10-09-2023, 06:04 PM
|
#50 |
مسافر متألق
تاريخ التسجيل : Sep 2022 رقم العضوية : 47737 الدولة : دولة الكويت الحبيبة الجنس : ذكر المشاركات : 482 | اليوم هو الأحد 20 أغسطس وكانت الخطة أن تسبح ابنتي في مسبح الأطفال بالصباح الباكر وبعدها الساعة التاسعة انطلقت أنا وابنتي إلى حديقة الحياة البرية وهذا موقعها Link والتي أجدها أجمل من حديقة الطيور في العاصمة ( وهي لمن زارها من قبل ) حيث تجمع الطيور والحيوانات في مكان واحد مع التفاعل معها ، وصلت إلى هناك السعر 50 رينغت للكبار و 35 رينغت للطفل و10 رينغت طعام الحيوانات . كان المكان شبه خالي لأننا أتينا باكرا وهذا ما أفضله دوما في زيارة أي مكان حتى لا يكون هناك ضيق مع من هم من حولك .
بدأنا برؤية طيور النحام " الفلامينغو " وإطعامهم ، ثم إطعام البط ، والبغباء " الكاسكو " من اليد مباشرة ، طبعا هناك السحلية الكبيرة خضراء اللون التي لا تتحرك وتعتقد أنها محنطة ، والتجول ممتع هنا وهناك. ونأتي لقفص طيور الطيب أو ما يطلق عليه عامة عاشق ومعشوق وهو نوع من البغباء الصغير ، تجلس على الكرسي وتضع المشرفة بعض الحبوب على يدك وتأتي فورا الطيور من حولك لتقف وتنقر نقرا خفيفا تأكل الحب وهو شعور جميل للكبير قبل الصغير ، بعدها نطعم حيوان الراكون وحيوان الشيهم أو ما يطلق عليه النيص الذي يحمل أشواك حادة إذا شعر بالخوف هز جسمه لتنتطلق السهام على عدوه .
كان بعض البط والديك الرومي والطاووس يتجولون غير خائفين ممن حولهم ، بعدها وجدنا بركة فيها أسماك الزينة الكبيرة الذهبي وبجانبنا عصا طويلة فيها ببرونة أطفال " ممية باللهجة الكويتية " لإطعامهم الحليب وكانت تجربة لابنتي مفيدة ، ثم وجدنا حظيرة فيها ثلاث غزلان صغيرة ومعهم بعض الدجاجات وسلاحف متعددة الأحجام ، ودخلنا لنطعمهم فقفزت الغزلان تلاحقني أنا وابنتي تريد ما نحمله من طعام غير آبهة إن كان كيس ورقي أم ما بداخله ، وكانت تجربة ولا أروع منها مختلطة بالضحكات والمتعة والتجربة الأولى لنا في هكذا موقف .
وبجانب الحظيرة كانت تماسيح تجلس وكأن على رؤسها الطير من دون حركة أبدا تنظر لنا وننظر لها ، وما إن تجمع الناس حتى بدأت فقرة إطعام التماسيح قطع من الدجاج المذبوح ، وسألوا من يريد التجربة فرفعت ابنتي يدها ، وطبعا كان الأمر يتم عبر ربط قطع الدجاج بحبل مربوط بقطعة عصا طويلة وبإشراف شخص متمرس يساعدها ، وأيضا كانت تجربة ممتعة .
توجهنا بعدها إلى حظيرة الأرانب والتي كانت هي الفقرة التي كانت تنتظرها ابنتي بعد مرور عام على زيارتها لهم ، فجلست على الأرض وقفزت الأرانب من حولها لا يقل عن 10 أرانب مختلفة الألوان والأحجام تطلب إطعامها ، طبعا لم أفوت الفرصة وجلست أيضا أطعم هذه الأرانب الجميلة الظريفة . مضى الوقت سريعا وجميلا جدا ، أدعو من يزور لانكاوي بزيارة هذه الحديقة وخاصة لمن لديهم أطفال .
عدنا للمنتجع وكان ينتظرنا كلا من أبي وأمي وزوجتي لنذهب إلى مطعم اسمه Pizza Hills أي بيتزا المرتفع وهو يقع بمكان صعب الوصول إليه وهذا موقعه Link ، حيث ينتهي الطريق بمرتفع بين الأشجار الكثيفة ، وحتى سائقة أجرة قراب استغربت من مكان المطعم وقالت هذه أول مرة أعرف بوجوده ، المطعم بسيط جدا جدا يقوم بالعمل عليه فتاتان وشاب ، وبطة بيضاء تسير بين الطاولات .
طبعا من اللازم أن تقوم بالحجز المسبق حيث الطاولات قليلة جدا ، ونادرا ما ستجد مقعد شاغر . يقوم المطعم على فلسفة عدم وجود قائمة للطعام ، فقط أخبرهم ما تريده من نوع للبيتزا ومكوناته وسوف يقومون بعمله على أكمل وجه وهو مخبوز على نار الحطب ، أما المشروبات فاخدم نفسك بنفسك ، اذهب إلى الثلاجة وخذ ما تريده من مشروبات غازية أو عصائر وادفعه مع الفاتورة .
المكان ضيق وقد تجد طاولة ملاصقة لك يجلس الزبائن بجوارك أي لا خصوصية يمكن أن تجدها . وهذا فيديو لأحد اليوتيوبر سجله عن هذا المطعم
نأتي إلى جودته وطعمه ، فهو من دون شك ينافس مطاعم الخمسة نجوم في طريقة تقديم وطعم ولذتها وهذه بشهادتي وشهادة أهلي ولمن زار هذا المكان ، طلبنا 5 بيتزا (2 بيتزا بالكمأ والفطر الطازج ،2 بيتزا مارغاريتا ، 1 بيتزا بالسالمون والكافيار ) تقدم البيتزا مع طبق جانبي من العسل بشهده لتضع على قطعة البيتزا العسل ، في البداية استغربت هذا الأمر ولكن مع التجربة كان الطعم عالي اللذة ، كان الثمن مقابل البيتزا غالي جدا فقط دفعنا لقاء 5 بيتزا مع 4 عصائر 486 رينغت ما يعادل 32 دينار كويتي ، وهي تجربة فريدة من نوعها لولا أن بعض الحشرات ضايقتنا خلال الجلوس . أقارنه بمطعم إيطالي فاخر . بعد الإنتهاء طلبنا سيارة أجرة Grab، ولكن بعد لحظات كنسل السائق الطلب لوعورة المكان ، فما كان من الأخت الموظفة إلا أن ساعدتنا بموضع موقع قريب من المطعم وأتت سيارة الأجرة ولله الحمد .
عدنا جميعا للمنتجع ، وكنت أستعد أنا وابنتي فقط للذهاب إلى السوق الليلي لأن زوجتي ووالديَ لم يرغبوا بالذهاب معنا للراحة ، يطلق على السوق الليلي في ماليزيا بازار معلم Pasar Malam، ومعلم يعني المساء ، وهو مكون من طاولة يعلوها مظلة خيمة من أربع عواميد ويكون البائع أو البائعة يقف لبيع ما لدي من طعام أو شراب أو حلويات أو ملابس وغيرها ، والتنظيم هو سيد الموقف . هذه العادة موجودة في جميع مناطق ماليزيا وتعتبر رخيصة جدا حيث المصاريف تكون بسيطة على البائع ، ولكي تتم الفائدة للجميع بالجزيرة فيتم عمل بازار ليلي في كل منطقة على حدة بالأسبوع ، فمثلا تجد يوم الأحد لمنطقة الشمال والأثنين في الجانب الشرقي وهكذا ، لذا توجب عليك معرفة البازار القريب من سكنك حتى لا تضطر الذهاب إلى مكان بعيد . وكان الذي زرته Padang Mat Sirat وهذا موقعهم Link يفتح كل أحد وهو قريب من المنتجع من الساعة 6 إلى 10 مساءا . كانت التجربة بالنسبة لي ولأبنتي من أجملها حيث البساطة في الأكل الشعبي أو ما يُطلق عليه أكل الشوارع ، وللأمانة هناك عدد لا بأس به من الأجانب يزورنه وللأسف لا تجد من العرب إلا القليل مع أنه من المهم التعرف على الثقافات ومأكولاتها ومشروباتها .
كانت البداية مع عصير المنجا كوب كبير بسعر 2 رينغت ما يعادل 120 فلس ثم أخذت ابنتي بطاطا مقلية حلزونية بسعر 5 رينغت ما يعادل 300 فلس . وقمت بشراء حلوى مشهورة تسمى باليك Balik وهي عبارة عن عجينة من الفول السوداني المقرمشة الرقيقة وتدهن بالفول السوداني المحمص والسكر والذرة الحلوة الكريمية وبعض الزبدة ثم تُطوى إلى نصفين بسعر 2 رينغت ، ولم أقاوم الحلويات الماليزية التقليدية ذات اللون الأخضر المصنوعة من جوز الهند ، وما أن انتهيت من تناولها حتى قابلتني طاولة عليها السمبوسة ذات اللون الذهب المقرمشة وذات الحجم الكبير بسعر زهيد ، وهنا سألت البائعة عما إذا كانت حارة " شطة " أم لا ، فأجابت بأنه قليل جدا جدا ، ولكن القليل عندهم كثير جداااا عندي ولكن اشتريتها وأكلتها .
ثم شممت رائحة شوي تتبعت مصدر فكانت رائحة الساتي اللذيذ وهو مكون من عود خشبي عليه قطع صغيرة من الدجاج أو اللحم ويشوى على الفحم ، سعر الواحدة 70 سنت أي أقل من رينغت ويتم أعطاؤك صوس حار من الفول السوداني ولكن لم آخذه ، وكان لذيذ جدا ، وبعدها كان الأمر من نصيب ماء جوز الهند الطازج الذي تقوم البائعة بتقطيعها وصب الماء بداخل كوب كبير ثم تقوم بتقشير قطع جوز الهند البيضاء بداخلها وكل هذا بسعر 7 رينغت فقط .
طبعا السوق مليء بالأكل الماليزي مثل ناسي ليماك وهمبجر راملي وغيره وأيضا هناك ركن لبيع الفواكه واشتريت فاكهة مانغوستين كيلو بسعر 6 رينغت 400 فلس فقط مع العلم أن سعر 5 حبات تقريبا هنا في الكويت 3 دنانير . وتم ختم الرحلة بشرب عصير المنجا الطازج بالقطع مجددا . كانت تجربة مفيدة جميلة وممتعة في الوقت ذاته . ملاحظات يجب أخذ العلم عند الذهاب لمثل تلك الأسواق : الشراء كله نقدا والأفضل يكون معك من فكة لسرعة التعامل . لم أجد سلة مهملات لتضع المخلفات ، لذا يجب أن يكون معك كيس لوضع القمامة، ويوجد عند كل كشك كيس خاص بالمحل يمكن الإستذئان من صاحب المكان . النظافة موجودة في الطعام والشراب وليس كما يتصور البعض لدى بعض الدول التي بالفعل لا يمكن أن تأكل من الشارع . معظم المأكولات هي شعبية وهي مختلفة تماما لما يوجد في المطاعم ، ولكن البساطة في طبخها هي ما يكسب لذتها . وعدت إلى المنتجع مع ابنتي لنختتم اليوم الثالث استعدادا لليوم الرابع في ماليزيا الذي كان مميز أيضا بأحداثه والتي كانت الخاتمة . |
| |