أتذكر قبل عدة سنوات في تركيا
أحببت الجلوس في ساحة السلطان أحمد
الوقت متأخر نوعاً ما .. أعتقد الساعة 11 مساء
عموماً المنطقة جميلة في النهار والمساء وعامرة بالسياح

أثناء جلوسي اقترب أحد الأشخاص
وبدأ في تجاذب الحديث معي بشكل لبق جداً
وسألني من أين ؟ فأجبته بأنني قادم من السعودية
أخبرني أن أخوه يعمل بمدينة الخبر واستمر الحديث بيننا

بعد دقائق من الحديث الجميل
قال لي أشعر بعدم ارتياح للجلوس هنا
فحسب رأيه أنها منطقة تاريخية مملة لحد كبير
وأقترح نذهب سوياً لأحد الأماكن في شارع الاستقلال
وبرر لي أن تلك المنطقة حيوية .. ويوجد أماكن للأكل والسهر

لا يحق لي الدخول في ذِمّة الرجل
ولكن نعرف أنه قد يكون سيناريو للاحتيال
أجبته بشكل هادي أنني استمتعت كثيراً بالحديث معه
ولكن للأسف عندي رحلة طيران غداً ولابد الذهاب الآن للفندق

تتكرر هذه المواقف بشكل أو آخر
وتزداد أكثر إذا كنت مسافراً بشكل منفرد
مهما تغيرت المواقف يبقى الرهان عليك كسائح
بعض السياح ينتابه فضول غير مقبول للسير خلف مجهول
ليس لديه نوايا غير أخلاقية ولكن طالما سافر يريد تجربة كل شيء

فيجب أن يكون لديك وعي ذاتي
بل يجب أن تملك سرعة وحسن تصرف
لا تهاجم الذين يقدمون لك عروض غير أخلاقية
وإنما فقط اكتفي بالعزوف عنها بشكل هاديء ولبق جداً
هم مهنتهم اصطياد من هم مثلك وأنت دورك النأي بنفسك عنهم

وهنا همسة في أذن كل مسافر منفرد
عندما تسافر لحالك فأنت مسؤول عن نفسك
يجب أن تستشعر تربيتك وأخلاقياتك في كل تصرفاتك
بل يجب أن تتذكر هناك عائلة في بلدك وثقت بك وتركتك تستمتع

في اللحظة التي تستمع بها لوحدك
هناك كبار سن يرفعون أيديهم ويدعون لك
هناك أبناء يفخرون بك ويرون كل شيء فيك قدوة
هناك زوجة تحت ضغط من حولها كيف تسمح بسفرك لوحدك
ولربما الضغوط تتزايد عليها وتتحول لحملة تأليب وتشكيك مزعجة لها

بعد هذا كله .. لا يليق بك أبداً
هم يثقون ويفتخرون بك .. ويدعون لك
وأنت في نفس اللحظات تتسكع في أماكن مشبوهة
السفر بلا عائلة قد يكون مَحَكْ لأخلاقيات الشخص وتربيته