10-02-2016, 03:58 AM
|
#4 |
مسافر متميز
تاريخ التسجيل : Mar 2015 رقم العضوية : 2716 الجنس : انثى المشاركات : 160 | شكرا لمروركم الكريم
صحيح أن أوروبا هي صاحبة الثورة الصناعية تاريخياً وصحيح أنها تملك تقدماً تكنولوجيا هائلاً لكنها بالرغم من هذا لم تتخل عن العمل اليدوي أبدا بالعكس حرصت كل الحرص على أن تطوره للأفضل.
وبالمناسبة الإنتاج اليدوي في كثير من المجالات أكثر قيمة وأهمية وأكثر غلاءا من الإنتاج الميكانيكي.
على سبيل المثال لا الحصر:ـ
في صناعة السجاد اليدوي سنجد أن السجاد اليدوي أثمن بكثير من السجاد الميكانيكي، وقد قمت بنفسي بمراجعة بعض مصانع السجاد اليدوي من أجل عمل دراسة جدوى للمشروع، فاكتشفت أن الإقبال على السجاد اليدوي أكثر بكثير من الإقبال على السجاد الميكانيكي وأن سعره أكثر ارتفاعاً، عندما كنت أقوم بمراجعة تفاصيل هذا المشروع راجعت موقعا أجنبيا من أجل الدراسة فوجدته موقع لمصنع سجاد يدوي كندي في مقاطعة كيبيك، أقول مقاطعة كيبيك في كندا.
وبالمناسبة الإمارات العربية المتحدة تمتلك واحة للسجاد اليدوي تقوم باستيراد ما يقارب من 170 ألف سجادة سنويا من أجل إعادة بيعها، وأنا أتكلم هنا عن السجاد اليدوي وليس الميكانيكي، وعند مراجعتي لتفاصيل المشروع وجدت أن سعر المتر من السجاد الحرير المصنع يدويا في إيران ب 500 دولا أي تقريبا 4000 جنيه مصري، بينما سعره في مصر يساوي 9000 جنيه مصري، هذا يدل على أهمية وقيمة السجاد المصنع يدويا عن هذا المصنع ميكانيكيا.
بالنسبة لشغل النول اليدوي، بالرغم من تطور صناعة النسيج الميكانيكي وتقدمها لكن الأوربيين أنفسهم لم يتخلوا عن النول اليدوي بل طوروه للأفضل ومازالوا حريصين على استعماله، وعندما جئت لمراجعة المواقع الإليكترونية التي تساعد على تعلمه وجدت أن معظم الموقع التي تتحدث تقريبا إن لم تكن كلها هي مواقع أجنبية.
وهذه بعض من الأنوال اليدوية وصور الأنسجة المصنوعة منها
بالنسبة لشغل المكرمية فأفضل المواقع التي تعلمه هي مواقع أجنبية إما أسبانية او إيطالية او انجليزية، أما العربية فهي قليلة المعرفة به وبأسراره وخباياه القيمة، كما أنهم قد أنتجوا له مجلات كثيرة تساعد على تعلمه، وقد استعملوه في عمل حليات على الفوط والشالات وغيرها رغم أنهم يمكنهم أن يقوموا بذلك ميكانيكياً.
بينما لم أجد بين الكتب العربية التي تساعد على تعمله إلا القليل الغير مفيد . والصورة التالية لفوطة مشغول على طرفها بشغل المكرمية اليدوي
أما بالنسبة لأشغال التريكوه والكروشيه فأفضل المواقع لتعلمهما هي المواقع الأوروبية، رغم أن تكنولوجيا نسيج التريكوه وصلت في الدول الأوروبية إلى القمة لكنهم لم يتخلوا عن التريكوه اليدوي، ومؤخرا حصلت على كتاب أليكتروني من الشبكة العنكبوتية يحتوي مجموعة هائلة من غرز التريكوه اليدوية، وهو كتاب أسيوي مكتوب باللغة اليابانية، وبالرغم من عدم معرفتي باللغة اليابانية مطلقا لكني أعرف محتواه لأنني أجيد ترجمة خرائط الشرح الخاصة به وأستطيع تنفيذ أي غرزة داخله وأستطيع أن أنفذها ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قيمة التريكوه اليدوي لدولة من أهم الدول التكنولوجية.
وهذه هي بعض صور من الكتاب ذاته
سهيلة الخزعلي أول صانعة سجاد يدوي إماراتية سافرت إلى إيران مرات عدة لتعلم فن صناعة السجاد اليدوي، والحىن هي أشهر وأمهر صانعة سجاد يدوي في الإمارات، يدوي وليس ميكانيكي.
أتعرفين كيف استولى اليهود على فلسطين وأصبح لهم وطنا قوميا فيها اليوم؟
في الحرب العالمية الأولى يعني عام 1914 يعني قبل 100 عام كانت بريطانيا في حاجة ماسة إلى تصنيع الزخيرة لاحتياجات الحرب و كان ذلك يتطلب كميات من الأسيتون وهو مادة عضوية تستعمل في إزالة طلاء الأظافر، لكن إنتاجه كان يكلفها مبالغ طائلة لأنها كانت تنتجه من الحبوب مثل الذرة وغيره من الحبوب، وكانت في حاجة إلى إيجاد مصدر جديد لمادة الأسيتون التي تحتاجها لتصنيع الزخيرة، فلجأت إلى عالم كيمياء يهودي اسمه حاييم وايزمان
، بوالفعل لم يخذلها فقد استطاع الكيميائي العبقري أن يصنع مادة الأسيتون من خشب الأشجار، وهو بديل غير مكلف، واستطاعت بريطانيا بفضل اكتشاف مناحم هذا ان تنتصر في الحرب العالمية، وظلت تحفظ له جميله وحسن صنيعه هذا، ثم مالبثت أن ردت له الجميل بأن أصدرت وعد بلفور عام 1917 ينص على إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وهذا كان هو رد الجميل لحاييم وايزمان الكيميائي الممتاز الذي ساعد بريطانيا على الانتصار في الحرب العالمية الأولى.
أريد بهذا أن أقول قبل مئة عام حقق الأوربيون تقدما علمياً عظيم، وقبلها حققوا ثورة صناعية، لكنهم لم يتخلوا عن العمل اليدوي ولا عن أدواته لكنهم طوروها، يعني كانوا ومازالوا حريصين على التكنولوجيا وكذلك على الحرف اليدوية التقليدية وأدواتها مع تطويرها.
مشكلتنا نحن العرب أننا لا نقدر الأشغال اليدوية قيمتها، طالما أن الدخول مرتفعة فلماذا نتعب أنفسنا بعمل شال أو كوفية أو سجادة بأيدينا طالما و بينما يمكننا أن نشتريها، لماذا ندخل إلى المطبخ ونطهو بأيدينا بينما يمكننا أن نأتي بخادمة لتخدمنا ونحن نذهب لنستلق أمام التلفاز، وهذه هي الثقافة السائدة . توقيع : مهجة الكون | |
التعديل الأخير تم بواسطة مهجة الكون ; 10-02-2016 الساعة 04:11 AM |
| |