13-10-2021, 09:41 PM
|
#1 |
مسافر جديد
تاريخ التسجيل : Oct 2021 رقم العضوية : 45539 الجنس : ذكر المشاركات : 4 | رحلة تركيا (2014)
كانت بداية رحلتنا ذات صباح على الخطوط الجوية "ناس"، حيث كانت الممرات في حالة فوضى عارمة، إذ تتدافع الطوابير المتقاطعة فيها،حينهاتذكرت طوابير عودة الحجاج. بعد معاناة قرابة الثلاثة ساعات وأنا على هذا الوضع المزري ونقاشي الحاد مع الموظفين، وردّة فعلهم الوقحة إلى درجة فكرت في تغير الخطوط غير مرة لو كنت قد وجدتُ رحلة قريبة. ناهيك عن تأخرنا عن الإقلاع لساعة كاملة حيث سيطرالإرهاق على المسافرين الصّاعدين إلى متن الطّائرة. وصلنا بالسلامة وهبطنا من الجو مع نسمات الرّبيع التي تلفح وجهنا وزخات لطيفة تلامس جسدنا. كانت الإجراءات ميسرة (في مطار صبيحة الدّولي) حيث يقع في القسم الاسيوي، ويبعد نحو 60 كلم عن الشقة المفروشة المرتبة التي هي مجتزأة من منطقة سياحية في القسم الأوروبي من اسطنبول. استغرقنا وقتاً طويلاً في الطّريق، بسبب الازدحام.
بعد تنزيل حقائب السّفر، حان وقت العشاء، أكلنا وأخذنا فترة راحة. وفي اليوم الثاني،وبعد لمحة عابرة عن المواصلات وكيفية الذّهاب إلى الأماكن السياحية، استخدمنا سيارات الأجرة، وقد كانت مزعجة ومملة، حيث تعرّضنا للاحتيال ولعملية نصب من قبل أحدهم، ضيّعت وقتنا ومالنا، بعدما ارتفعت مؤشرات حرارتنا من الغيظ، ذهبنا إلى السّوق التّجاري
" Istiney park "، الّذي كان صغيرًا وأَنِيقًا وممتلئًا بالماركات العالمية، فقضينا اليوم كاملاً فيه، عدنا إلى المنزل المتفرع من منطقة تقسيم التي لها من اسمها نصيب حيث البشر الملونون والمختلفو اللّسان،وهي منطقة حيوية كالتايم سكوير في نيويورك ، ويكثر فيها المتسولون والمتحذلقون، انقضى اليوم، بعده خلدنا إلى الرّاحة، ومع انبلاج شمس اليوم الثالث الملثمه بالغيوم، كنّا بانتظار سائق خاص يقضي معنا اليوم بتكلفة 250 $، انطلقنا عند الساعة 10 صباحًا إلى منطقة سبانجا الّتي تبعد حوالي الساعتين، أولى محطاتنا كانت في ساحل منحي وهو مكان يشبه قوس ، رأسه يلامس الجبال الّتي تناثرت عليه البيوت،وطرفه الموازي يمتلئ بأجهزة حكومية ساحلية، في المقابل له محلات متعاضده (مطاعم ومقاهٍ تركية) أنتهينا منه، وذهبنا إلى جبل أخضر، إذ كانت الفكرة تكمن في الذّهاب إلى التلفريك، ووقفنا لتناول الغداء مع تلك الإطلالة المتدرجة الخلابة، وبعدها غيرنا الوجهة بسبب صعوبة استخدام التلفريك نظرًا إلى الضباب الكثيف الّذي شدّ المكان كربطة العنق الضيقة الخانقة.
انتقلنا إلى مصدر الشلال الساحر كأنما خرير تدفق الماء يرحّب بِنَا، (ذلك الذي تسرّبت خضرته بقلبي وبهجت نفسي بجنته)، ثمّ رجعنا،وبعد التعب الّذي أثقل كاهلنا، تناولنا الطّعام في مطعم المدينة للمشاوي الشهير بالمشاهير، وهو مطعم يقدّم مأكولات لذيذة المذاق مع خدمة رائعة، والتكلفة مناسبة.
مرّ اليوم بسلام وجمال، وبدأ اليوم الآخر الذي يعدّ الرّابع بالاتفاق مع شركة سياحية أخرى 150$ ، بدأنا بجولة داخل أسوار العاصمة القديمة، رأينا برج "سفير"، وهو ناطحة سحاب،كان المنظر مهيباً من الدّور 54، يطلّ على المدينة كاملة، بعده دخلنا إلى هليكوبتر افتراضية بكلّ المؤثرات وتفاعلات الحواس عبر جولة جوية فوق اسطنبول، أمامنا شاشة ثلاثية الأبعاد من صالة السينما، منها انتقلنا إلى الدّور الأرضي،ثمّ إلى مبنى متحف شخصيات مؤثرة إسلامية وعالمية، جمّعت مجسامتهم ، وشرح فيها عن حياتهم وإنجازاتهم، شعرنا بالإرهاق، وحلّ الجوع على بطوننا، فاقترح علينا PARK CAFE OBA على مضيق البسفور تحت جسر محمد الفاتح، حيث المكان يعانق اليم. كان الغذاء متنوعاً،ومذاقه مقبولاً وأسعاره ملائمة، وهناك ما يفرح العين وينعش شذاها الأنف، وما يروي الرّئتين بالنقاء حديقة بيت الزّهور، أشهرها هي حديقة غولهانهGülhane Park الّتي كانت مخصصة للسلطان وحريمه وكبار الشخصيات، تمدّهم بالوفاء والبراءة والكبرياء والحُسن المميز، وقدرصع بالتاج العلم التركي المزهر، هذا كلّه، أضاف إطلالات نضرة كبشرة يافعة على مساحات عشبية وفيرة. امّا في اليوم الخامس، فقد ذهبنا إلى قصر دولما باهتشة بالتّركية DOLMABAHÇE SARAYI هو قصر بمثابة المركز الإداري الرّئيسي للإمبراطورية العثمانية منذ العام 1856م حتى 1922م، تصميمه من الدّاخل يلفت نظر الحضور، ويفتقر إلى التنظيم بسبب مجموعات الزّوار المكتظة والحركة إجبارية داخل مجموعة كي نرى الواقع الأثري القريب من الأساطير Klzkulesi ، في عرض البحر برج تطوف حوله القصص القديمة من الماء إلى اليابسة، وكان لدينا الفضول للاطّلاع على بعض العادات المحلية كحضور العرائس لأخذ الصور التذكارية ( بتل العرائس - تشامليجا).
مرتفع مطل الجزأين الأوروبي والآسيوي، منظره خلاب، ويحوي أشجار الصنوبر و، بعد إشباع بعض رغبتنا أتى وقت تعديل المزاج فيمقهى Hafiz mustafa taksim التركي العتيق المتجدّد من الطّراز الأول في شارع الاستقلال بتقسيم، فيه الحلويات الزّاهية، حيث احتسين االقهوة تركية الزكية وهي من المركز الرّائد لها وقد كان البدر يظلنا وضحكات السرور من حولنا تضفي روح البهجة. شارف الوقت على الانتهاء، إذ وصلنا إلى اليوم السّادس والأخير، وقد ذهبنا إلى باقة ميدان السلطان أحمد، وصلنا، واتّجهنا إلى الدّاخل، إلى العصورالوسطى، إلى عظمة امبراطوريتهم العظيمة التي كانت في وقت من الأوقات باسطة نفوذها على خريطة العالم، وصلنا إلى الباب العالي (طوپ قپو[1] بالتّركية)، يقع في اسطنبول، وقد كان مركز الحكم في الدّولة العثمانية من العا 1465م. إلى 1853م. تمّ بناؤه بأمر من السلطان محمد الفاتح في 1478 م.، وهو مكان فيه من السحر والتباهي بالماضي الإسلامي التليد، كان منظما، والمجموعات منسقة على الرّغم من أنّها أكثر كثافة من المجموعات الّتي وجدناها في قصر دولما، ويمكن الحركة بشكل فردي،كما أن الخدمات التعريفية متوفرة كالجهاز الإلكتروني للشرح عن الآثار وهو قيمة تاريخية ضخمة وشهية لعشاق التاريخ، و مما شاهدت فيه القطع النادرة للأنبياء وسيف الرّسول صلى عليه وسلم،ولم أستطع دخول صدر القصر الرّئيسي من الجمهور. دخلت الأطراف منه وإلى ثاني الباقة جامع السلطان أحمد أو الجامع الأزرق هو أحد أشهر المساجد الّتي بُني بين عامي 1018 - 1020هـ / 1609 - 1616م. يعد تسطيرة الام المعمارية وبناتها الأخريات النّسخ العمرانية لبيوتالله بسوريا ومصر، ويقابله متحف آيا صوفيا ولم يسعفني الوقت لزيارته، بل تناولت إفطاري سريعاً، و ثم التجهيز لتنفيذ مستوى اعلى من الرفاهية استأجرنا
بفندق
Hilton Istanbul Bomonti المبنى الشاهق حيث الاستقبال فخم و الاثاث الأخاذ الغرف مريحة و تشع بالسعادة و النشاط و الآن البضائع تنادي بمول جواهر الذي يعجّ بها ضخم مقارنة بالسابق حيث تتنشر فيه المنتجات التركية، وسمته الطّاغية ثمّ العالمية. يحتوي على ستة طوابق.
بعد وضعنا لما تمّ شراؤه تمرّنت في صالة الرّياضة بالفندق، واستعددت إلى توديع التّقسيم، أخذت سيارة الأجرة، ومن خلال معلومة خاطفة من النت عرفت أنّه يوجد مقهى Mods يتميز بالأيسكريم، وهو بالفعل نكهته لذيذة، على الرّغم من أن رأيي لا يعتمد عليه لقلة خبرتي فيه. شارفت الرّحلة على الانتهاء وفي اليوم الأخير، كان الاستعداد لزيارة جزيرة الأميرات، وهي وفق الرّوايات أنّ سبب تسميتها بذلك كان بسبب نفيهن في العصور الوسطى، وكان الوصول إليها من خلال شاطئ مخصص تباع تذاكر العبارة السريعة بقيمة 6 ليرات للشخص الواحد،وتبحر السفينة مدّة ساعة لترسو بالجزيرة الأولى لدقائق معدودة وتتابع إلى جزيرة الأميرات التي تعد الثانية ثمّ تطىء أقدامنا أرضها حيث الحركة التجارية والسياحة عالية، من بروتوكولاتها أنّها تمنع السيارات من السّير فيها، وقد أخذنا ما هو مسموح هناك ألا وهو العربة المخصصة مع حصانها، وقمنا بلفه على الجزيرة لمدة ساعة تخللتها راحة لعشر دقائق. ويكمن الجديد بالنّسبة إليّ في رؤية الحياة فيداخلها والبيوت وبعض الفنادق والمسطحات الخضراء بوتادها المثمرة، والملاحظ أنّ النظافة مقبولة والمطلوب اهتمام أكثر وهي لا تستحقّ صيتها. بعد نهاية الدّورة حولها نلاحظ انتشار محلات المأكولات البحرية والغداء ساعة الجوع بتوقيت معدتنا فارغة، اخترنا أحدها، إذ كان الطعام باهرًا وباهظ التكلفةّ، وكنا بتلاحم بصري مع طائر النورس في ALiBABA ومع أقرب سفينة عائدة كنّا معها لنجهز حقائب الإياب،وأعتذر عن الإطالة لكن حرصت على ذكر التفاصيل لنقل الأحداث كما هي تقريباً.
من منظور عام تتألف اسطنبول من ثلاثة أضلاع، أولها الطّبيعة الخضراء الدّاكنة والزّرقاء الصافية، وثانيها آثار القرون السالفة، وثالثها تستقطب الجميع بهويتها الإسلامية الأصل المتصارعة مع الأوروبية المترسخة وبمحيطها المطاعم والحلويات والمقاهي التركية والهدايا التذكارية. يعدّ التعامل من قبلهم مع الجميع جيداً، وما يثلج الصدر المساجد المنتشرة الّتي تصدح بالآذان مع كلّ صلاة، كما أنّ اللسان العربي حاضر في المواقع السياحية ولو رمزياً ببعض الكلمات الترحيبة مرفقة بمركبات لغوية ضئيلة مطابقة لقانون العرض والطّلب على اللغة العربية، ولكن، احذروا الاستعمال لأي عرض مقدّم لكم من غريب حيث يكثر الاستغلال.
محمد بن إبراهيم |
| |