في مدينة بليد ..
فندق العجائز ، والغزال الهارب من جهة ، و محصول البطاطس من جهة أخرى:

في رحلة مدتها حوالي الساعتين ونصف، انتقلت من سالزبيرغ الى مدينة بليد الصغيرة في أقصى شمال غرب سلوفينيا، وتفصلها عن الحدود النمساوية مسافة 25 كلم فقط. سكنت في فندق Nature Hotel Lukanc بناء على توصية الأخ الكريم Fahd عضو هذا المنتدى، وكانت توصية في محلها.
وهو فندق تحيط به الغابة من جهة و الحقول الزراعية من جهة أخرى، نظيف وهادئ و أثاثه وديكوره بسيط. طاقم العمل والتنظيف من النساء اللطيفات و الكبيرات في السن، أكبرهم عمرها 85 عاما حسب إفادة مدير الفندق، إذا شفتهم يشتغلون وينظفون تشفق عليهم و ترغب في مساعدتهم.
الإفطار جيد ومنوع، وقد حصل لي موقف طريف حيث سبقني ابني الى المطعم ولاحظت في صحنه شرائح من لحم يبدو أنه لحم خنزير، فبدأت باخراجها من الصحن وفجأة صاح ابني من ورائي ليخبرني أن هذا ليس صحنه و إنما صحن سائح بريطاني شاب كان يقف بقربي ، ضحك البريطاني من هذا الموقف بعد أن اعتذرت منه، و أرجع اللحم الى الصحن وبدأ بالأكل وكأن شيئا لم يكن.
إطلالة المطعم من جهة الغابة جميلة جدا، مرة في الصباح الباكر شفت غزال منطلق في البرية ، توقف شوي وعطاني نظرة ، ثم انطلق بعيدا ، يبدو أنه شعر بالخوف لما شافني وخاف أن نهايته تكون في برميل مندي!. وهذي صورة لاطلالة مطعم الفندق على الغابة:



أيضا اطلالة المطعم من جهة الحقول جميلة ، في اليوم الثاني لاقامتي شاهدت مجموعة كبيرة من المزارعين من مختلف الاعمار وهم يجمعون ثمار البطاطا ، لفت انتباهي أن معهم أطفال لاتتجاوز أعمارهم 5 سنوات وهم يجمعون المحصول معهم ، كان معهم أيضا طفل لايتجاوز عمره بضعة أشهر، وهو مستلق في سريره المحمول ، من الواضح حرصهم على تأصيل هذه الصنعة في نفوس أبناءهم.

وبليد مدينة ذات جو عليل وطبيعة ساحرة، لذا كان رئيس يوغسلافيا السابق الجنرال تيتو يقضي فصل الصيف بها، و سأورد هنا بعضا من أشهر معالمها التي قمت بزيارتها:

1- قلعة بليد: قلعة قديمة تعد من أهم مناطق الجذب السياحي في سلوفينيا. وتحتوي على متحف صغير ولكنه مميز جدا ولابد من زيارته. وبالطبع يوجد ممرات متعددة على جوانب القلعة، وقد رأيت اثر الدخان الأسود على بعض حواف جدرانها الناتج عن دخان بنادق البارود. يوجد في القلعة مقهى ذو اطلالة جميلة كما يوجد كشك لبيع الهدايا التذكارية.
والقلعة مطلة على بحيرة بليد، ومنها يمكن التقاط أجمل الصور لبحيرة بليد. كما يمكن النزول الى البحيرة من خلال درج طويل جدا، يقارب طوله المائة متر، يناسب الشباب وذوي الركب القوية فقط ☹ . وهذه صورة للبحيرة من مطل القلعة:

2- بحيرة بليد: المعلم الأشهر في بليد هو بحيرتها الجميلة ذات المياه الصافية. ومن أهم ميزاتها وجود مسافة فاصلة بين المطاعم وشاطئ البحيرة للسماح للناس بالوصول للبحيرة بشكل مباشر من جميع الجهات دون الزامهم بالدخول الى المقاهي أو المطاعم، بعكس معظم البحيرات الاخرى.

ويحيط بالبحيرة ممشى رائع، كما يوجد بها كراسي للجلوس والتمتع بالجمال الإلهي الطبيعي. ومن عيوب البحيرة صعوبة إيجاد موقف للسيارة بسبب الزحام وقلة المواقف ، وقد اضطررت في أول زيارة الى توقيف السيارة في مواقف سوبرماركت سبار الذي يبعد حوالي الكيلومتر عن البحيرة. و في اليوم التالي توجهت للبحيرة مبكرا مع شروق الشمس وكان يوما من أجمل أيام الرحلة على الاطلاق حيث تسنى لنا إيقاف السيارة قرب البحيرة والتمتع بجمالها، وتناول القهوة على الكراسي المعدة الزوار، ومن ثم مشينا حول البحيرة واستكشفنا المنطقة المحيطة بها ، وكان زوار البحيرة قليل و أغلبهم من ممارسي رياضة الهرولة. وهذه بعض الصور لها في أوقات مختلفة:

ما شاء اطلالة الفندق وااايد حلوه
وناسه تشوف المزراعين وشغلهم مع العايله كلهم
بحيرة بليد جميله في كل الفصول الصور تبين شلون الماي صافي ما شاء الله

ما شاء الله بداية جميلة تعطي أنطباع بأن القادم أجمل
و دائماً الأختلاف يصنع الفرق

مدينة بليد .. نصحني أحد الزملاء أن أزوراها عندما كنت في أحد رحلاتي
و لكني بحكم أنها لم تكن بالمخطط لم أقول بزيارتها رغم أني كنت في النمسا

جميل منظر البحيرة

فعلا جميلتين

المنظر من الفندق في غاية الجمال
بحيره بليد تستحق الزيارة

شكرا لجميع الاخوة على مداخلاتهم

استكمالا لاهم المعالم في بليد:

3- بحيرة بوهين (بويانغ) وشلال سافيكا المجاور لها:

وهي بحيرة صغيرة اتجهنا لها صباحا ، وللاسف لم نعثر على مكان عام مفتوح يتيح الجلوس حوله.، في البداية شعرت أن رحلتي للبحيرة هي مقلب محترم، لذا توجهت لشلال سافيكا المجاور الذي يحتاج الى مشي لمدة 20 دقيقة للوصول الى الشلال.
وفي طريق العودة ، أوقفت السيارة ونزلت مع العيال نتمشى في النهر الذي يربط الشلال مع البحيرة، وكانت المياه تجري بشكل هادئ يسمح بالخوض في النهر مشيا على الاقدام ، وكان معنا مجموعة من طيور البط الصغيرة. بعد ذلك أخذنا جولة على الأقدام في القرية المجاورة، وهي تقع في منطقة جميلة اخذنا فيها جولة ممتعة.
وهذه بعض الصور للشلال و النهر الذي يربطه بالبحيرة:

4- التلفريك والزحليقة الصيفية (توبوغانينغ):

وهي تجربة جميلة حيث ياخذك التلفريك المكشوف الى أعلى التل ، و من ثم تعود للاسفل اما عن طريق التلفريك او عن طريق الزحليقة، و هي زحليقة آمنة وليس فيها خطورة. و يمكن شراء تذكرة لصعود التلفريك لعدة مرات بسعر مخفض.
اشتريت عدة تذاكر للابناء، و بعد وصول عربة التلفريك الى الأعلى لم يتنبه ابني الأكبر للنزول من العربة وظن انه سيعود مباشرة للاسفل ولكن أخاه الأصغر الذي سبقه الى الصعود الى قمة التل أخذ يصرخ مطالبا إياه بالنزول من العربة وقام بامساكها بيديه محاولا ايقافها في مشهد جمع بين الطرافة وشجاعة ابني الصغير (المعروف بلقب "الزعيم" .. زعامة القيادة لازعامة الكورة ). وهذه صورة لبحيرة بليد أثناء النزول في عربة التلفريك: