08-05-2024, 09:53 PM
|
#5 |
مسافر جديد
تاريخ التسجيل : Jun 2022 رقم العضوية : 46970 الجنس : ذكر المشاركات : 17 | (الجزء الثاني)
قبل البداية شكراً لكم على التعليقات التي تبث الهمة للكتابة.
في صبيحة يوم الأحد قبل الإقلاع بما يقرب من ٧ ساعات بدئنا بتجهيز الحقائب وبلغ عددها أربعة حقائب علماً بأن الحجز كان لكل مسافر حقيبة واحدة ثلاثون كيلو وحقيبتان كل واحدة خمسة عشر كيلو فيكون المجموع لنا مئة وعشرون كيلو لكن لم نصل لهذا الوزن في حال الذهاب وفي خلجات النفس أقول الوعد حال الإياب بإذن الله؛ مع حقيبة حجم كبينة الطائرة فيها كل أجهزتنا الإلكترونية.
وقبل أن أكمل التفاصيل حدث موقف لأحد الزملاء قبل رحلتي بأسبوع تقريباً ألا وهو سرقة ذهب من حقيبته التي شحنها مع الأمتعة. تبلغ قيمته ما يقارب الثلاثون ألف ريال اسأل الله أن يعوضه بخير منها وهذه معلومة للجميع لا تضع الأشياء الثمينة داخل الحقائب وتشحنها مع الأمتعة.
المهم اتجهنا نحو المطار وكلنا فرحٌ سعيدٌ بهذه الرحلة التي صار لها مدة من الزمن تلوح في الأفق كسحابة غيم ثم تنجلي قبل أن يتساقط مطرها.
تم الوصول إلى المطار وحتى لا أقع في ما وقع فيه صاحبي من سرقة متاعه قمت بتغليفها من كاونتر تغليف الأمتعة حتى آمنها من اللصوص الذين يتلصصون على حقائب المسافرين لسرقة ما خف وزنه وغلا ثمنه هداهم الله وإن لم يهدهم فقطع الله دابرهم.
تم تغليف الأمتعة واتجهنا نحو كاونتر شحن الأمتعة وطلب الموظف الجواز حتى يتأكد من الأسم وكانت المفاجئة!
هل الجواز ليس معي!
هل الجواز فيه مشكلة!
هل نسيت شيء؟
كلا …بل هناك حرف واحد زائد في اسم العائلة على بطاقة الصعود وهذا لا يُقبل لأنه لابد حال حجزك أن يطابق الاسم في بطاقة الصعود حسب جواز سفرك تماماً.
ومع هذه المعضلة تم تعديل الاسم وهو بحذف هذا الحرف لكن هيهات أن تفلت من الرسوم مع هذه الخطوط وكان رسم التعديل ستون ريالاً.
والمضحك المبكي: أن الموظف يقول لي ( هاه … تعدل أو لا وإذا لم تعدل يتم إلغاء الرحلة).
في هذه الحالة فترة من شفتي ابتسامة نعم ابتسامة يصح عليها قوق القائل
إذا رأيت نيوب الليث بارزةً. فلا تظنن أن الليث يبتسمُ
زورتُ في نفسي هل أصفعه…هل أشد رأسه مع أذنيه… هل أحشر أنفه في خط نقل الأمتعة هل أعلوه بضربة على هامته ارسم بها خريطة فريدة من نوعها لا يعلمها سوانا لكن هيهات وأم سعيد ترمقني ببصرها نحن عرسان في شهر بصل عفواً قصدي عسلٍ
لكن فعلت ما هو الأصلح وهو كضم الغيظ ولما له من الأجر والثواب من الله.
تم دفع الرسم وتم شحن العفش هنا اتجهنا نحو بوابات الدخول إلى المنطقة الحرة وقلت لماذا لا نذهب إلى صالة الفرسان وكيف لا وأنا أحمل بطاقة خاصة بالسفر وبطاقة ائتمانية تخولني لدخول إلى صالة الفرسان.
برزت البطاقة وبجانبي أم سعيد وسبق واستخرجت لها بطاقة نفس بطاقتي حتى تستمتع معي بهذه الصالة التي فيها ما لذ وطاب بلا حساب.
لكن كانت المفاجأة!! بعد أن أخبرتهم بأن بطاقتي من نوع كذا التي تمكنني من دخول أي صالة للسفر.
فإذا بالشخص المسؤول يخبرني بأنه ليس هناك أي بطاقة تمكنك من دخول الصالة إلا بعد دفع رسم معين.
في هذه الحالة فكرت وتأملت وأمعنت النظر في هذه المشكلة بقي على الرحلة ما يقارب ثلاث ساعات وأحتاج إلى تناول طعام الإفطار وارتشاف قليلاً من القهوة والجلوس على كراسي مريحة استعداداً لرحلة يقدر وقتها بما يقارب الست ساعات مع ترانزيت الرياض.
لذلك قلت المبلغ الذي سأدفعه لشخصين في هذه الصالة أجعله في الكافيهات والكشكات التي في المطار عند بوابات الصعود.
خرجنا من هذه الصالة وتجولنا في المطاعم المحيطة ونبحث عن مكان ذا كراسي مريحة فوقع الاختيار على أحد الكافيهات ذات الكراسي الجلدية المريحة وهذه النوع من الكراسي تستهويني لكن هناك مشكلة تلوح في الأفق ألا وهي أن هذا المكان لايوجد فيه شيء يستهوينا لا أنا ولا أم سعيد ومن المعيب أن تجلس بدون أن تشتري منه شيء لذلك كان من الأدب الشراء منه حتى نجلس مرتاحين البال لذلك قررت أن أتمعن القائمة لعلي أظفر بشيء من ما أشتهيه .
قلبت القائمة وأمعنت النظر ملياً فطلبة كروسان بالبيض ثم ذهبت لمحل آخر لآخذ طلب أم سعيد التي تنتقي طلباتها من كل محل طلبت القهوة المختصة من مكان والكروسان من مكان فكان لها ذلك لأن الهدف من هذه الرحلة هو أن نستمتع ونغيير الجو قليلاً تم الحصول على طلباتها وتوجهت نحو المكان ذو الكراسي المريحة سلمتها طلبها ثم اتجهت إلى طلبي الذي أخذته وكلي أمل أني سأتناول كروسان فاخر ذا طعم رائع لكن؛ نعم ولكن ما إن أكلت منه لقمة فإذا البرودة مؤلمة فإذا هو كروسان محشو ببيض مسلوق أخضر اللون إذا نظرت إليه شبعت وأنت جائع فما كان مني إلا أن آكله وهو على هذه الحالة دفعاً للجوعِ مع عدم النظر إليه.
وبينما نحن على هذه الحال ما بين حديث وسؤال ونقاش وسجال إذا بالمنادي ينادي أيا قوم يامن يريد الذهب إلى طرابزون يا أبا سعيد وأم سعيد هلما إلى هذه الدابة التي ستحلق بكما فوق هامَ السحب أقبلا ولا تخافا … كان هذا نداء داخلي ولم يتفوه به المنادي حقيقتاً لكن كان قريباً منه معنى وليس لفظاً.
صعدنا الطائرة وأنا أدعو ألا يجلس أحد بجانبي حتى أستمتع بسعة المكان.
وبينما أترقب إغلاق الباب والمقعد؛ عين هناك وعين هنا إذ دخلت عائلة بطفلين وخادمتين فكبرت على الراحة أربعاً
كانوا الاطفال مع الخادمتين خلفنا تماماً رجل ترفس المقعد فتحس بأن البنكرياس تزحزح عن مكانه وأن الأعضاء أصابها رعدة من هول الضربة وزاد على ذلك بأن قام يلعب بالطاولة رفعاً وخفضاً وكلي دعوات أن يهدأ وأن يصلحه الله لوالديه وزاد الطين بله أن أمه هداها الله تصوره وهي تتبسم له ولا تلقي بالاً بالعبد الضعيف الذي تحركت أحشائه من مكانها لكن لم يدم طولاً بحمد الله.
أقلعت الطائرة وأخذت معي كتاب حتى يكون محادثي في هذه الرحلة واستغلالاً للوقت وحفظاً له ثم حولت إلى بعض المقاطع الصوتية النافعة لم يطل الوقت فإذا بالمنادي ينادي بأن استعدوا للهبوط تم الهبوط بحمد الله وتيسيره.
لكن الرحلة التي تليها على وشك الإقلاع من الرياض (ترانزيت) والطائرة تأخرت في الإقلاع في الأصل وصلاة الظهر أدركتنا ونحن في الطائرة فما إن هبطنا حتى أسرعنا الخطى إلى صالة رقم (3) للرحلات الدولية وما إن تم الدخول لها إذا بي أسمع النداء الأخير لرحلتنا إلى طرابزون فأسرعنا الخطى لعلنا ندرك اللحاق بهذه الرحلة ونصلي الظهر والعصر في الطائرة.
وبحمد الله ما إن دخلت الطائرة إلا وتنفستُ وتنهدتُ وارتاح بالي وقلت لعلي أصلي بعد الإقلاع لأن وصولي سيكون قد دخل وقت صلاة المغرب وفعلاً صليت الظهر والعصر جمعاً وقصراً بغير اتجاه القبلة وهذا جائز إذا تعذر استقبالها.
( للحديث بقية وترقبوا الجزء الثالث ولعلي أضيف بعض الصور للتوضيح والإيناس) |
| |