14-11-2022, 11:00 PM
|
#25 |
مسافر جديد
تاريخ التسجيل : Jul 2018 رقم العضوية : 20771 الجنس : ذكر المشاركات : 66 | على ضفاف زيلامسي
خلال إقامتي في كابرون قمت بزيارة بحيرة زيلامسي ثلاث مرات، كل مرة أذهب لناحية مختلفة و أجلس في حديقة ذات اطلالة مباشرة على البحيرة.
في إحدى زياراتي لها قمت بإيقاف سيارتي ومن ثم الركوب في الزورق السياحي، وهو مجاني لحاملي البطاقة السياحية، أخذنا قائد الزورق في جولة لمدة عشر دقائق تقريبا ثم عاد بنا. بعد النزول لاحظت أن الزورق قد انزلنا في مكان آخر مختلف عن مكان الصعود. وجدتها فرصة لعمل تحدي مع أبنائي للمشي حول البحيرة والعودة للوراء للمكان الذي تقبع فيه السيارة ويبعد حوالي 4 كلم، كانت فرصة جميلة للمشي السريع و حرق السعرات، ولم يصمد معي في هذا التحدي سوى اثنين من ابنائي الأربعة.
في زيارة أخرى للبحيرة شاهدت الطفلة السورية الصغيرة ريناد التي كانت تقوم بدور الحكم لمباراة كرة القدم بين عدد من الأطفال السعوديين ومعهم طفل سوري، كانت طفلة أعجوبة في ثقتها بنفسها وطريقة كلامها المميزة واسلوبها المرح. قالت لي ريناد بشكل عفوي انها مولودة في النمسا وأن أهلها "لاجئون" ، فغمزت لها أختها الكبرى وهي تنبهها لعدم استخدام كلمة "لاجئ".
والد ريناد كان جالسا بقربنا (يتبادل الحديث مع سائح اماراتي) قدم من مدينة حلب من عدة سنوات، وهو يعمل مدرب ملاكمة حسب كلام ابنته الصغيرة. من الواضح جدا ان ريناد تلقت تعليما مميزا ، حيث كان خطها رائعا جدا وهي تكتب أسماء اللاعبين على لوحة معها، كما كانت تنطق اسم اللاعب الفرنسي "امبابي" بلكنة فرنسية جميلة ، ويظهر لي أن عمرها لا يتجاوز 8 أو 9 سنوات. استغربت من حصيلة المعلومات الرياضية الجيدة التي كانت تملكها وقالت لي انها اخذتها من اخيها الصغير الذي كان يلعب مع الأطفال.
أسرة ريناد محظوظة بالطبع مقارنة بغيرها من الأسر التي تقطن في مخيمات بائسة في العديد من البلدان. لانملك إلا الدعاء لمثل هؤلاء اللاجئين بأن يتولاهم الله برحمته وعطفه و أن يحفظ لهم دينهم في غربتهم التي يبدو أنها ستطول كثيرا.
وهذه صورة لبحيرة زيلامسي أخذتها بالقرب من ملعب ريناد الصغير: |
| |