوز

الطريق موحش فارغ
لا احد
لا سيارات
لا بيوت على الجانبين
حشائش على مد البصر
هضاب برؤوس بيضاء لامعة بعيدة

توقفت على جانب الطريق
مددت يدي للمقعد الخلفي هناك حقيبة وضعت بها معلبات عذائية جلبتها من بلادي
تونا سردين لانشون
من الغريب أن اكل من علبة الانشون بملعقة بلاستيكية .
الجوع لا يلتفت الى التفاصيل
كنت انظر الى لا شيء
نظرات تائهة هنا وهناك

حين لمحت ثلاث عيون مضيئة على بعد ما يقرب من خمسين مترا
لم اميز أي كائن هو
فقط ثلاثة عيون تضيء بقوة.
ومن ثم بدأت تقترب مني .


يتبع ....

(2)

قمت بتأمين أبوب السيارة والنوافذ
لم أشعر بخوف
لست ادري السبب
لعله الشعور اني داخل السيارة بأمان
او سفري وحيدا أضعف حاسة الخوف لدي .

كائن أكبر من الذئب واصغر من الدب
هذا رأيت او ظننت من الشعر او الصوف الابيض الذي يلفه بالكامل .
لا ايدي لا ارجل
فقط كائن ما بثلاثة عيون بجسم ابيض يتحرك نحوي ويقترب بانتظام
كان يتقدم نحوي بخط مستقيم
كنت أحدق بتلك الاعين المضيئة بلون أصفر
أراها تتسع كلما اقتربت مني
بدأت الاعين ترتفع وتنخفض
في البداية كانت ثابته وتتقدم
يبدو انه قريب تماما مني ويركض نحوي محركا رأسه

أدرت المفتاح
أشتعلت انوار السيارة
حركت قابض السرعات
لا بد ان اتحرك
لا بد ان اتحرك

ما هذا الشيء
لماذا يركض نحوي

وفجأه .

(3)

كان هذا عام 2013
حين أضات انوار السيارة الأمامية لم أعد أرى أي شيء
اختفى
تجرأت واطفأتها من جديد
ولكن لا شيء
بدأ انظر لكل الجهات
لا شيء
نظرت الى الخلف تمام
كانت هناك ثلاثة عيون كبيرة ملتصقة بالزجاج الخلفي
لأول مرة منذ زمن شعرت بالرعب
لعلني لمست ان هذا الشيء الغريب بات قريبا جدا مني ولعله يصلني.
انطلقت بالسيارة بكل قوتي
كنت انظر من المرأة الامامية الى الزجاج الخلفي
لم اميز ان كان لا يزال ملتصقا بالسارة من الخلف ام اني تركته في مكان توقف السارة


هل انتهت القصة الى هناك
كنت اتمنى
قدت مسافة طويلة وقد اختفت العيون بالفعل تمام من أخر السيارة
لم اتوقف
لم أفكر بشيء
فقط الوصول الى اكوريري
الجو في الخارج بارد لدرجة الموت
رأيت بعض البيوت على الجانبين
ها انا اقترب من المدينة
ظننتها مدينة

كان الوقت بعد الفجر
هناك كوخ خشبي مضيء
وسيارات تقف خارجه
انه مطعم كوفي شوب
شعرت بالانس
سأشرب قهوتي الصباحة وأفكر فيما حدث وماذا سأفعل في هذه المدينة .

حين نزلت قادني الفضول لأرى مؤخرة السيارة حيث التصق الكائن الغريب بها

وهنا كانت المفاجأه التي لا تصدق ...

تحمست مع القصه كمل

(4)

قبل الوصول الى اكوريري نزلت لكوخ خشبي لتناول قهوتي صباحا
وعندما التففت الى الوراء رأيت أثار طين أسود كأنه التصق بفعل حافر او مخلب .

كان بعض الظن وان كان بعيدا ان ما رأيته مجرد اوهام أو كابوس كأنه حقيقة.
ولكن حين رأيت أثار الطين على مؤخرة السيارة وكأن كائن ما كان يستند بقدمه عليها
تأكدت ان ما رأيته كان حقيقيا - حقيقيا جدا .

في أكوريري وصلت لمكان المبيت المتواضع المتفق عليه .
وكل فنادق ايسلند فقيرة من الرفاهية والزخرفة الزائدة .
كانهم يقولون لك .
انت أتيت للمبيت هنا والنوم فلا حاجة لك بغير ذلك .
سرير خشبي بسيط بغرفة صغيرة تحتوي على دورة مياه صغيرة .

مع مندوب شركة السياحة التي اتفقت معها من ريكافيك جلست اتحدث عن ما صادفني .
ظننته يأخذ الكلام على محمل الهزل وعدم التصديق .
لكنه قال ببساطه .
لقد رأه غيرك !
وثار جدل عن هذا الشيء .
وبحثنا عنه بالفعل ولم نراه .
اغلب الظن أنه ماعز بري ضخم بعيب خلقي بدون قرون وعين زائدة .
لعله جائع وينجذب للمارة بغرض أن يلقوا اليه اي طعام .

هل فعلا ما رأيته كان كذلك !
حقا لم أجد الجواب .

خرجت من تلك المدينة بعد ان انتظرت ليلتين لرؤية أضواء الشمال ولم أراها .
كان وجهتي الالتفاف حول الجزيرة .
عجبت انه حتى في قراهم النائية ومدنهم البعيدة كان الغالب على مطاعمهم
البيتزا والبرجر والدجاج والسمك المقلي بطريقة كنتاكي !
ولم أعثر على مطعم يقدم وجبات ايسلندية الا قليلا بالعاصمه
وبمطعم شرق البلاد قرب بحيرة صغيرة تشكلت بنهاية نهر جليدي .

رجعت من ايسلندا وعقلي يفكر بتلك الحادثة الغريبة
لكنها لم تكن الذكرى الوحيدة الغريبة التي صادفتها .

ففي مكاو صادفت امرأة عجوز صينية حيّرت عقلي ولا زالت !
لم تكن من اهل الجزيرة الملعونة .
ملعونة لأنها عاصمة القمار في العالم .
والمومسات في الطرقات وعلى الارصفة على مد البصر خارج الفنادق في المساء .

عجوز صينية ريفية لعلها تجازت ال 100 عام !
كانت تسير مع فتاة صغيرة نحيلة تمسك بيدها بقوة .

وأما الحديث الغريب بيننا فهو


يتبع ....

قصة جميلة ..
و عادة اللي يخاف من الشيء يظهر له في الخيال الواقعي

تذكرني بطريقه الدكتور نبيل فاروق رحمه الله