همسة أولى قبل عدة سنوات ليست بعيدة
حدث شيء من التوتر السياسي الخفي
بين الحكومة التركية وبعض حكومات الخليج
وهذا الأمر يحدث بين الدول .. فلا سلام ولا عداء دائم
ولربما حتى في البيت الخليجي حدث شرخ ثم لاحقاً زال وانتهى
في تلك الفترة قام مجموعة من الناس
بتبني حملة مقاطعة السياحة والسفر لتركيا
فيرون أن الأمر فيه حميّة وطنية للتجاوزات التركية
بغض النظر ما إذا كنت أتفق أو لا ولكن لم أقف ضدها أبداً
فيشفع لكثير منهم وليس كلهم أن دوافعهم كانت حميّة وحب في الوطن
البعض منهم تمادى ... وتجاوز الحدود
وبدأ يشكك في ولاءنا للوطن طالما نسافر لتركيا
وأعلنها صراحة أن المسافر لهناك مواطن متخاذل لوطنه
رغم أن الجهات الرسمية لم تمنع السفر مثلما حصل في كورونا
بل أحدهم كتب في وسائل التواصل
تحليل بذيء لشخصيات السعوديين المسافرين
وقال هؤلاء وعوائلهم اعتادوا على إهانات الاتراك
فادمنوا قِلّة الكرامة فيسافروا ليأخذوا جرعة الإهانة السنوية
حينها رأيت وفضّلت التزام الصمت
فالجو كان مشحون والعواطف سيدة الموقف
فمن لا تتفق معه سيصنفك من ضمن المعسكر الآخر
فالأغلب متشبع بنظرية ( الحقيقة ليس لها سوى وجه واحد )
فيستمر كل طرف في العراك ومثل هذه المعارك الفائز فيها خسران
بعد ذلك دارت الأيام والشهور
وبدأت دول أوروبية سياحية تهاجمنا
لا تهاجم الدول ... بل الدين الإسلامي برمته
وبعضهم تطاول فيسيئ لنبينا عليه الصلاة والسلام
الهجوم لم يكن من أفراد أو جماعات وإنما جهات رسمية
رئيس إحدى هذه الدول ... يتهم الإسلام بأنه دين تطرف وإرهاب
ورموز عالية في دول أخرى تنشر أفلام ورسومات مسيئة لنبينا الكريم
حينها انتظرت موقف الأشاوس
توقعت حملة مقاطعات سياحية لتلك الدول
ويقولوا فيها من يفتننا في ديننا نفتنه في اقتصاده
فالمقاطعات كانت لحميّة الوطن والآن جاء دور حميّة الدين
وللأسف لم يحرك فيهم ساكناً وأخذوا وضعية ( اعمل نفسك ميت )
بالمناسبة ذلك المحلل النفسي البذيء
الذي يقول أننا نقبل الاهانات على عوائلنا
هو نفسه يذهب بزوجته لتلك الدول المسيئة للدين
ويرضخ صاغراً ليكشف وجه زوجته امتثالاً لأنظمتهم
لأجل المتعة في تلك الدولة لا مانع من التنازل عن قناعته الدينية
وأنا هنا لا أناقش قضية الحجاب
أعلم هناك وجهات نظر متعددة في الدين
والمجتمعات الإسلامية متفاوتة في مستوى الحجاب
ولكن أناقش قضية شخص يبرر لنفسه ما لا يرضاه لغيره
هذه الهمسة ليست تصفية حسابات
وإنما هي مُكاشفة ما بعد هدوء العاصفة
لست مع أو ضد المقاطعات السياحية لبلد معين
ولكن ضد عدم الثبات والانتقائية والمزايدة في المواقف
من أراد أن يكون له موقف فهذا جيد
ولكن تأكد من صلابة الأرض التي تقف عليها
حتى لا تخسر احترامك لنفسك قبل احترام الآخرين لك
مغادرة إسطنبول
كان النية البدء من اوردو بالشمال
والتنقل شرقا ًحتى نصل لباتومي الجورجية
لهذا تم الحجز من إسطنبول إلى مدينة اوردو لنبدأ منها
ولكن قررت لاحقاً تغيير الخطة لتكون بالكامل في الشمال التركي
لهذا اضطررت للعودة غرباً لأكسب سامسون وما حولها في الشمال التركي
دوماً وأبداً ... أقولها وأكررها
خذ رحلة مبكرة في التنقلات المحلية
فلا يضيع يومك بين مدينة المغادرة والوصول
رحلة الساعة 9 أو 10 صباحاً مناسبة جداً للانتقال المحلي
بحيث تصل الظهر للمدينة الجديدة ويصبح لديك يوم كامل للسياحة
بالنسبة لأسعار التذاكر المحلية
قمت بإجراء مقارنة شاملة وواسعة
سواء بين مطاري إسطنبول أو شركات الطيران
الفرق زهيد فأخترت الخطوط التركية من المطار الجديد
لمن يهمه الأمر في هذا الشأن
إذا أردت الذهاب من وسط إسطنبول للمطار
موظف الاستقبال يتصل على التاكسي ويحضر للفندق
وعادة المشوار بالاتفاق أو العداد ... تقريباً 300-350 ليرة
الطريق من وسط إسطنبول للمطار
في سماء الأراضي التركية على الخطوط التركية
لحظات الاقتراب والهبوط في مدينة اوردو أو غيرسون
الطبيعة والجبال الخضراء حاضرة بقوة
كل المطارات بالشمال بمحاذاة البحر الأسود
مطار غيرسون - اوردو
مطار بسيط أنيق ملموم
يبدو لي أرقى قليلاً من طرابزون
متوفر به شركات تأجير السيارات المعروفة
مثل كل مطارات الشمال التركي موقعه مطل على البحر
قبل الهبوط للمطار المناظر مشابهة للحظات الهبوط بطرابزون
واضح أن المطار هاديء جداً
معظم شركات تأجير السيارات المعروفة متواجدة
بوابة الخروج تؤكد أن المطار مختلف عن زحمة طرابزون
منظر خارجي للمطار البسيط اللطيف
الانتقال إلى مدينة سامسون
المشوار حوالي ساعتين وربع
ولن نتعامل مع هذا الانتقال كرحلة كسفر
وإنما رحلة سياحية وسط الطبيعة والمدن المختلفة
وقررنا تناول وجبة الغداء في منتصف الطريق تحديداً فاتسا
وصلتني حينها رسالة واتساب
اطمئنان من أخونا ( المسافر 2020 )
فقد تقابلنا قبلها بليلة في إسطنبول لمدة ساعة
وكان يبلغني أن اليوم هو أخر أيام رحلته في تركيا
رديت برسالة صوتية وأبلغته بأننا نخوض تجربة جديدة
مناطق لأول مرة أزورها ولا تنسانا من دعواتك في ظهر الغيب
ما شاء الله .. كانت دعواته صادقة فكانت منعطفات سياحية رائعة جداً
للأمانة الطريق من أجمل ما رأيت
جبال خضراء .. غيوم .. رذاذ .. أنفاق مهيبة
تحديداً الطريق من اوردو لمدينة فاتسا لوحة فنية إبداعية
مطعم hunkar https://goo.gl/maps/Yz2mennAu4JDDj589
بلا تخطيط لاحظت هذا المطعم بالطريق
شدني المكان لأني شفت زحمة سيارات بالمواقف
مباشرة فتحت قوقل ماب ووجدت أن التعليقات عنه محفزة
وتيقنت أكثر أنه مميز عندما لمحت شعار البلدية على مدخل المطعم
أي مطعم مدعوم من البلدية ( جودة عالية / موقع مميز / أسعار منخفضة )
مدخل المطعم على الشارع العام
جلسات داخلية غير مسموح الجلوس بها لعدم الحاجة في ذلك الوقت
جلسات خارجية مطلة على البحر
هنا إحدى زوايا الإطلالات
صالة العاب مجانية للأطفال مع موظفة تتابعهم
اخترنا هذه الطاولة سامحونا ما صورنا لكم الأكل
أكملنا المسير وسط أجواء رائعة
تارة البحر يمينك .. وتارة أرياف يسارك
فيومنا السياحي بدأ من خروجنا من مطار اوردو
ولا داعي للتسرع والاستعجال حتى وصولنا إلى سامسون
فندق نيبا رويال https://g.page/neba-royal-hotel-samsun?share
فندق أربع نجوم وأراه خيار جيد
له مزايا كثيرة وحتماً هناك سلبيات طفيفة
عموماً لابد نذكر كل شيء وندع القرار لمن بعدنا
الغرف والسعر
حجزت غرفتين لليلتين مع الإفطار
الحجز كان عن طريق بوكينق بـ 633 ريال
تقريباً الغرفة الواحدة في اليوم في حدود 158 ريال
رابط الفندق في بوكينق https://www.booking.com/Share-O96a9B مزايا الفندق
الموقع متميز بجوار البحر
وأيضاً بجواره سنتر وساحة مطاعم
الغرف كبيرة .. وديكوراتها خشبية أعجبتني
تعامل موظفي الفندق الحقيقة ما شفت منهم إلا الذوق
سلبيات الفندق
إحدى الغرف مكيفها ينزل مويه
الموقف تعطيهم سيارتك وهم يتصرفوا
توفير غير مقبول .. صابونة واحدة مخدة واحدة
مدخل الفندق
استقبال الفندق وصالة جلوس لطيفة
واحدة من غرفنا
اعجبني الديكور والألوان
دورة المياه أعزكم الله
إطلالة جزئية أو بسيطة على البحر
لا زال في يومنا رمق أخير
فلا زال الوقت بعد صلاة العصر
وفي أشهر الصيف موعد الغروب متأخر
وهنا تأكيد على أهمية الرحلة الداخلية المبكرة
أخذنا حظنا من الراحة والاسترخاء إلى منتصف العصر
ثم بعد ذلك جهزنا القهوة والنية إلى كورنيش مدينة سامسون
بالطبع مرينا بالطريق لإحدى البقالات وكملنا مستلزمات الجلسة
كورنيش سامسون https://goo.gl/maps/LtzZmMH32cYFrkGs6
الكورنيش عبارة عن مسطحات خضراء
لا ميزة إضافة عن أي كورنيش سبق مشاهدته
بالنسبة لي لم يبهرني ولكن يبقى متنفس جميل لأهل البلد
المكان يذكرني بواجهات بحرية سبق لي زيارتها في السعودية
الواجهات البحرية في الدمام وجيزان وينبع الصناعية كلها أمثلة عليها
ولكن شدني شيء آخر جميل
التلاحم والترابط العائلي لدى الأتراك
العائلة كلها حاضرة من الأجداد للأبناء للأحفاد
كبار السن مكرمين على كراسي والبقية يشتغلون ويلعبون
هذه الصفة دوماً الاحظها في المجتمع التركي ... أدامها الله عليهم
المكان به مواقف مجانية
ويوجد أيضاً تلفريك ( ما يسوى )
خيول ودبابات تأخذ فيك لفة حول المكان
باختصار مثل أي واجهة أو كورنيش بحري لدينا
جلسنا هناك من العصر حتى المساء
بعد ذلك عدنا للفندق وقررنا التمشية حول الفندق
كان السنتر والمطاعم حولنا نسير لها بالأقدام فتعشينا وعدنا
مسطحات خضراء واسعة
في أعلى التبه يوجد تلفريك لمسافة قصيرة
ممشى فاصل بين الحدائق والواجهة البحرية
المجسم الأكثر شهرة لمدينة سامسون
الممشى على البحر ولحظات الغروب مثيرة
دوماً وأبداً .. لحظات الغروب تجعل من هواة التصوير محترفين
هنا الفيديو لهذا اليوم كاملاً
أنصح بمشاهدته لمن أراد المعايشة
فيه التعليقات والأماكن بالصوت والصورة
اضبطوا الجودة على 1080p60
نلتقي في حلقة قادمة جديدة
نخصصها لمدينة برؤية مختلفة جداً
لا نستبق الأحداث .. انتظروا وسأعود بعد أيام
مع همسة ثانية بعنوان ( ... هنا ليس حائط مبكى ... )